المشاركون: العلاقات المصرية البريطانية تدخل طورا جديدا من التعاون في 2020.. و"التوقيت المناسب" دعم نجاح البعثة
خالد نصير وأحمد شلبي وكريم هلال
أكد المهندس خالد نصير، رئيس الجمعية المصرية البريطانية للأعمال BEBA، أن فعاليات بعثة طرق الأبواب التى نظمتها الجمعية للعاصمة البريطانية لندن بمشاركة أكثر من 40 مستثمراً مصرياً، نجحت فى إرسال عدد من الرسائل للمجتمع البريطانى، يتمثل أبرزها فى توضيح حقيقة الأوضاع واستعراض الخطوات التى نفذتها مصر خلال الفترة الماضية على كافة الأصعدة الاقتصادية وتحسين مناخ الأعمال.
وأشار إلى أهمية توقيت إرسال البعثة فى ظل التوترات والتغيرات العديدة التى تشهدها الساحة البريطانية والتى تشمل إمكانية تغيير الحكومة على إثر المشكلات المتعلقة بخروج المملكة من الاتحاد الأوروبى، حيث أكدت البعثة رغبة مصر سواء عبر الحكومة -ممثلة فى وجود ثلاثة وزراء بارزين ضمن البعثة- أو القطاع الخاص المصرى، فى تعزيز التعاون التجارى والاقتصادى بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
"نصير": "طرق الأبواب" تبعث رسائل إيجابية لمجتمع الأعمال.. ومصر تتأهب لتصبح بوابة الاستثمار فى أفريقيا
وأكد قدرة مصر على أن تكون مركزاً للتصنيع للشركات البريطانية لدخول الأسواق الأفريقية، عبر الدخول فى شراكات مع نظيرتها المصرية، مضيفاً أن الفعاليات التى نفذتها البعثة على مدار الأيام الماضية شهدت تنظيم عدة لقاءات مع عدد من كبرى الشركات البريطانية، لتعريفها بأبرز الفرص الواعدة المتاحة بالسوق خاصة بقطاعات النقل والبنية التحتية والصحة والتعليم والخدمات البنكية والمصرفية. وتوقع أن تشهد مصر طفرة غير مسبوقة فى معدلات جذب الاستثمارات الجديدة داخل السوق خلال العام المقبل، مضيفاً أن الجمعية ستتابع بشكل مستمر التداعيات الإيجابية المحتملة للزيارة وانعكاساتها على مؤشرات التبادل التجارى والعلاقات الاقتصادية بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
فيما أوضح الدكتور أحمد شلبى، العضو المنتدب والرئيس التنفيذى لشركة «تطوير مصر»، أن الإصلاحات الاقتصادية القائمة بمصر وخطة الدولة للتنمية الشاملة ودعم الاستثمار فى المشروعات الكبرى، ساهمت فى وضع مصر على خريطة الاستثمار العالمية، مشيراً إلى أن مجموعة من المكاتب الاستشارية العالمية أبدت رغبتها فى دراسة الفرص الاستثمارية لتطوير الموانئ المصرية.
"شلبى": التطورات الاقتصادية فى مصر دفعت الشركات الأجنبية لوضعها على قائمة الوجهات المفضلة فى الاستثمار والتجارة
وأشار إلى أن وزراء الحكومة المصرية أبدوا استعداد الدولة لتقديم كافة التسهيلات الممكنة للشركات الأجنبية فى حال الرغبة الجادة للاستثمار فى المشروعات التنموية الكبرى، فضلاً عن استماعهم جيداً لمقترحات وآراء الشركات الأجنبية واحتياجاتهم فى الاستثمار بالسوق المحلية، معرباً عن وجود توجه واهتمام جاد من جانب عدد من الشركات الأجنبية الكبرى للاستثمار بالسوق المصرية.
وأعلن عدد من الشركات البريطانية الكبرى استعدادها للقيام بعقد زيارات جادة إلى مصر خلال الأسبوع المقبل، لبدء بحث الفرص الاستثمارية المتاحة فى السوق المصرية فى مشروعات النقل الجديدة وخطوط النقل الكهربائى الصديقة للبيئة، إلى جانب مشروعات تطوير الموانئ البحرية والجافة، حيث تستهدف الشركات الأجنبية وضع دراسات جادة لآليات الاستثمار بالسوق المصرية فى المشروعات التنموية الكبرى.
وتابع أن العديد من المؤسسات الدولية أبدت خلال الفترة الراهنة اهتماماً جيداً بدعم الخطط الاستثمارية للمشروعات الكبرى فى مصر، خاصة فى مجال النقل، كما أشادت البنوك الدولية ببرنامج الإصلاح الاقتصادى، وهو ما جعل مصر واجهة جيدة للاستثمار خاصة فى قطاع النقل، حيث تعتبر مصر بوابة عبور حركة التجارة الخارجية، وترتبط بشرايين التنمية الاقتصادية فى الدول المجاورة.
"هلال": مشروعات الدولة مهدت الطريق لدخول المستثمر الخاص
من جانبه، يرى كريم هلال، العضو المنتدب لقطاع التمويل المؤسسى وعلاقات المستثمرين بشركة «كربون» القابضة، أن الدولة مهدت الطريق لدخول استثمارات القطاع الخاص للسوق المصرية، وذلك عبر تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من مشروعات البنية التحتية، مشيراً إلى أن كل ما فعلته الدولة لن يكتمل إلا بتعزيز دور القطاع الخاص فى التنمية، موضحاً أن تدخل القطاع الحكومى بشكل كبير خلال الفترة الماضية فى الأعمال الإنشائية للمشروعات القومية والبنى التحتية، يرجع إلى حجم الأعمال الكبير جداً الذى لم يكن القطاع الخاص قادراً على تنفيذه فى هذا التوقيت، مؤكداً أنه لم يأتِ من أجل التنافس مع القطاع الخاص على وجه الإطلاق.
وأكد أن الوضع خلال الفترة الراهنة مُمهد لدخول المستثمر الخاص، خاصة فى ظل بدء الدولة بحل المشكلات المتعلقة بالبيروقراطية وغيرها، مشيراً إلى أن التحدى الأكبر أمام الدولة خلال المرحلة الحالية هو خلق المزيد من فرص العمل أمام الشباب، وكذلك الاستثمار فى الصحة والتعليم لتوفير الكوادر البشرية المناسبة لسوق العمل، مع توجيه الموارد المالية اللازمة لقطاعى الاستثمار والصناعة، وليس للخدمات الاستهلاكية فقط، مشيراً إلى قيام الحكومة المصرية بصرف المليارات على الطرق والكبارى وغيرها لتشجيع الاستثمار فى السوق المحلية، وهو ما يستوجب تعزيز دور القطاع الخاص فى التنمية خلال الفترة المقبلة.
وقال إن بناء الاقتصاد المصرى على قواعد قوية ومتماسكة وسليمة هو الضمان أمام القطاع الخاص للتوسع فى استثماراته والدخول بقوة فى السوق المصرية، مؤكداً أن مصر أمام فرصة تحقيق ثورة صناعية كبرى خلال الفترة القادمة.
"عصام": السوق المصرية تمتلك فرصاً استثمارية واعدة فى مجال الحلول الرقمية
وقال أيمن عصام، رئيس قطاع الشئون الخارجية والقانونية بشركة فودافون مصر، إن شركة فودافون مصر تعمل بالشراكة مع الحكومة المصرية على ميكنة منظومة مشروع التأمين الصحى الشامل، وتعزيز حلول التحول الرقمى بشكل يخدم المجتمع المصرى.
وأكد خلال فعاليات بعثة طرق الأبواب التى تُقام بالعاصمة البريطانية لندن، أهمية مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ودعم مفهوم الشمول المالى الذى توليه مصر أهمية كبيرة لزيادة المتعاملين مع القطاعات المالية الرسمية، موضحاً أن السوق المصرية تمتلك العديد من الفرص الاستثمارية المتاحة فى مجال الحلول الرقمية، مشيراً إلى أن الحكومة المصرية تؤكد على دعم تقديم الخدمات الصحية والتعليم بجودة عالية لتطوير العنصر البشرى.
من جانبها، قالت نادية لملوم المدير التنفيذى للجمعية المصرية البريطانية للأعمال، إن جدول فعاليات بعثة طرق الأبواب إلى لندن هذا العام، ركز على مجالات التعليم والرعاية الصحية، والنقل والمشروعات القومية التى تنفذها مصر حالياً وعلى رأسها محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة.
وأشارت إلى أن مصر أكبر دولة جاذبة للاستثمار فى أفريقيا ولها دور كبير لدخول الاستثمارات للسوق الأفريقية عن طريقها باعتبارها بوابة أفريقيا، مشيرة إلى أن بعثة طرق الأبواب تعد فرصة لإظهار الإنجازات التى حققتها الدولة خلال الخمس سنوات الماضية، وتحسن التصنيفات المصرية، خاصة أن تقرير وزارة الاستثمار يظهر أن بريطانيا أكبر مستثمر فى مصر، موضحةً أن قطاع الأعمال البريطانى مرحب به بشكل كبير للعمل فى مصر وهناك تنامٍ واضح فى اهتمامه بالسوق المصرية وقطاعاتها الاستثمارية المختلفة.
فيما قالت إنجى النجار، مديرة إدارة الاتصالات بالجمعية المصرية البريطانية للأعمال، إن توقيت البعثة عظّم من نتائجها ونجاحها، خاصة فى ظل حالة عدم اليقين التى تشهدها بريطانيا حالياً على خلفية التخارج من الاتحاد الأوروبى، وحاجة الشركات البريطانية إلى الخروج لأسواق أخرى للتوسع فيها، مؤكدةً أن البعثة نجحت فى توصيل رسالة مهمة للمستثمرين البريطانيين حول طبيعة التغيرات التى شهدها الاقتصاد المصرى خلال الفترة الماضية ونتائجها خاصة على صعيد برنامج الإصلاح. وأشارت إلى أن مجتمع الأعمال البريطانى يثق جيداً فى قدرات السوق المصرية فى تحقيق معدلات نمو كبيرة خلال الفترة المقبلة، وأنها إحدى أهم الأسواق التى يمكن أن تعمل فيها الشركات البريطانية مستقبلاً وتحقق معدلات نمو أعلى من تلك التى تحققها فى الأسواق الأخرى بما فيها السوق البريطانية نفسها.