من الشقق المفروشة للسيارات.. الإرهابي يختبئ وسط الزحام
خبراء: إرهابيو العاصمة يعيشون حياة طبيعية ولا يحتاجون أماكن للاختباء
جانب من انفجار معهد الأورام
الاختلاط والاندماج مع الجموع والجماهير والذوبان بينهم، أسلوب اتبعه منفذو العمليات الإرهابية في السنوات الأخيرة، فمن الاختباء داخل شقة سكنية مفروشة بإحدى العمارات، إلى قيادة الدراجة والتحرك بها وسط الشوارع المزدحمة والسكن داخل أحد الأحياء الشعبية، مرورا باستخدام السيارات المسروقة والتنقل بها وسط الزحام حتى الوصول إلى المكان المستهدف، كلها أساليب اختبأ بها الإرهابيون وسط الزحام.
استخدام السيارات المسروقة والسير بها في الشوارع المزدحمة، قبل تفجيرها، استخدم في عدة حوادث إرهابية، آخرها الانفجار الذي وقع بمحيط معهد الأورام، وقبلها حوادث تفجير مديرية أمن القاهرة عام 2014، واغتيال النائب العام وتفجير القنصلية الإيطالية في عام 2015.
الاختباء في إحدى الشقق المفروشة بمنطقة سكنية مزدحمة، أسلوب شاع استخدامه بين الإرهابيين خلال السنوات الأخيرة، حيث تحولت إلى ما يشبه أوكار للإرهابيين ومقرات لهم ينطلقون منها إلى عملياتهم، ثم يتركونها وينتقلون لأخرى قبل افتضاح أمرهم، ومن أشهر العمليات التي استخدم فيها الإرهابيون شقق مفروشة عملية اغتيال النائب العام.
الأجهزة الأمنية نجحت في توجيه ضربات استباقية لخلايا إرهابية اتخذت من الشقق المفروشة أوكارا لها قبل تنفيذ عمليات إرهابية، ففي 22 يناير الماضي تمكن قطاع الأمن الوطني من رصد بؤرة إرهابية، تابعة لجماعة الإخوان، تخطط لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية، ضد المنشآت المهمة والحيوية ورجال القوات المسلحة والشرطة.
وفي 29 ديسمبر الماضي، داهمت قوات الأمن وكرا إرهابيا بمنطقة مساكن أبوالوفا بالحي 11 بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، ما أسفر عن مقتل 14 إرهابيا، بالإضافة إلى مقتل 16 إرهابيا آخرين خلال مداهمة وكر بمنطقة مساكن أبناء الجيزة بطريق الواحات بمحافظة الجيزة، فضلا عن مقتل 10 إرهابيين بمنطقة مساكن "ابني بيتك" بالعريش بمحافظة شمال سيناء.
وبتاريخ 20 ديسمبر الماضي، داهمت قوات الأمن شقة سكنية أخرى استأجرها عناصر من حركة "حسم" التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بمدينة السلام بالقاهرة واتخذوها وكرا، لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية بالتزامن مع احتفال الأقباط بأعياد الميلاد.
"العجلة" أسلوب استخدمه الإرهابي المشهور باسم "إرهابي الدرب الأحمر" في فبراير الماضي، والذي ظهر على دراجة بسيطة، يتجول وسط المارة بحارة الدرديري في منطقة، لتحاصره قوات الأمن وحال ضبطه والسيطرة عليه انفجرت إحدى العبوات الناسفة التي كانت بحوزته، ما أسفر عن مصرعه واستشهاد ضابط من الأمن الوطني برتبة مقدم، وأمين شرطة من الأمن الوطني وأمين شرطة من مباحث القاهرة، وإصابة ضابطين اثنين أحدهما من الأمن الوطني والآخر من مباحث القاهرة، وأحد ضباط الأمن العام.
الاختباء وسط الزحام أمر طبيعي وغير مستحدث، ولا ينطوي على فلسفة خاصة أو تخطيط معقد، حسب ماهر فرغلي، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، لافتا إلى أن منفذي العمليات الإرهابية داخل العاصمة والمدن المزدحمة في الغالب من أبناء هذه المدن، لذلك يمارسون حياتهم بشكل طبيعي حتى لا يلفتون الأنظار إليهم.
وأضاف فرغلي، لـ "الوطن"، أن أسلوب الاندماج والاختلاط مع الزحام مناسب لطبيعة مدن مصر بشكل عام، حيث إن منفذي العمليات ليسوا من خارج البلاد ولا حاجة لهم لإقامة المعسكرات والخنادق المنعزلة كي يعيشوا بها ويلجأوا لها بعد تنفيذ عملياتهم مثل عناصر تنظيم داعش أو القاعدة أو غيرهما من التنظيمات التي تعيش في معسكرات مغلقة.
ولفت إلى أن منفذي العمليات الإرهابية داخل القاهرة والمدن المصرية الأخرى، والمخططين لها، يدرسون المنطقة المستهدفة بالعملية أو التفجير الإرهابي ويختارون الطريقة التي يمكن الاختفاء بها عن العيون حتى الوصول لهدفهم دون لفت الأنظار لهم أو إثارة الشكوك حولهم.