أود أن أسجل إعجابى وفخرى بالمشاركة بالملتقى الإعلامى العربى ومجهود أمينه العام السيد ماضى الخميس، الذى يحرص دائماً من خلاله على التنوع فى اختيار الضيوف، من حيث التخصصات الإعلامية المختلفة والنهج والتوجه والقناعات، بل والمدارس الإعلامية المتنوعة، آخذاً فى الاعتبار لغة حوار العصر الرقمية وتأثير (السوشيال ميديا فى عالم الإعلام) فى ربط مميز بين الأجيال الإعلامية المتعاقبة ليكون هذا المزج بين (جيل الخبرة والتجربة المهنية) وبين الخريجين الجدد أو طلبة الإعلام.
فى الملتقى تألق شباب الإعلام العرب، فهم يستمعون بانتباه وشغف، يرون أنفسهم بعد سنوات فى تلك المقاعد التى يشغلها الأساتذة الذين سبقوهم، أو ربما حلموا بمقاعد أهم وأكثر تأثيراً، تعززهم روح الشباب الوثابة المتحمسة، يبادرون بالاستفسار «كيف يصبحون إعلاميين ناجحين بالمستقبل؟! وما المعايير للوصول إلى منابر الإعلام وقنواته؟! هل هى الواسطة أم التفوق؟ وكيف يتأكدون أنهم مشاريع إعلامية ناجحة أو أنهم يسيرون على الدرب الصحيح الذى يوصل إلى الحلم بالنهاية»!!..
فى الحقيقة وفى خضم ما نحياه اليوم (من غياب الكثير من المعايير والقيم الإعلامية الصحيحة) فإن الإجابة عن تساؤلاتهم لا تكون سهلة أبداً، فهنا عليك شرح ما يجب أن تكون عليه مثالية الأمور، ثم عليك مواجهة هذه النظرة فى أعينهم المتسائلة عن الفجوة بين الأمرين (المفروض أن يكون والكائن بالفعل والذى يرونه على أرض الواقع). دائماً ما تكون هذه الحوارات والاجتماعات ثرية مفيدة، يفاد منها الجميع، فى جو من النقاش المهم والجذاب والمثمر المؤثر، وهذا ما جعلنى أفكر، ما أميز الشباب وأكفأهم، وكم هو إدراكهم محترم واهتمامهم بالغ، ما أجمل هذه النماذج العربية من المحيط إلى الخليج ومن الشمال إلى الجنوب، لكن..
(هؤلاء من تسنى لهم حضور المؤتمر، فماذا عن الباقين؟!)
جميع الشباب يستحقون هذا النقاش المهم ليتمكنوا من صياغة غدهم، وبهم المتفوقون والنوابغ وكثير منهم يقبع تحت ظروف صعبة اجتماعية وسياسية واقتصادية، خاصة بعد طوفان (الربيع العربى المزعوم) بين لجوء وتشرد وفقر، ما أقسى التفوق والنبوغ مع الفقر والظروف الصعبة؟! وما أعوز الجيل الجديد للقدوة والمساعدة بالإرشاد أو بمنح الفرص الحقيقية. فإعلامنا إعلام عجوز هرم وما به من شباب لا يعبر عن المتميزين أبداً إلا فيما ندر!!! نحتاج ضميراً إعلامياً ناضجاً ومسئولاً يعطى الفرصة لمن يستحق المكان وليس من يحتال ليصل!!!
لهذا اقترحت على إدارة الملتقى ومسئولى الإعلام بالجامعة العربية تقديم مشروع لوزراء الإعلام العرب بنشر مثل هذه الجلسات المثمرة والبناءة والفاعلة فى تكوين شخصيات شباب أبناء الإعلام العربى عن طريق إنشاء قناة تليفزيونية عربية، تبث بجميع الدول العربية لتعم الفائدة أكبر قدر من الشباب وتدخل المنازل العربية، نقاشات بشتى المجالات تقرب الأجيال المقبلة وتوحد أفكارهم وتصحح الخطأ بها وتهذب الشاذ منها وتقرب بين ثقافات البلدان العربية المختلفة للإفادة من بعضهم البعض.
نحن أمة تناقش مشاكلها بجدية وأهمية وتضع يدها على جميع الثغرات بعقل واعٍ ونقد بناء لكن أسفاً، نقع فى مواجهة خاسرة مع التطبيق والتنفيذ.. والتنفيذ أراه مسئولية الحكومات العربية.. ليتها تعى أهمية بناء الفكر والشخصية العربية والتى أرى أن أسرع الطرق إليها وبوابتها الرئيسية هو الإعلام (الإعلام العربى المشترك)! شكراً جزيلاً لهذا الملتقى المهم وللقائمين عليه بضمير وفكر سليم وأنا شخصياً أسمى هذا الملتقى «عرّاب الإعلام العربى».