لماذا رفضت دولة الاحتلال البيان الختامي لقمة "دوشنبه"؟
قمة "التعاون وبناء الثقة في آسيا"
رفضت دولة الاحتلال الإسرائيلي بنود البيان الختامي لقمة "التعاون وبناء الثقة في آسيا" في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، وصادقت كل الدول المشاركة في القمة ومنها "مصر" على هذه البنود الـ3 من البيان الختامي باستثناء إسرائيل، التي أعلنت معارضتها لهذه المبادئ، ما تم تسجيله في الوثيقة.
وشددت الدول المصادقة على البيان، في بنده الـ17، على تمسكها "بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة وذات سيادة كاملة في إطار الحدود قبل 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، و"رفض بشدة أي حل أحادي الجانب قد يؤدي إلى تغيير واقع القدس"، و"الدعم الثابت لخطة العمل الشاملة المشتركة" الخاصة بالاتفاق النووي مع إيران، حسب "روسيا اليوم".
وقال الدكتور ياسر طنطاوي خبير الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية بمركز الأهرام الاستراتيجي، إنَّ إسرائيل حصلت على مكاسب كبيرة خلال الفترة الأخيرة خصوصًا مع ما تقدمه لها الولايات المتحدة الأمريكية من دعم كبير سواء بنقل سفارتها للقدس أو الاعتراف بسيادة دولة الاحتلال على هضبة الجولان وغيرها من القرارات الداعمة.
وأكّد "طنطاوي"، في تصريحاته لـ"الوطن"، "عدم وجود توازن للقوى" ولذلك إذا كان المؤتمر "يدعو لإقامة دولة فلسطينية" لن توافق عليه فلسطين وحتى ولو كانت التوصيات تدعم "الوضع القانوني الأساسي"، حيث إنها ترفض التنازل عن أي مكتسبات، قائلا: "إسرائيل لا يهمها إلا أكبر قدر ممكن من المكاسب دون النظر للقوانين والأعراف الدولية".
وقال الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية، إنَّ "الرفض الإسرائيلي" كان متوقعًا نظرًا لأن البيان والتوصيات بها ما يتعلق بالدولة الفلسطينية، والإبقاء على أجزاء من فلسطين التاريخية، وأن تكون هناك دولة فلسطينية على الضفة وعاصمتها القدس.
وتابع "بدر الدين"، لـ"الوطن"، أنَّ دولة الاحتلال، ترفض التراجع ولو خطوة واحدة، أو "التمسك بالقرارات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن" وخصوصا بعد الاتجاه المتشدد الذي تنتهجه الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال.
وشدد على أنَّ كل المعطيات الحالية، تعطي مؤشرات قوية بعدم وجود الرغبة في إنشاء دولة فلسطينية، مشيرًا إلى مفاوضات "قضايا الحل النهائي" التي أرجأت عدة قضايا منذ نحو عقد من الزمان، من إقامة دولة فلسطين وعودة اللاجئين والحدود وغيرها من القضايا شديدة الخلاف.
ولفت إلى أنَّ القضية الفلسطينية لم تعد عربية فقط إنما دولية وأن الموافقة على البيان الختامي للقمة له أهمية سياسية ودبلوماسية لكن الأكثر أهمية ما يمكن تنفيذه على أرض الواقع، مؤكدا أن ازدواجية المعاير وعدم وجود منطق واحد في القضية يزيد من تعقيدها.
وكان البيان الختامي لقمة "التعاون وبناء الثقة في آسيا" في العاصمة الطاجيكية دوشنبه رفض أي حل أحادي قد يغير صفة القدس، ودعم حل الدولتين لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث "لا يزال الوضع في الشرق الأوسط مثيرًا للقلق، وندعو كل الأطراف المعنية إلى تطبيق القرارات الأممية ذات الصلة بهدف تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة".