"ياسين" طالب إفريقي يبيع على فرش بالإسكندرية: "الشباب بيتكسف من الشغل"
ياسين أمام فرشه بالإسكندرية
ملامحه السمراء الإفريقية وابتسامته البيضاء الهادئة، جعلت أهالي الإسكندرية يلتفون حوله لشراء الملابس الشتوية، إنه الطالب الإفريقي "ياسين إبراهيم"، ذو الـ20 عاما، وافد من دولة جذر القمر، يفترش بضائعته على رصيف شارع خالد بن الوليد بمنطقة ميامي شرقا، لكسب لقمة عيش لمساعدته في مصروفاته الدراسية.
"قرب يا حبيبي.. شوف الجاكيت الحلو" هكذا كان ينادي "ياسين" أثناء اصطفافه بين البائعة بالشارع، حيث اعتاد الأهالي والمارة والبائعين في الشارع الضحك معه والتفاؤل به نظرا لطيبته وابتسامته الدائمة واحترامه للجميع، الأمر الذي دفعهم للاحتفاء معه بمجرد الإعلان عن تنظيم مصر لكأس الأمم الإفريقية، والاتفاق على الذهاب لتشجيع مصر التي تعد وطنه الحالي.
ونجح "ياسين" في كسب ود الجميع، خلال عامين، منذ التحاقه بالدراسة داخل أروقة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، حيث يدرس مجال الهندسة، إلا أنه لم يتوافر لديه المال الكافي مثل سائر زملائه بهذا الصرح الذي يضم طلاب من كافة الدول العربية، فاتجه إلى شوارع الإسكندرية بحثاً عن فرصة عمل.
وقال "ياسين" لـ"الوطن"، إنه لم يرى أي حرج في أن يعمل بائع في أحد مطاعم الكشري بالإسكندرية، إلا أن الراتب الشهري وعدد ساعات العمل لم يكن بالقدر الكاف لسد احتياجاته والتزاماته المالية، مؤكدًا أن أحد الجيران نصحه للاتجاه إلى التجارة والتي يوفر مكسبها ما لا يوفره الراتب الشهري، إلا أنه لم يكن يملك رأس المال لبدء أي مشروع تجاري.
وأضاف أن القدر استجاب له لكونه أراد الحياة الكريمة، حيث تعرف عليه تاجر يفترش الملابس بالشارع السياحي الأبرز بالإسكندرية خالد بن الوليد، ليتفق معه على الوقوف معه لبيع الملابس وتقسيم المكسب بالنصف، الأمر الذي شجعه لمحاولة التعلم والتأقلم مع عادات المصريين في البيع والشراء، حتى أصبح أحد أبرز البائعين بالشارع.
ورغم احتياج تلك المهنة لشاب يجيد لغة البلد والصوت المرتفع والصيحات الجذابة، إلا أن الشكل غير المألوف لهذا الشاب الإفريقي وابتسامته الدائمة التي تعلو وجهه وتحدثه بـ"العربي المكسر"، جعل جميع المارة يتوافدون عليه ويشترون منه البضائع ويبتغون في معرفة قصته.
وتابع "ياسين"، أن مصر بها فرص عمل لكن شبابها بيتكسف يقف على فرش أو يعمل بأحد المحلات، منوها أن الشعب المصري طيب القلب ويقابله بالترحاب وساعدوه كثيرا حتى وصل لما هو فيه الآن، إلا أن يريد العودة إلى بلده فور تخرجه ليفيد أبناء وطنه مما تعلمه.
وأشار إلى سعادته لاستضافة مصر لكأس الأمم الإفريقية 2019، مؤكدا حرصه مشاهدة المباريات من ستاد الإسكندرية ورؤية تجمع الأفارقة جميعهم بمصر، منوها أن دول أفريقيا تعلم قيمة مصر وحبها لكافة الشعوب، فهم يثقون فى نجاح البطولة واحترام المصريين لهم.