التجارة بدماء ضحايا "محطة مصر".. مواطنون يبحثون عن صور للحادث
القطار المحترق
بين الحطام والأشلاء وأجزاء الجرار المتفحم، والبكاء الذي لم يتوقف على مدى أكثر من 3 ساعات، منذ انفجار جرار برصيف رقم 6 في محطة مصر، اندس بعض المواطنين لا علاقة لهم بالحادث في محاولة للحصول على صور للواقعة.
جمع "رصيف 6" بين الذين يحاولون التقاط أنفاسهم عقب الحادث، وأخرين ينتظرون القطارات الأخرى، وتحرك آخرون بحثا عن صور الواقعة، حيث قال "ا.ا" بصوت مسموع للجالسين بجوار أحد منافذ بيع التذاكر: "محدش معاه صور للحادثة والتفجير والناس اللي ماتت".
وبسؤاله عن سبب بحثه، ادعى أنه يرغب في أن يريها لوالده، فضلا عن أنه يعمل بمنطقة مجاوره لمنطقة رمسيس، ولكنه فور معرفته الحادث انتقل للمحطة سريعا بحثا عن صور، رغم عدم حاجته للركوب قطارات، وليس له أي علاقة بالمحطة.
لم تقتصر محاولات التجارة بدماء ضحايا الحادث واستغلالها، رغم الحزن والحداد على الوفيات، على ذلك الشاب فقط، حيث بحث آخرون مثله عن الأمر نفسه، ففي أعقاب الواقعة تساءلت إحدى السيدات المنتقبات عن صور للواقعة لتحصل عليها بواسطه "البلوتوث" بين رواد المحطة، لتتمكن من مشاهداتها حيث لم تكن موجودة وقت الحادث، قائلة: "واحدة صاحبتي كلمتني وقالتلي إن في حادثة نزلت من بيتي في السبتية، وجيت أشوف في أيه"، لترد عليها إحدى السيدات الجالسات على الرصيف: "حرام عليكوا أحنا في أيه ولا في أيه، بندور على اللي ماتوا ولا على الصور".
نشب حريق هائل داخل محطة مصر، إثر اصطدام أحد جرارات القطارات بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف 6 بعد خروجه عن القضبان، ما أدى إلى انفجار "تنك البنزين"، وأسفر عن اشتعال النيران في الجرار والعربة الأولى والثانية بالقطار.
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بمحاسبة المتسببين بحادث محطة مصر ورعاية المصابين، متوجهًا بخالص التعازي لأسر الضحايا والمصابين، فيما خصصت وزارة التضامن الاجتماعي 80 ألف جنيه لأسر الضحايا وحالات العجز الكلي، و25 ألف جنيه للمصابين، مكلفة مديرية القاهرة ولجان الإغاثة المركزية بالوزارة؛ بالانتهاء من إجراء الأبحاث الاجتماعية للمصابين وأسر ضحايا الحادث.
وأعلنت وزارة الصحة، عن وفاة 20 مواطنًا وإصابة 40 آخرين في حريق محطة مصر، ونُقل المصابون إلى مستشفيي دار الشفاء، ومعهد ناصر كونهما "مستشفيات إخلاء"، إضافة إلى مستشفيات "الهلال، وشبرا، السكة الحديد" كمستشفيات إخلاء، موضحة أنَّ حالات المصابين تراوحت ما بين بسيطة إلى متوسطة، إضافة إلى بعض الحالات الدقيقة أغلبها كسور وحروق.
وانتظمت حركة القطارات بمحطة مصر ما عدا رصيف رقم 6، بعدما نجحت قوات الحماية المدينة في إخماد الحريق، وتوجه فريق التدخل خلال الطوارئ بالهلال الأحمر المصري إلى موقع الحادث، لتقديم الإسعافات والدعم النفسي للمصابين وأسر الضحايا.