«شعث» لـ«الوطن»: مطالبة إسرائيل بتعويضات عن الممتلكات «مؤامرة صهيونية»
اسرائيل تستخدم ملف التعويضان للضغط على الشعوب العربية لقبول التطبيع "صورة أرشيفية"
ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن إسرائيل ستطالب دول عربية بينهم مصر بـ250 مليار دولار كتعويضات مالية عن الممتلكات التي تركها اليهود العرب خلفهم قبل الهجرة إلى فلسطين، في إطار صفقة القرن.
وعلق الدكتور رامي شعث، المحلل السياسي الفلسطيني قائلًا إن ما نشر جزء من الدعاية الصهيونية المستمرة، مشيرًا إلى أن الأغلبية الساحقة من اليهود الذي هاجروا من الدول العربية لم يتم تهجيرهم ولا طردهم بقرار من الدول التي كانوا فيها، مؤكدًا أن الأغلبية الساحقة من يهود مصر لم يتوجهوا إلى إسرئيل ولكن نحو فرنسا وإنجلترا وبلاد أخرى، بالتالي ليس من حق إسرائيل المطالبة بتعويضات «حتى لو كانوا يستحقوا ذلك».
ولفت المحلل السياسي الفلسطيني إلى أن هناك "خطأ هيكلي" نقع فيه، وهو أن إسرائيل، العصابة التي تجمعت من دول مختلفة، تصبح معبرة عن اليهود في العالم، مشيرا إلى أن العديد من اليهود في أنحاء العالم لا يعترفون بإسرائيل وضد الصهيونية، ومحاولة إعطاء هذا الاحتلال طابع ديني جزء من سياسة تم التعامل معها، ولكن في الحقيقة ليس لها علاقة بالدين اليهودي والصهاينة الذين أسسوا الدولة وحكموها والذين لم يكونوا يومًا متدينيين.
مؤامرة صهيونية وإسرائيل غير معبرة عن اليهود.. وإذا كانوا يريدون أموالًا عليهم دفع التعويضات للفلسطينيين المنصوص عليها بالقانون الدولي
وخلال مكالمة هاتفية لـ«الوطن»، قال شعث إنه إذا كان الكيان الصهيوني أو بعض اليهود في العالم يريدون المطالبة بتعويضات، فقبل ذلك عليهم دفع تعويضات منصوص عليها في القانون الدولي، وهي حول ملايين اللاجئين الفلسطينيين والذين جرى طردهم من بيوتهم، وتشريدهم وهم لا يزالون يحملون مفاتيح بيوتهم وصكوك ملكيتها، مشيرًا إلى أن ارتباط التعويضات المزعوم بـ«صفقة القرن» ارتباط غير عضوي، لأن صفقة القرن لها علاقة بإنهاء القضية الفلسطينية وبناء تحالف «عربي - إسرائيلي» لمواجهة إيران.
وأضاف شعث قائلًا: «لا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فارق معهم كيف يحدث ذلك، سواء عن طريق توطينهم في الأردن أو اتخاذ جزء من سيناء ويعتبرونها دولة فلسطينية -كما يزعمون-، أو يمارسوا ضغطًا على الدول العربية ويتم تجنيسهم وإقامتهم في تلك الدول».
وتابع: «جرى إضافة عامل جديد تحت اسم ملف التعويضات سعيًا لإجبار الحكام العرب لإقامة علاقات مع إسرائيل تجنبًا لدفع تلك المبالغ، إنها قصة سخيفة جدًا»، مؤكدا أنه على الحكام العرب الإصرار على حصد التعويضات والتي تقدر بمليارات المليارات للشعب الفسطيني لإنهاء تهجيره وتشريده.