عبد الحميد جودة السحار.. أديب لمع نجمه بالسينما التاريخية والاجتماعية
عبد الحميد جودة السحار
يعتبر الكاتب عبدالحميد جودة السحار، أحد أهم الأدباء في العصر الحديث بمصر، إذ تنوعت كتاباته بين القصص القصيرة والتاريخية والأعمال الفكرية والدراسات والكتب الإسلامية.
ولد "السحار" في مثل هذا اليوم، 24 أبريل عام 1913، وحصل على بكالوريوس التجارة من جامعة فؤاد الأول عام ،1937 ولكن شغفه بالكتابة جعله يبدأ حياته الأدبية بنشر بعض القصص القصيرة في المجلتين الشهيرتين "الرسالة" و"الثقافة" لينطلق بعد ذلك في مسيرته الأدبية.
وكان لـ"السحار" دورا بارزا في السينما المصرية، فكتب العديد من الأفلام السينمائية وأنتج بعضها، وفي ذكرى ميلاده، تستعرض "الوطن" أبرز إسهاماته في السينما المصرية والعربية.
في عام 1955 كانت بدايته مع السينما المصرية فكتب القصة والسيناريو والحوار لفيلم "درب المهابيل" بمشاركة نجيب محفوظ وتوفيق صالح، والفيلم من بطولة "شكري سرحان، برلنتي عبد الحميد، توفيق الدقن" ومن إخراج توفيق صالح.
عام 1956، كتب سيناريو فيلم "شياطين الجو" وتناول بطولة رجال سلاح الجو في الجيش المصري، إخراج السيد بدير وبطولة "شكري سرحان، أحمد رمزي، أمال فريد، عبد السلام النابلسي"، ثم بعد ذلك قدم العديد من الأفلام السينمائية.
بمسيرة الكاتب عبد الحميد جودة السحار، علامات سينمائية بدأت مع فيلم "رسالة إلى الله" في عام 1961 فكتب له القصة والسيناريو والحوار، وأخرجه كمال عطية، ثم كتب قصة الفيلم الشهير "ألمظ وعبده الحامولي" من إخراج حلمي رفلة، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا ويعتبر من الأفلام الهامة في السينما المصرية.
وكتب عام 1963 القصة والحوار لواحد من أشهر الأفلام الاجتماعية في السينما المصرية والعربية، وهو فيلم "أم العروسة"، وشاركه في كتابة السيناريو الكاتب عبد الحي أديب، ويسرد حياة أسرة بسيطة تسعى لأن تدبر تكاليف زواج ابنتها وبالرغم من أن القصة تبدو بسيطة إلا أن "السحار" استطاع بموهبته المميزة الاهتمام بكل تفاصيل تلك الأسرة التي تجعل المشاهد وكأنه يعيش بينهم، والفيلم بطولة "تحية كاريوكا، عماد حمدي، سميرة أحمد، حسن يوسف" وإخراج عاطف سالم.
وطرح في عام 1966 قضية اجتماعية هامة وهي عمل المرأة في المجتمع المصري، حينما كتب قصة الفيلم الشهير "مراتي مدير عام" من بطولة "شادية، صلاح ذوالفقار، عادل إمام، توفيق الدقن" وكتب السيناريو والحوار للفيلم الكاتب سعد الدين وهبة، الذي استطاع أن يضع لمسة كوميدية خلال أحداث الفيلم الذي أخرجه فطين عبد الوهاب.
وكتب "السحار" عام 1971، القصة والسيناريو والحوار للفيلم الديني التاريخي الشهير "فجر الإسلام"، إخراج صلاح أبو سيف، والذي ضم مجموعة كبيرة من نجوم التمثيل في السينما المصرية، وفي عام 1975 يعود مرة أخرى للأفلام الاجتماعية فكتب القصة والحوار لفيلم "الحفيد"، وكتب السيناريو له أحمد عبد الوهاب، وأخرجه عاطف سالم، ويسرد الفيلم حياة الأسرة المتوسطة، ولكن من منظور مختلف عن فيلم "أم العروسة"، فطرح "السحار" فكرة أنه حتى بعد زواج الأبناء مسؤولية الأباء لا تنتهي.
وفي عام 1976 يأتي عمل "السحار" الأضخم والأكبر في تعاونه مع المخرج السوري مصطفى العقاد، وقدما فيلم "الرسالة" وتعاون عبد الحميد جودة السحار، في كتابة الفيلم مع "توفيق الحكيم، عبد الرحمن الشرقاوي، محمد علي ماهر"، لأهمية الفيلم التاريخية وما يحمله من معان ومعلومات تاريخية دقيقة وهامة.
وعلى مدار مشواره الأدبي والفني قدم عبد الحميد جودة السحار، العديد من الروايات والأعمال الأدبية والتاريخية الهامة التي أسهمت بشكل كبير في الثقافة العربية، وحولت أعماله إلى العديد من الأعمال الفنية، تنوعت بين المسلسلات الدرامية والمسرحيات والأفلام السينمائية، حتى رحل عن عالمنا في 22 يناير عام 1974 عن عمر ناهز الـ61 عامًا.