خلطة «فوزية»: فَرشة شباشب تؤوى ٣ إخوات وقطط شوارع
«فوزية» تعتنى بقطة أثناء تأدية عملها
أفنت عمرها فى تربية إخوتها الصغار والعناية بهم، وأصبحت لهم الأم والأب معاً، ورغم ذلك ظل إحساس الأمومة يؤرقها، الذى حرمت منه لرفضها الزواج، وقرارها التضحية براحتها فى سبيل مساعدة أسرتها.
فوزية محمد، بالعقد الخامس من عمرها، يشرق وجهها بابتسامة الرضا عن الحال، ومشاعر العطف والحنان الجياشة: «حرمت نفسى من الجواز عشان أربى إخواتى، بس كان نفسى أبقى أم».
على مدار الـ15 عاماً الماضية، تبيع «فوزية» منتجات بسيطة «شباشب» فى الشارع لتنفق من ريعها على إخوتها: «شقيت عليهم، بس نجاحهم فى الدراسة عوضنى عن كل حاجة، أنا عندى 3 إخوات كلهم لسه بيدرسوا، اتنين فى المرحلة الإعدادية، والتالت فى ثانوى، وباحاول أوفر كل قرش عشان أصرف عليهم».
تقطع «فوزية» مسافة طويلة يومياً، من منطقة الوراق بالجيزة إلى شارع جزيرة بدران بحى شبرا، لبيع بضاعتها، حتى توفر مصاريف أسرتها: «حتى لو تعبانة بانزل الشغل، إخواتى ملزمين منى، ومفيش أى مصدر دخل تانى».
عطف وحنان «فوزية» جذب إليها القطط الموجودة فى الشارع: «بأكلهم وأراعيهم طول الوقت، وعملت لهم عشة تحت الفرشة بتاعتى بدفيهم فيها من برد الشتاء».
تنتظر القطط اللحظة التى تأتى فيها «فوزية» إلى مكان العمل، وتقفز عليها وتتحسسها فرحاً: «أول ما بيشوفونى بيقعدوا يتنططوا حواليا وعلى رجلى كأنى أمهم.. اللى بيرحم حيوان ربنا بيرحمه».
مكسب ضئيل تحققه «فوزية» من عملها فى الشارع: «لا عندى معاش ولا مصدر دخل تانى أقدر أعتمد عليه، وأصرف منه على تربية إخواتى، وأوفر به كمان أكل القطط كل يوم».
تحظى السيدة الخمسينية بحب واحترام جيرانها فى «شبرا»، ويحاولون مساعدتها بجميع الطرق، سواء بالشراء منها، أو حماية بضاعتها.
وتقول «فوزية»: «أحياناً باضطر أمشى من جنب البضاعة وأروح أقضى مصلحة، ولما بارجع بلاقى كل حاجة فى مكانها، وعمرى ما خُفت على حاجتى، لكن نفسى يكون ليّا محل أبيع فيه براحتى وأزوّد بضاعتى».