صغار في معرض الكتاب.. تشجيع الأطفال على القراءة يبدأ «من اللفة»
محمود مع زوجته وولديه مع الشاعر إيهاب البشبيشي
في كل مربع داخل معرض الكتاب هم حاضرون وبقوة، تجذب أصواتهم المارة، واستجدائهم آبائهم أو أمهاتم لشراء كتاب راق تصميم غلافه وألوانه لهم، ومع كثير من اللهو والقليل من التوجيه والنصح، كان البعض يصطحب أبنائه لمجرد تعويدهم على حضور ذلك الحدث، الذي يقام سنويا، ومحاولة كذلك لترغيبهم في القراءة.
لدى أحمد علي 3 أطفال، الأولى في الصف الثانى الإعدادى، والثاني في الصف الخامس الابتدائي، بينما الأصغر فى الصف الأول، ومنذ طفولتهم ووالدهم يحرص على اصطحابهم معه لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، ويترك لهم حرية اختيار الكتب التى يريدوها لأنفسهم، طالما كانت في الأماكن المخصصة للأطفال، وبالقدر الذي يتيحه الميزانية التي معه، ويحاول الشاب عدم ترك ذلك الأمر مطلقا: «بحاول كل سنة آخدهم معايا، الموضوع بدأ متأخر شوية يعنى من حوالى 5 سنين بس من ساعتها وأنا مكمل، وكل سنة بيشتروا قصص وحاجات تنفع سنهم» يحكى الأب، الذي يدفع حوالى 600 جنيه في بعض الكتب لأولاده الـ3 وحين يزور المعرض، يكون اليوم مقسما وفق ساعات بعضها للتجول والشراء والبعض الآخر للهو واللعب: «عشان ميملوش مني ويتخنقوا، لازم أعمل معاهم كده».
كان مالك لم يكمل سنته الأولى، حين اصطحبه والده برفقة زوجته هبة إلى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وفى 2019 كانت تلك المرة هي الـ5 للصغير على التوالي، دون أن يفوته المعرض مرة واحدة، بينما ذهبت أخته موسيقى إلى المعرض 3 مرات، ويعتبر والدهما الأمر تشجيعًا لهما ومحاولة منه لدفعهما فى سن صغيرة تجاه الكتب والقراءة: «هيعتادوا على الكتب، ويعرفوا يعنى إيه دور نشر، وشوية فى شوية هيكون ليهم ذوقهم الخاص تجاه الكتب، وأخدتهم من وهم فى اللفة للمعرض ولحد دلوقتى» يحكى محمود سلام الأب، الذي يعمل مدققا لغويًّا، ويدخل ولديه إلى الأماكن الخاصة بكتب الأطفال، ويترك لهما حرية الاختيار: «الغلاف اللى بيعجبهم بيجيبوه وأنا وهبة علينا دور قراءة ما فى الكتاب لهم، وطبعًا بتكون قصص وحواديت».
تحاول نها عبدالمجيد القيام بالأمر نفسه مع أولادها الـ3 وتتمنى حين تكبر أعمارهم قليلا الاعتماد على أنفسهم سواء في زيارة المعرض أو حتى اختيار الكتب.