«آى سبارك» ساعدت 23 ألف طالب على تحديد مسيرتهم
فرص عمل - صورة أرشيفية
كل عام يشهد تخرج آلاف الطلاب من جامعات ومدارس مصر، دون أن يعرفوا وجهتهم، يتلقون نفس التعليم باختلاف مواهبهم وميولهم وقدرتهم على الإبداع، ثم يصطدمون بسوق العمل، كثير منهم يقرر أن يغير اتجاهه المهنى أكثر من مرة، وهو ما يكلفه سنوات ضائعة من عمره، أو أن يرضى بأول وظيفة تصادفه، ليتحول إلى ترس صغير فى آلة تدور بلا توقف.
«آى سبارك» شركة أسسها مصطفى حشيشة، من ذلك المنطلق على وجه التحديد، هى شركة تقدم خدمات تعليمية، وتساعد آلاف الطلاب على اختيار مسيرتهم المهنية فى سن مبكرة وأيضاً اختيار التخصص الجامعى المناسب لهم.
يقول «مصطفى»، 27 سنة، إنه كان واحداً من هؤلاء، الذين عانوا لفترة من الرؤية المتخبطة لطريقهم المهنى، حيث تخرج فى كلية هندسة الجامعة الألمانية، وفوجئ أنه لا يرغب فى العمل فى هذا المجال، ليلتحق بعدها بالعمل فى عدة مؤسسات وشركات صغيرة ومتوسطة، تقدم تدريبات وخدمات تعليمية، حتى قرر فى عام 2015 أن يبدأ مشروعه الخاص: «غالباً، الناس فى مصر بتختار التخصص الدراسى الجامعى بناء على المجموع فقط، من غير ما يتأكدوا إن كان لهم شغف أو موهبة حقيقية فى المجال ده».
«مصطفى»: الناس فى مصر تختار التخصص الجامعى بناء على المجموع فقط
فكرة شركة «آى سبارك» كانت واحدة من الأفكار التى فازت فى مسابقة أعدتها جمعية «إنجاز»، التى شملت تقديم تمويل لمشروعات جديدة، يوضح «مصطفى» أن تلك الخطوة كانت البداية، التى حصل منها على التدريب اللازم لإنشاء شركته وتجهيزها وتأهيلها لسوق العمل، ثم انطلق فى التعاقد مع عدد من المدارس والجامعات.
«فى البداية كانت جميعها جامعات ومدارس خاصة، وقدرنا نحصل منها على التكلفة المناسبة للخدمات المقدمة للطلاب وبدأنا نتواصل فى الفترة الأخيرة مع طلاب بعض الجامعات الحكومية»، ويضيف: «فى بداية تأسيس الشركة كانت فترة صعبة جداً، كان دخلى شهرياً 600 جنيه، لكن استمريت فترة لحد ما قدرت أقوّم الشركة، وأقنعت اللى معايا إن كل لما نكبر وننجح هما كمان هيكبروا معانا وهيكون لهم نصيب من الأرباح»، وتابع أن اليوم شركته قامت بتدريب وتأهيل 23 ألف طالب، أعمارهم بين 15 و18 سنة، وقدموا استشارات فعلية لهم من خلال نماذج توضح لهم سوق العمل فى كل مجال، بل أيضاً كانت «آى سبارك» حلقة الوصل بينهم وبين كثير من الشركات وأماكن العمل.
أما عن قصص النجاح التى حققها بعض الطلاب، يقول «مصطفى»: «فيه ولدين أعمارهم 15 سنة فتحوا شركة خاصة بيهم، وعملوا تطبيق يساعد الأهالى على متابعة أولادهم فى أوتوبيسات المدارس، وحققوا 150 ألف جنيه أرباح».
اليوم توسعت شركة «مصطفى»، لتضم 15 موظفاً يعملون بدوام كامل، بالإضافة إلى 35 موظفاً يعملون بنظام نصف يوم، أما عن أهدافه، فيقول: «أتمنى نعلى بمرتبات العاملين خلال الفترة الجاية»، هو يحاول التواصل بشكل أكبر مع الجامعات والمدارس الحكومية، رغبة فى تقديم خدمات للطلاب دون أى مقابل مادى منهم، لأنها تعد خدمة مجتمعية لكن يجد صعوبة فى خلق حلقات تواصل معهم.
يرجع «مصطفى» نجاح الكيان الذى قام بتأسيسه من 3 سنوات فقط، إلى أمرين: «التفرد فى اختيار الفكرة، لأنها تحل أزمة حقيقية وهى معاناة الأهالى والأبناء فى تحديد مسار لحياتهم المهنية، وكلما نجح طلاب فى مسارهم ازدادت الثقة فى الشركة وأصبح التعاقد مع المدارس والجامعات يتم بطريقة أسهل، ولثقة جميع العاملين فى تلك الشركة أنهم يقتربون من هدف واحد متفق عليه»، مختتماً أن نجاحه جزء من نجاحهم جميعاً، خاصة أنهم بدأوا بأقل ميزانية متاحة، وبعدها أصبحوا كياناً موثوقاً به.