حكايات السوريين عن "الجولان".. الهضبة الساحرة جذبتهم للعمل والحرب معا
حكايات السوريين عن "الجولان"
52 عامًا مرّت على احتلال هضبة الجولان وتهجير أهلها، لم ينس خلالها السوريون حكاياتهم عنها، "الوطن" حاورت أبناء الهضبة الساحرة، عن طبيعة الحياة والآمال والآلام التي عاصروها هناك، عقب توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين الماضي، مرسومًا يعترف فيه بالسيادة الإسرائيلي على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
10 أعوام مضت على آخر زيارة قام بها راسم الأتاسي73 عام، -يعيش في مصر حاليًا- لهضبة الجولان المحتلة، ورغم تخطيطه للقيام بزيارة أخرى إلا أن الثورة السورية لم تمهله الوقت لفعل ذلك، حيث انقسمت المنطقة إلى 3 أجزاء سيطرت قوات النظام السوري على جزء منها والمعارضة على جزء آخر بينما بقى الاحتلال الاسرائيلي متمسكا بالمنطقة التي فرض سيطرته عليها منذ عام 1967،"راسم" لا زال يتذكر كل رحلاته للهضبة الساحرة كما يصفها والتي بدأها منذ العام 1980، يغوص الشيخ السبعيني في ذكرياته رغم رحيله عن وطنه ومسقط رأسه مدينة حمص، ليحط رحاله في المحروسة ويكمل ما تبقي من عمره داخل إحدى الشقق بمنطقة مصر الجديدة.
يسافر الرجل بذاكرته بعيدا ليتجاوز الحدود والحصار ويروي: "أول مرة زُرت الجولان كان سنة 1990 وطلبوني للمشاركة في إنشاء محطة تحويل كهرباء الجولان بما أني مهندس مدني، وده كان تخصص مش منتشر كتير وقتها"، تنقل "راسم" في هذه الفترة بين مدن القنيطرة والتي تعد عاصمة الهضبة و"خان أرنبة" وهي من أشهر قرى الجولان، التي تتمتع بطبيعة ساحرة وجداول المياه العذبة، ليقرر أن يصطحب عائلته لزيارة الهضبة أكثر من مرة.
يروي "راسم" معاناة أهالي الجولان والويلات التي أذاقها الاحتلال لساكني الهضبة حيث يقول: "قبل الثورة كان الجولان نصين نص تحت السيادة السورية والنص التاني تحت الاحتلال الصهيوني وأكثر شيء كان يحزن القلب هو إن العوائل بتكون مقسومة وممنوع الزيارات ومفيش تواصل وكانوا بيتكلموا بالميكرفونات ومكبرات الصوت"، ويرى "راسم" أن تصريح ترامب بأن الجولان أرض إسرائيلية هو اعتداء صارخ وانتهاك للسيادة السورية.
"عمرو الحلبي" كانت له صولات وجولات داخل أراضي الجولان المحتل، فوالده كان أحد أبرز المقاتلين الذين وقفوا في وجه العدو فور احتلاله للأرض العربية، إلا أن إصابته في إحدى العمليات حالت دون استمراره، فحمل عمرو الراية من بعده قبل أن يضطر إلى مغادرة المكان، بعد تعرضه لعدة محاولات لاغتياله ويقول المقاتل الخمسيني: "والدي كان بيقاتل ف صفوف المعارضة اللي كانت بتقاوم بشكل فردي وبعد اصابته أدركت أهمية القضية و قررت ابقى مكانه وغيرت حياتي من زيارة المكان للرفاهية للإقامة فيه للمقاومة"، ويشير الحلبي إلى أن قرار ترامب لن يغير من الأمر شيء كون شعب الجولان يناضل منذ أكثر من 50 عاماَ ضد المحتل، مختتماَ حديثه بقوله "ترامب بيحكم فيما لا يملك".