إيلي تروي لـ"الوطن" تفاصيل "ليلة درامية" في فنزويلا: السياسة تقتلك هنا
متظاهر يحمل قنبلة مسيلة للدموع في فنزويلا
ليلة درامية مرت على أهالي فنزويلا، تلك الدولة الواقعة على الساحل الشمالي لقارة مريكا الجنوبية، عقب إعلان رئيس البرلمان خوان جوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، لاسيما بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة على حسابه بموقع التغريدات القصيرة "تويتر" به، واصفا حكومة مادورو بأنها "غير شرعية".
"لم نستوعب ما حدث في تلك الليلة، أتذكرها جيدا فالشوارع كانت مضطربة للغاية، الناس يهرولون في كل مكان، عائلات بالكامل نزلوا إلى الميادين رافضين الديكتاتورية، الدخان تسلل عبر النوافذ المغلقة، كدت أصاب بالاختناق"، بهذه الكلمات بدأت الشابة الفنزويلية إيلي كامبوس حديثها لـ"الوطن".
إيلي، التي فقدت صديقها في إحدى التظاهرات ضد النظام الذي يرأسه نيكولاس مادورو، وجدت نفسها متعاطفة مع التظاهرات، لم تشعر بنفسها إلا وهي تخرج إلى شرفتها المطلة على إحدى ميادين العاصمة كراكاس، لتبحث بين وجوه المتظاهرين الملثمة على وجه ناتشو، الذي رغم رحيله إلا أنه ظلت روحه باقيه في الميدان.
تتابع الشابة الفنزويلية، حديثها "تلك الليلة مثل الليالي الأخرى، المواطنون سئموا من القمع، هنا نعيش في ظل نظام ديكتاتوري بدون غذاء بدون أمن، لك أن تتخيل أن أفراد عائلتك اضطروا للرحيل من البلاد وترك أطفالهم، الشباب هنا لا يبحث عن فرصة عمل لأنه يعلم جيدا أنه لن تتوفر له، الحصول على وجبة غذاء أصبح حلم، ونحن دولة تنتج النفط".
سنوات كثيرة لم تتطرق إيلي في حديثها للسياسة، لأن ممارسة العمل العام في فنزويلا يعتبر "معاناة"، على حد وصفها، فالمصير يكون إما الزج في سجون السلطة أو الاغتيال، مسترجعة أول جملة نطقت بها في هذا الشأن "ناتشو قُتل، الأحبة رحلوا بسبب السياسة".
كما قتل 125 شخصا في اشتباكات مع الشرطة في احتجاجات عام 2017.