المنوفية تبدأ في إخلاء عمارات الإيواء.. والأسر تشتكي من غياب البديل
المنوفية تبدأ في تصفية عمارات الإيواء مهلة لإخلاء الغير مستحقين ومدينة الشهداء تطرد 30 أسرة من إيواء ميت شهالة
سنوات طويلة قضاها المئات من قاطني مساكن الإيواء ما بين خطر الموت تحت الأنقاض أو التشريد في الشوارع، وبينهما حياة غير آدمية في مبان مكتظة وغير آمنة، لتبدأ محافظة المنوفية مؤخرًا خطة تصفية هذه العمارات التي تنتشر في عدد من المراكز، بدأت خطواتها بهدم عمارات الإيواء في العزبة الغربية بعاصمة الإقليم شبين الكوم، بعد تفاقم الوضع وتردي حالة المباني، وتكرار حوادث الوفيات بين السكان جراء الانهيارات المتكررة للأسقف أو حوادث الصعق بسبب الأسلاك العارية، مع وعود بتوفير مساكن بديلة للأسر المستحقة الأمر الذي لم يحدث على مدار عامين.
وفي السياق ذاته، قرر الدكتور أيمن مختار سكرتير عام محافظة المنوفية، سرعة إجراء بحث حالة اجتماعية وميدانية لقاطني عمارات الإيواء ( عمارات الأولى بالرعاية ) بجميع مراكز المحافظة وفي حالة عدم الاستحقاق يتم إعطاء المواطن مهله 6 أشهر للإخلاء طبقًا للوائح والقوانين.
جاء ذلك خلال رئاسته اجتماع لجنة صندوق الإسكان الاقتصادي بقاعة الاجتماعات بالديوان العام، لمناقشة وعرض الموقف التنفيذي لعمارات الإسكان الاقتصادي بنطاق مراكز ومدن المحافظة، الشهر الماضي.
وبعد تنفيذ خطة تصفية مساكن الإيواء بمدينة شبين الكوم بدأ مجلس مدينة الشهداء في إجلاء نحو 30 أسرة من أحد مساكن الإيواء بمنطقة ميت شهالة بالمدينة، بعد صدور قرار إزالة للمبنى المتهالك، حيث جرى فصل التيار الكهربائي والمياه، وخلع الأبواب والشبابيك من كامل غرف المبنى، تمهيدا لإزالته مع وعود بتوفير مساكن بديلة بحجة أن المبنى سينهار على رؤوس قاطنيه إذا لم يتم الإخلاء وبالفعل تم إجلاء كل الأسر مع الإبقاء على غرفة وحيدة لسيدة وأسرتها بعد التوقيع على إقرار لإخلاء مسؤولية الأجهزة التنفيذية في حالة انهيار المبنى.
"الوطن" التقت بعدد من الأسر التي تم إجلائها من عمارة الإيواء، وقال عماد خطاب، أحد قاطني الإيواء بالشهداء لنحو 20 عاما، إن فصل التيار الكهربائي والمياه عن بلوك الإيواء منذ شهر رمضان الماضي، بعد الاحتجاج على صدور قرار بإزالة المبنى دون توفير بديل.
وأضاف، أنه كان يعيش بالمساكن مع أسرته المكونة من 10 أفراد، ويعمل في كشك أمام المبنى حصل عليه من جمعية الأورمان للإنفاق على أسرته، مضيفا أن مجلس المدينة أزال أبواب وشبابيك المبنى وأجبروا السكان على الإخلاء، وبذلك فقد المأوى ومصدر الرزق الذي كان ينفق به على أسرته، حيث تم فصل التيار أيضًا عن الكشك وإغلاقه.
وقال محمد عبدالعزيز شلضم، أحد سكان الإيواء، إن قرار إزالة صدر لبلوك الإيواء من أبريل 2016 وحصلنا على وعود بالتسكين في مساكن مخصصة بقرية زاوية البقلي التابعة لمركز الشهداء، وعقب إخراج سكان الإيواء من المبنى اختفت هذه الوعود، وتم تسكيننا لمدة 10 أيام في مزرعة دواجن مهجورة في قرية دراجيل، دون أي خدمات أو جدران للفصل بين الأسر أو الحمامات، مشيرًا إلى أنهم تركوا هذا المكان مطالبين بتوفير مسكن آدمي حتى لو كان أكشاك خشبية تستر أسرهم.
اللواء ضياء الدين قطب، رئيس مجلس مدينة الشهداء، قال في تصريحات لـ"الوطن"، إن بلوك الإيواء صدر له قرار إزالة منذ عامين بسبب تهالكه.
وعن توفير مساكن بديلة، أوضح "قطب" أن قاطني مساكن الإيواء بالشهداء غير مستحقين لهذه المساكن، لأن أغلبهم يمتلك مساكن بديلة وبعضهم يمتلك شقق وعمارات، مضيفًا أن سيدة وحيدة تم تركها في المبنى بعد التوقيع على إقرار أن وجودها في المبنى على مسؤوليتها بعد رفضها الانتقال بأسرتها إلى غرفة بقرية زاوية البقلي.
ولفت إلى أن بلوك الإيواء اتخذ لسنوات طويلة وكرًا لارتكاب عدد كبير من الجرائم، وأصبح مأوى للخارجين عن القانون وتجارة المواد المخدرة والسرقة والدعارة، وهذا ما أكدته تقارير أجهزة الأمن والشؤون الإجتماعية، والمستحق فقط هو من بقي بالمكان.
وتابع: الإيواء في الأساس بني لإغاثة الأسر التي تتعرض لكوارث ويقيمون بها لمدة شهور قليلة، حتى يتمكنوا من توفير مسكن مناسب وليس البقاء 20 و 30 سنة، مضيفًا أنهم إذا كانوا مستحقين للإيواء لما غادروا المبنى، مثل ما حدث مع السيدة الوحيدة وأسرتها وسيتم مساعدتها للحصول على مسكن مناسب.