عندما تتحدى المليشيات المسلحة الثورات العربية.. "العرب إيد واحدة ضد الإرهاب"
في يناير 2011 لاح أمل التغيير لدى الشعوب العربية، صاحت الشعوب ضد الحكام وارتفعت الهتافات والمطالب التي انتهت بميلاد الربيع العربي، تلك الثورة التي عبرت الحدود الجغرافية لتسقط الأنظمة في تونس ومصر وليبيا واليمن، الآن بعد 3 سنوات من المد والجذر الثوري انقلب ربيع ثورات العرب إلى "خريف إرهابي".. يحتل المدن ويقتل الأبرياء ويتحدى الاستقرار.
الخروج على الأنظمة الاستبدادية والحلم بأوطان بلا ظلم.. تحوّل لكابوس تديره الآلة الإرهابية، حرق وتدمير في جامعات وشوارع مصر نتيجة ممارسات جماعة الإخوان، حالة الحرب التي أعلنها المصريون ضد جماعة الإرهاب تجد مثيلها في موقف الحكومة الليبية ضد الميليشيات المسلحة بطرابلس وبنغازي وجرائمهم ضد الأمن والشعب، "الحلم واحد والمعاناة واحدة" هكذا تتقاطع أحوال دول الربيع العربي بعد الإطاحة بالأنظمة القديمة، فدولة اليمن التي تخلصت من علي عبدالله صالح اتجهت لمحاربة تمرد مسلحي جنوب اليمن، "دي سياسة أمريكية لزعزعة المنطقة من خلال الخلايا المتمردة داخل الدول" تفسير يقوله مروان الفردان- المواطن العراقي، تعليقًا على الصراع الدائر في بلدان الربيع العربي بين الدول والإرهاب "بقدر نتائجها الوخيمة على أمن الدول لكنها تكشف الفصائل المعادية للدولة للتخلص منها" يتحدث "مروان" عن مليشيات الإخوان بمصر ومسلّحي ليبيا وداعش في العراق، تنظر دول الربيع العربي لبناء جديد بعد الثورات وفي الوقت نفسه تتحدى قوة الإرهاب، فمصر تتصدى لمعاقل الإخوان وتحررها من سيطرتهم بينما يعاني أهالي الفلوجة بالعراق من سيطرة إرهابيي داعش عليها، يقول الشاب العراقي إن فكر الإرهاب لا يختلف من دولة لأخرى لأن هدفه واحد أيضًا "مجموعات مسلحة ومدعومة من أمريكا والغرب لتفتيت الدول زي السودان"، مضيفًا أن الشعب العراقي والعربي كله بات مناضلاً ضد الإرهاب مثلما ناضل ضد الاحتلال الأجنبي.
وتبقى "سوريا" النموذج الأمثل للثورة السلمية التي انقلبت لمقاومة الإرهاب المسلح وقتل الأبرياء، "كلها جماعات عنف وإرهاب هادفة" تفسير د.بهجت خليل- الخبير الدولي في مكافحة الإرهاب- للمجموعات المسلحة في دول الثورات العربية، موضحًا "عصابات وشوية حرامية لإرادة الشعب وأغلبهم فاشل سياسيًا زي الإخوان في مصر وسوريا فاتجهوا للدم"- بحسب خليل، غاية مشتركة تجمع الفصائل الإرهابية في مصر وباقي بلاد الثورة تتلخص في إسقاط وتركيع الدول "لكن الرهان على الشعوب لما تكون قوية ضد كل أنواع الترهيب"- وفقًا له.