هداية ملاك لـ"الوطن": الناس بقت تعرفني أكتر من الأول.. وتعليم الأطفال حلمي (حوار)
البطلة الأوليمبية هداية ملاك خلال مراسم تتويجها بذهبية الألعاب الإفريقية
واحدة من ثلاث فتيات في تاريخ مصر الرياضي، وقفن على منصات التتويج الأوليمبية وتزين بميداليتها، بطلة تربت على حب الرياضة منذ الطفولة، درست الفنون الجميلة، وبرعت في الفنون القتالية، رحلتها مع التايكوندو مليئة بالإنجازات، ودولاب بطولاتها يكتظ بالميداليات، فهي أول فتاة مصرية تحصد ميدالية ذهبية في تاريخ بطولات الجامعات العالمية، وأول فتاة تمثل مصر مع منتخب دولة أخرى، وتفوز معه بميدالية في كأس العالم، كما أنها صاحبة أول ميدالية نسائية في تاريخ التايكوندو الأوليمبي، إنها البطلة هداية ملاك.
منصة دورة الألعاب الأفريقية في المغرب، كانت آخر منصة تتويج تقف عليها "هداية" بميدالية ذهبية جديدة في مسيرتها، هي الأولى لها في منافسات الألعاب الأفريقية في مرحلة الكبار، ووراءها يرفرف علم مصر ويعزف السلام الوطني، في خطوة جديدة لعضوة فريق الفراعنة الأوليمبي نحو تكرار الإنجاز في طوكيو 2020، بعد أن قررت أن تكون سفيرة الفرحة، التي قطعت على نفسها عهدا مع زملائها الأبطال أمام المصريين، وأعلنوها صريحة "إحنا هنفرحكم".
صاحبة ذهبية الألعاب الإفريقية في التايكوندو: هدفي ميدالية أوليمبية جديدة.. وأصبح هناك اهتمام ودعم هائل بالرياضيين
"الوطن" حاورت البطلة الأوليمبية هداية ملاك بعد أيام من التتويج بذهبية الألعاب الأفريقية، تحدثت فيه عن أحلامها الأوليمبية والشخصية، وكشفت عن التغيير الذي حدث بحياتها منذ التتويج ببرونزية أولمبياد ريودي جانيرو 2016، وأهم الإنجازات والمواقف التي لا تنساها في مسيرتها مع التايكوندو على مدار 19 عامًا.
وإلى نص الحوار:
** بداية.. كيف كان مشوار المنافسة حتى التتويج بذهبية دورة الألعاب الأفريقية؟
مشوار المنافسة كان "هايل الحمد لله"، كسبت بطلة مالي "عدم تكافؤ" في أول مباراة، ومن بعدها بطلة نيجيريا بنتيجة 14 – 6، وفي النهائي واجهت بطلة كوت ديفوار، وفزت عليها بعدم التكافؤ "فرق يزيد على 20 نقطة"، لكن المباريات ليست سهلة، وأفريقيا حصل بها طفرة كبيرة في أغلب الرياضات، وهناك اهتمام كبير بالتايكوندو، خصوصا بعدما حصلت بطلات من أفريقيا على ميداليات في بطولات العالم والدورات الأوليمبية، إضافة إلى أن القوة البدنية عامل مؤثر جدا في صالحهم، واللعب معهم غاية في الصعوبة، لكن الحمد لله ربنا وفقني.
** كثير من الأبطال الأولمبيين.. لا يشاركون في دورات قارية وحجتهم في ذلك أنها أقل من تصنيفهم.. فكيف رأت هداية المشاركة في الألعاب الأفريقية؟
المشاركة باسم مصر في أي بطولة شرف كبير لي ولأي رياضى، ونجد فيها روح طيبة "حلوة"، وتضامن بين الرياضيين من كل الألعاب، غير إن دورة الألعاب الإفريقية بالذات كانت أول بطولة أشارك فيها مع منتخب الكبار، وفي نفس الوقت أول ذهبية لي في تلك المرحلة بعد ما تخطيت سن الناشئين.
** هداية ملاك واحدة من ثلاث فتيات.. حصلن على ميدالية أوليمبية لمصر عبر تاريخها.. فما طموحك في أولمبياد طوكيو؟
طموحي في أوليمبياد طوكيو بإذن الله، وبعد التأهل، هو تكرار فوزي بميدالية مثلما حدث في ريو دى جانيرو، وهو طموح أي رياضي، ويبقى توفيق ربنا ودعوات المصريين لي ولكل الرياضيين، الذي سيمثلون مصر بطوكيو 2020.
ملاك: مشواري مع الرياضة بدأ بالسباحة والجمباز.. واتجهت للتايكوندو لأكون مثل شقيقي بطل مصر في اللعبة
** ماذا تغير في حياة هداية ملاك خلال الـ4 سنوات الفاصلة بين أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 وطوكيو 2020؟
تغييرات كثيرة حدثت، الناس الآن تعرفني أكثر من الماضي قبل ريودي جانيرو، وأصبح هناك دعم واهتمام هائل بفضل الله أولًا وأخيرًا، ثم بفضل وتعاون ناس كثيرة، لكي نستطيع أنا وزملائى من الرياضيين المصريين المنافسة والفوز ببطولات باسم مصر.
** ما حكاية فريق الفراعنة الأوليمبي الذي حمل على عاتقه شعار "إحناهنفرحكم"؟
فريق الفراعنة الأوليمبي هو فريق تابع لشركة روابط الرياضية، وهي شركة رياضية متخصصة، قررت مساعدة ودعم الرياضيين الأهم في مصر، عن طريق تسويقهم تجاريا وإعلاميًا مع شركاء كبار ومحترمين، ولهم الهدف نفسه، وهو توفير أحسن مناخ للرياضي، وإمكانات على أعلى مستوى في العالم للتدريب وبالتالي المنافسة والفوز.
** احكي لنا عن مشوارك مع الرياضة منذ الطفولة.. ولماذا اخترت التايكوندو دون غيره؟
بدأت رياضة وانا صغيرة جدًا، وكانت بدايتي مع الجمباز والسباحة، واتجهت للتايكوندو لأن شقيقي الأكبر كان بطل مصر في اللعبة، وقررت السير على خطاه وممارستها، وكان عمري وقتها 7 سنوات تقريبا، و"من ساعة ما ابتديت حبيت اللعبة، وبقى أصدقائي هما زمايلي في التايكوندو ثم ركزت فيها لوحدها".
تخرجت في كلية الفنون الجميلة وأتمنى أكون مهندسة "تصميم داخلي" كويسة
** غير ميدالية ريو دي جانيرو.. ما أكثر الميداليات التي تعزز بها هداية ملاك في مسيرتها مع التايكوندو؟
بالطبع ميدالية الأولمبياد هي الأهم لي ولأي رياضي في أي لعبة، لكن الحمد لله، فزت بميداليات مهمة في مناسبات كثيرة، أولها ذهبية دورة الألعاب الإفريقية ثم العربية في نفس السنة 2011، وبعدها كانت بدايتي مع منتخب مصر للكبار قبل أوليمبياد لندن 2012 بعدة أشهر، وقبل الأولمبياد نفسها بشهرين تقريبا، حصلت على ذهبية بطولة الجامعات للمرة الأولى في تاريخ مصر لأي بنت في يونيو 2012 بكوريا الجنوبية، وأيضًا ميدالية المركز الثالث على العالم فى كأس العالم للفرق، وفزت بها مع منتخب فرنسا في 2014.
كانت خطوة مهمة جدًا، واعتقد أن هذه كانت أول مرة مصري يفوز مع فريق مختلف في بطولة عالم، لأن مصر لم تكن مشاركة بالبطولة، والاتحاد الدولي سمح لكل دولة مشاركة باختيار لاعب / ولاعبة واحدة من خارجها للمشاركة معه، و"كنت حريصة إني ارتدي تريننج منتخب مصر في البطولة".
ومن الميداليات المهمة أيضًا في مسيرتي ذهبية بطولة الجائزة الكبرى بالمكسيك 2015، لأنها بطولة يشارك فيها أفضل 8 لاعبات في العالم فقط، والحمد لله فزت على المصنفتين الأولى والثانية على العالم في الدور قبل النهائي والنهائي، وكذلك ذهبية بطولة العالم العسكرية في روسيا في 2015، وبرونزية بطولة الجائزة الكبرى في روما في يونيو 2019.
** كيف حال دراستك الآن بعدما أجلتي من قبل مواد في الكلية بسبب مشاركاتك الدولية مع منتخب مصر؟
الحمد لله، تخرجت في كلية الفنون الجميلة في عام 2017، بعدما أجلت الدراسة سنة لتعارضها مع مشاركتي بأولمبياد ريودي جانيرو 2016.
دراسة الرياضيين لا تشكل أدنى مشكلة في الخارج ومناهجهم التعليمية خفيفة جدًا
** بمناسبة الدراسة.. من خلال احتكاكك بمدارس مختلفة في مشوارك مع التايكوندو.. كيف يتعاملون مع الرياضيين في مراحل التعليم؟
موضوع التعليم والدراسة لا يشكل أدنى مشكلة بالخارج، وحتى ليس لديهم أي مشكلة مع الرياضي، الذي لم يحصل على شهادة جامعية أو مؤهل، كما أن المناهج والدراسة المطلوبة من الرياضيين أخف كثيرًا من نفسها المطلوبة من غير الرياضيين، بشرط أن ينجح فيها.
** مشوار البطولة صعب ويحتاج كثير من التضحيات ونظام خاص لتحقيق الهدف المنشود.. هل من الممكن أن نعيش معك تفاصيل يوم واحد في حياتك؟
يومي يبدأ قبل الساعة 8 صباحا، وينقسم إلى وحدتين تدريبيتين صباحية ومسائية، وفي أوقات نتنقسم الوحدة التدريبية الصباحية إلى جزئين، والتدريب يكون من شقين "بدني وفني"، وفي الوحدة المسائية، التركيز بشكل أكبر على الجانب الفني والخططي، وفي أوقات مباريات تدريبية، وفي وسط يومي راحة للأكل والنوم، حياة احتراف كاملة، لغتي الأساسية والوحيدة هي التدريب واللعب.
تشرفت باللعب والخسارة أمام بطلة مغربية من متحدي الإعاقة في أول مباراة بإفريقيا في التايكوندو الباراليمبى
** إلى جانب التايكوندو.. بماذا تحلم البطلة هداية ملاك في حياتها؟
أحلم دائمًا أن أكون قدوة للأطفال للصغار، أساعدهم وأعلمهم الرياضة، "يلعبوا إزاي، ويفكروا إزاي، ويتصرفوا إزاي، وأتمنى أن أكون مهندسة تصميم داخلي DESIGN INTERIOR كويسة، والناس يعجبها شغلي، وإني أكون سعيدة في حياتي الشخصية والعملية".
** لفتة إنسانية قدمتيها أنت وزملائك بارتداء تيشرتات عليها صورة الدكتور فرج العمري رئيس الاتحاد السابق لدعمه في مشواره مع المرض.. فماذا يمثل لك؟
كابتن فرج كان بطل العالم، وهو قدوة لنا، وقامة كبيرة دائمَا، وأي رياضي يتمنى أن يكون مثله، فهو نموذج، وعندما كان في موقع المسؤولية كان حريصًا على دعمي وتشجيعي، وكنت أشعر أنا وزملائي دائمًا أنه أب لنا، و"عمري ما هنسى إني في عهده وفقت، وحصلت على برونزية الأوليمبياد"، ربنا يشفيه بإذن الله.
** من تعتبره هداية ملاك كلمة السر في مشوارها وتتويجها؟
كلمة السر، هي المجهود والعمل الجماعي، وإن شاء الله نقدر نوصل لكل ما نتمنى، أنا وفريق عمل، يقفورائي منذ بدايتي، ووصل بي لما أنا فيه الآن، وهذا الفريق فيه أسرتي ومدربيني ومسؤولي الاتحاد سواء السابقين أو الحاليين، وشركة روابط، التي تدير كل ما يخصني.
التدريب واللعب لغتي الأساسية وأعيش أجواء احتراف كاملة وورائي فريق عمل كامل من "روابط رياضية"
** الرياضة دائما تحمل رسائل إنسانية.. خلال مشوارك مع التايكوندو هل من مواقف إنسانية عايشتيها أو حدثت معك؟
ليس من المفترض أن أتحدث عن مواقف إنسانية تخصني، ولكن دعني أقول، أني تشرفت باللعب والخسارة أمام بطلة مغربية من متحدي الإعاقة في أول مباراة في أفريقيا في فرع التايكوندو الباراليمبي على هامش بطولة أفريقيا 2016، ودائمًا أعتز بزيارة ودعم كل من مستشفى أبوالريش، ومستشفى السرطان في الصعيد ومستشفى أهل مصر لعلاج الحروق.