«هيصة مهرجانات».. آخرون بدأوا المشوار باستوديوهات «بير السلم» وفى انتظار المجد والشهرة: «آه لو لعبت يا زهر»
شيكو الدنجوان - سعيد فتلة - أمير ماندو
المنافسة شديدة داخل المطرية بين المطربين الشعبيين، كثيرون يغنون ولكن قليلين من يعرفون طريق الشهرة خارج المطرية.
وهنا يلعب الحظ دوره وليس الصوت، فالصوت هو آخر عنصر يمكن أن يكون طرفاً فى الحكم.
«فتلة»: اشتغلت كوافير رجالى وكان سبب شهرتى.. و«ماندو»: اتمرمطت زى أغلب المطربين الشعبى.. و«شيكو»: مثلى الأعلى أيمن بهجت قمر
المطرية أول من اخترع المهرجان، جملة يرددها سعيد فتلة، مطرب المهرجانات الشعبية الشهير فى المطرية، والذى يفتخر بأن منطقته هى أصل المهرجان الشعبى: «إحنا اللى بدأنا المايك وشغل المسارح والدى جى، فى الأول كان واحد يطلع على مسرح يقول كلمتين أو يغنى، ومع الوقت بدأ الأمر يتطور، وبقى فيه حاجة اسمها مهرجان». أول من غنى المهرجان بحسب «فتلة» هما «البابا عوكل» و«أزوز» وعندما كبرا فى السن، نشأت أجيال أخرى.
«حب الناس» جملة يقولها «فتلة»، ويبرر بها سبب انتشار ما يغنيه داخل المطرية، فى أغلب الوقت يكتب ما يغنيه لنفسه: «بعرف الناس عايزه تقول إيه من عينيها، وأجيب كلام يشبه الأهالى فى المطرية، وبشوف مشاكل اليومين دول، يعنى عملت حاجة عن الأهالى اللى بيتخانقوا مع بعض، وعن الإدمان، والصحاب البايظة، إحنا مش بنعمل غنوة وخلاص، لأ بنعمل موضوع». فى أحيان أخرى يكتب له شيكو الدنجوان وإسلام إسو وحدوتة وغيرهم.
يدرس «فتلة» فى الفرقة الأولى بكلية الحقوق جامعة حلوان، وهو قائد كورال الكلية: «على الرغم من إنى مش دارس مزيكا خالص، وكل اللى اتعلمته من يوتيوب، لكن أنا فهمت شغل المهرجانات». كان «فتلة» يعمل «كوافير رجالى»، وساعدته تلك المهنة فى الوصول للناس بالمطرية: «كان ييجى زبون، فأغنى قدامه ويصورنى، وينزلها على الفيس بوك، والناس تشوفنى لحد ما اتعرفت».
غنى فى أفراح كثيرة، حتى فتح استوديو تسجيل صوت، والذى انتشر فى المطرية: «كل واحد عنده استوديو، بس ساعات بنسجل بره المطرية علشان الإمكانيات بتبقى أكبر». غنى فى معظم المحافظات، مؤكداً أن المهرجانات أصبحت رائجة ومطلوبة فى معظم الأفراح، وغنى فى مناطق راقية مثل الزمالك والتجمع: «علشان إحنا لما بنشتغل بنقلب الدنيا ونهيّص الفرح، بصراحة أهل المطرية هما السبب فى وصولنا بره، بسبب وقوفهم جنبنا».
«أهل المطرية هما اللى اخترعوا المهرجانات»، جملة أمير ماندو، 28 عاماً، مطرب وكاتب أغانٍ: «إحنا الأصل والمناطق التانية اللى طلع منها مهرجان خدوا مننا الشغل وعملوه بطريقتهم، لكن المطرية رقم 1». يغنى «ماندو» فى الأفراح منذ أن كان عمره 15 عاماً: «اتمرمطت زى أغلب المطربين الشعبى، اشتغلت فى أماكن كتير، فى شركة أدوية ومصنع ملابس وقماش، صبح وليل، علشان أصرف على نفسى». درس دبلوم صنايع، لكنه اتجه للغناء الشعبى الذى تعلمه من الأفراح ومن موقع «يوتيوب»، ويسجل فى استوديو صغير يملكه فى المطرية. كلمات الأغانى يستمدها «ماندو» من معاناة أهل منطقته: «بنغنى كلمات تشبهنا، إحنا بنعانى فى ظروف صعبة، بنشوف الحالات اللى حوالينا ونعمل غنوة، بعكس الناس اللى بتكتب للحب بس».
عُرف شيكو الدنجوان، أحد شباب المطرية، بكتابة الأغنية الشعبية والمهرجانات، غنى له الكثيرون من مشاهير المهرجان: «بكتب كلام بيتداول فى الشارع، باخده من الناس، فلما بيسمعوه بيبقى مش غريب عليهم، خاصة الناس البسيطة». درس «شيكو» الهندسة البحرية، لكنه يتمنى أن يرتفع اسمه فى مجال كتابة الأغانى، مثله الأعلى الشاعر أيمن بهجت قمر: «هو مش بيكتب مهرجان بس بحبه، وبحب حكاياته، وطريقة نجاحه عاجبانى».