«السيسى» لـ«نظيره الصينى»: حريصون على تعزيز الشراكة مع مبادرة «الحزام والطريق»
الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال لقائه بنظيره الصينى
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى حرصه على «المشاركة فى قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى، أخذاً فى الاعتبار ما تمثله المبادرة من أهمية فى ظل أنها تهدف إلى تعزيز التنمية الشاملة، وتحقيق تطلعات شعوبنا فى الاستقرار والرخاء»، مشيراً إلى أن زيارته للصين -التى تعد السادسة خلال 5 سنوات- تعكس الحرص على استمرار وتعزيز علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأضاف «السيسى»، خلال جلسة مباحثات ثنائية مع نظيره الصينى شى جين بينج، بقاعة الشعب الكبرى بالعاصمة الصينية بكين، اليوم، على هامش انعقاد قمة «الحزام والطريق للتعاون الدولى»، أن الرئاسة المصرية الحالية لـ«الاتحاد الأفريقى» تضفى بُعداً استراتيجياً مهماً لمشاركتها الفاعلة فى المبادرة، فى ظل ما أبدته بكين من حرص على التنسيق الوثيق مع أفريقيا لتحقيق أولوياتها التنموية بخطة البناء المشترك للحزام والطريق، وأجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، وأجندة 2063 للاتحاد الأفريقى والاستراتيجيات الإنمائية الأخرى للدول الأفريقية.
وأشار الرئيس إلى الحرص على التعاون بين البلدين فى أفريقيا، ودعم مصر للمشروعات التنموية المطروحة فى إطار المبادرة أفريقياً وعربياً، مؤكداً أهمية تعزيز الشراكة مع المبادرة وتوظيف إمكانيات مصر وقدراتها لتدعيمها، وتوسيع نطاق إسهامها فى تعزيز التنمية المستدامة، ومد جسور التواصل الثقافى والفنى والفكرى بين الأمم والشعوب، لافتاً إلى أن «قناة السويس ومنطقتها الاقتصادية تُرحب بأن تكون جسراً لهذا التلاقى الحضارى والتعاون، خاصة بالتوسعات فى المدينة الصناعية الصينية بمصر».
الرئيس: رئاسة مصر لـ"الاتحاد الأفريقى" تضفى بعداً استراتيجياً لمشاركتنا بالمبادرة.. ويهنئ "المصريين" بعيد تحرير سيناء: نرسى التنمية بالجهد والصبر
وقال «السيسى»: «حريصون على الاستفادة من التجربة الصينية لتحقيق نهضة اقتصادية وتنموية شاملة على غرارها»، متطلعاً لتشجيع مزيد من الشركات الصينية على العمل والاستثمار بمصر، والمشاركة فى شتى المشروعات الجارى تنفيذها، خاصة لما تحظى به المشروعات والاستثمارات الصينية القائمة من رعاية وحرص من الدولة على مساندتها.
وأعرب الرئيس عن تطلعه لاتخاذ الحكومة الصينية مزيداً من الخطوات لتشجيع الصادرات المصرية، خاصة «غير البترولية»، إليها، وتسهيل إجراءات نفاذها إلى السوق المحلية، بما يساهم فى تقليل العجز فى الميزان التجارى بين البلدين، معرباً عن تقديره لحسن الاستقبال وكرم الضيافة، مقدماً التهنئة بمناسبة قرب حلول الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية فى أكتوبر المقبل.
ورحب «بينج» بالرئيس موجهاً الشكر له لتلبية الدعوة للمشاركة فى القمة، مهنئاً إياه بمناسبة عيد تحرير سيناء، مؤكداً ما تحظى به مصر وحضارتها العريقة من تقدير لدى الشعب الصينى، مشيداً بما حققته على صعيد التنمية ونجاحها فى تحقيق إنجازات واضحة على صعيد الإصلاح الاقتصادى، فضلاً عن تحقيق الأمن والاستقرار، وتنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى، وهو ما ساهم فى تحفيز الشركات الصينية للعمل فى مصر للاستفادة مما تتيحه من فرص استثمارية واعدة، مؤكداً دعم الحكومة الصينية لعملية التنمية بمصر.
وأكد الرئيس الصينى ترحيبه بالتطورات الإيجابية التى تشهدها العلاقات المشتركة على الأصعدة كافة، مؤكداً حرصه على تعزيز التعاون والشراكة وتشجيع الشركات الصينية على زيادة العمل بمصر، فضلاً عن مواصلة تطوير العلاقات المتميزة والوثيقة بين البلدين، معرباً عن دعمه لجهود مصر فى مكافحة الإرهاب واقتلاع التطرف من الشرق الأوسط.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرئاسى: «إن اللقاء شهد استعراضاً لسبل دعم وتفعيل مبادرة الحزام والطريق، وأيضاً عدد من الملفات ذات الصلة بالتعاون الثنائى فى مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والأمنية».
وأضاف «راضى» أن المباحثات تطرقت كذلك إلى عدد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت وجهات النظر بين البلدين إزاء أهمية العمل على التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، واتفقا على استمرار التشاور والتنسيق بينهما فى الأُطر والمحافل الدولية. والتقى الرئيس مع «وانج يانج»، رئيس المجلس الوطنى الاستشارى السياسى الصينى، وأكد «السيسى» خلال اللقاء على سياسة مصر الثابتة بالتفاعل الإيجابى البناء مع جميع دول الجوار وكذلك العالم وفق مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية وتحقيق المصلحة المشتركة للبناء والتنمية وللمضى نحو مستقبل وواقع أفضل لصالح جميع الشعوب والأجيال المقبلة.
وفى لقاء منفصل، أكد «السيسى» ما يشهده التعاون الثنائى بين مصر والإمارات من تطور ملحوظ بمختلف المجالات، مشيراً إلى مكانة الدولة الشقيقة قيادة وشعباً لدى المصريين، لافتاً إلى ما تمثله علاقات البلدين من نموذج يحتذى به بين الأشقاء العرب.
وأعرب الرئيس، خلال استقباله الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبى، بمقر إقامته بالعاصمة بكين، اليوم، عن «الإشادة بتطور الإمارات، والدور المتميز الذى تلعبه إمارة دبى فى ظل قيادته الحكيمة فى مجالات الاستثمار والتكنولوجيا والمجالات المستحدثة كالمعرفة والتميز وعلوم المستقبل، بحيث أصبحت مثالاً رائداً فى مجال التنمية بالمنطقة بل والعالم».
وأشاد «بن راشد» بالدور القومى التاريخى لمصر وحرصها على صون المصالح العربية وتعزيز أسس السلام والاستقرار بالمنطقة، مؤكداً حرص الإمارات على تعزيز التعاون والتكاتف مع مصر لترسيخ قيم السلام والتسامح والاستقرار بالمنطقة، مشيداً بخطواتها الناجحة فى مسار الإصلاح الاقتصادى والنقدى ونتائجها المنعكسة على مجمل مؤشرات الاقتصاد، مقدماً التهنئة للرئيس وللشعب على نجاح عملية الاستفتاء الأخيرة على الدستور، ونسبة المشاركة العالية من جميع الفئات.
وفى كلمة بمناسبة الذكرى 37 لتحرير سيناء، قال «السيسى» إن سيناء هى همزة الوصل التى أكسبت مصر عمقاً استراتيجياً مضاعفاً بجانب انتمائها للقارة الأفريقية والوطن العربى، لافتاً إلى أن يوم التحرير، وعودتها للوطن الأم مصر، سيظل خالداً فى وجدان المصريين.
وأضاف الرئيس: «إنها جزء عزيز من أرض مصر الغالية، سيناء الحبيبة، أرض الفيروز، ومعبر الأنبياء، وبوابة مصر الشرقية، سيناء البقعة المقدسة، ذات المكانة المتميزة فى قلوب المصريين، مكانة صاغتها الجغرافيا وأكدها التاريخ عبر العصور»، متابعاً: «إن يوم تحرير سيناء صفحة مضيئة فى مسيرة الوطن ويوم فاصل بين الفقدان والاسترداد وبين الهزيمة والنصر، وذكرى مجيدة نستعيد معها أحداثاً مصيرية فى تاريخنا المعاصر، وملحمة تعكس قيمة غالية فى وعى الأمة وضميرها ووجدانها، تلك القيمة التى تزداد وتتوهج مع حاضر الأمة، وهو علامة فارقة فى تاريخ شعبنا، ومنبع لا ينضب تنهل منه الأجيال المقبلة معانى العزة والولاء والانتماء ومثال يحتذى به فى الإصرار على صون الكرامة الوطنية ودرس فى الحفاظ على التراب الوطنى بالعمل والاجتهاد والعلم وليس بالأمانى والشعارات الرنانة».
وأوضح الرئيس أننا «نحاصر خطر الإرهاب الأسود ونرسى أساساً متيناً للتنمية الاقتصادية من خلال الجهد والصبر والتضحية، ويحق لنا الشعور بالفخر بما حققناه مع استمرار تطلعنا إلى تحقيق المزيد».