«الحاج سلام» أفقر قرى قنا.. لا وحدة صحية ولا مكتب بريد ولا مياه شرب
الوحدة الصحية بالقرية مغلقة
ينتظر أهالى قرية الحاج سلام التابعة لمركز فرشوط فى قنا، بدء تطبيق مبادرة الرئيس «حياة كريمة» لتطوير القرى الأكثر احتياجاً، حتى تدب الحياة فى شوارعها مجدداً، بعدما عانت لسنوات من نقص وسوء الخدمات والمرافق، مما جعلها تحتل المركز الأول فى قائمة القرى الأكثر فقراً بقنا، وفق تقرير رسمى لمجلس الوزراء.
ويعيش أهالى القرية البالغ عددهم 9297 نسمة، على مصدر رزق وحيد، هو العمل الموسمى فى زراعات القصب الواقعة ضمن حدود قريتهم، التى تبلغ الحيازة الزراعية فيها 250 فداناً فقط، مملوكة بالكامل لأبناء قرى أخرى مجاورة، وحسب عمدة القرية، على قاعود، فإن نصيب الفرد من الأراضى لا يزيد على قيراط ونصف.
المشكلة الأبرز فى حياة الأهالى حالياً هى البطالة، فقبل سنوات كان السفر إلى ليبيا هو أمل كل أبنائها للهروب من الفقر، لكن تغيرت الأحوال منذ 2011، عندما اضطروا للعودة منها، فلم يجدوا أمامهم سوى مزاحمة باقى أقاربهم فى العمل بزراعات القصب، ليزداد الوضع سوءاً فى القرية، خاصة أن العمل الموسمى لا يكفى لسد جوع أطفالهم.
يقول العمدة على قاعود، إن القرية تعانى نقصاً شديداً فى الخدمات، مما يؤثر بشدة على معيشة الأهالى، خاصة الذين احترقت منازلهم وعششهم فى أبريل 2013، فالنيران لم تترك وراءها سوء رماد وآلام ومزيد من الفقر، رغم أن المساعدات تدفقت وقتها من مديرية التضامن فى قنا، وعدد من الجمعيات الخيرية.
أحد الأهالى: نفتقد أبسط مقومات الحياة.. و«قنديل»: 9297 نسمة يعيشون على العمل الموسمى فى 250 فداناً مملوكة لـ«الأغراب»
وأضاف أن القرية لا توجد بها طرق ممهدة، ولا مكتب بريد، فيما توقفت أعمال تجديد مبنى الوحدة الصحية منذ سنتين، بسبب عدم وجود مخصّصات مالية، مما يضطر الأهالى لقطع مسافات طويلة إلى مستشفى فرشوط المركزى، للحصول على العلاج، موضحاً أن «أبناء القرية كانوا يسافرون إلى ليبيا للعمل، لكن منذ تردى الأوضاع الأمنية هناك، اضطروا للعودة إلى العمل فى مواسم حصاد القصب والقمح».
وأشار إلى أن معظم الأسر لا تملك أراضى زراعية فى القرية، التى لا تزيد مساحة الحيازة الزراعية فيها عن 250 فداناً، مملوكة لعدد قليل من أبناء القرى المجاورة، مطالباً الدولة بمنح الأسر الأكثر احتياجاً أجزاء من أراضى الظهير الصحراوى المتاخمة للقرية، حتى تزرعها، «فتخرج بهذا من دائرة الفقر، عن طريق توفير فرص عمل لأبنائها»، كما اقترح إنشاء مصانع صغيرة لتشغيل الشباب.
عبدالرحيم محمد، 30 سنة، أحد شباب القرية، قال: «نفتقد أبسط مقومات الحياة، فلا توجد مياه شرب صالحة، رغم الانتهاء من إنشاء محطة مياه فرشوط الرئيسية، ولا توجد مصانع، رغم امتلاك القرية ظهيراً صحراوياً كبيراً»، موضحاً «اضطررت مع المئات من أبناء القرية إلى البحث عن عمل هنا، بعدما ضاقت علينا الفرص فى ليبيا، بينما لا يتجاوز عدد أبناء القرية ممن يعملون فى دول الخليج أصابع اليد الواحدة».
أما على محمود، 40 سنة، موظف، فيقول إن معظم الأسر فى قرية الحاج سلام يعتمدون على معاش «تكافل وكرامة»، ومساعدات الجمعيات الأهلية، منذ أن توقف أبناؤها عن السفر إلى ليبيا بسبب المعارك الدائرة هناك، فأصبحوا يعملون كعمالة موسمية فى زراعات القصب، بالإضافة إلى اتجاه البعض للعمل فى المعمار بمحافظات الوجه البحرى، أو مزارع «الأعيان» و«ذوى الأملاك».
من جهته، قال حسين الباز، وكيل وزارة التضامن فى قنا: «هناك حوار مجتمعى بين أبناء القرية، بقيادة العمدة، ورئيس مجلس مدينة فرشوط، العميد أحمد أبوبكر، والنائبة البرلمانية سحر صدق، لتحديد الاحتياجات الحقيقية للقرية، تمهيداً لتلبيتها بشكل سريع، تنفيذاً لمبادرة الرئيس»، مضيفاً أن «المحافظ اللواء عبدالحميد الهجان أمر بتجهيز ملف كامل بالقرى الثلاث الأكثر فقراً فى المحافظة، وهى الحاج سلام فى فرشوط، وأبوشوشة فى أبوتشت، وبهجورة فى نجع حمادى».