"جيوفاني".. حكاية مدرسة جمعت المصريين والإيطاليين منذ 90 عاما
طلاب مدرسة جمال عبدالناصر الإعدادية بالقصير
يحتفل طلاب مدرسة جمال عبدالناصر في القصير بذكرى مرور عام على صورة تم التقاطها على باب مدرسة جيوفانى الإيطالية والتي تقع بداخل شركة الفوسفات القصير (النصر والتعدين حالياً) جنوب محافظة البحرالأحمر، وذلك في إعادة لتوثيق التاريخ والتي تحمل نفس ملامح الصورة لطلاب القصير عام 1930 ليسيروا على نهج الطليان "جيوفانى" والذي سميت على اسمه المدرسة و"بيليجرينى" مدرس اللغة الإيطالية آنذاك.
وفي إحياء للتاريخ نظمت إدارة مدرسة عبدالناصر الإعدادية بالقصير في ذلك التوقيت منذ عام مضى زيارة ثقافية لطلابها لمدرسة جيوفانى الإيطالية والتي تقع داخل المبنى الإدارى لشركة فوسفات القصير وذلك لإحياء تراث متحف "بيليجرينى" مدرس اللغة الإيطالية في مدرسة جيوفانى آنذاك والذي يحوي دولابين للحيوانات والطيور المحنطة لمعلم المدرسة الإيطالية والذي كان يصطادها بصحبة الطلبة أثناء رحلتهم عبر صحراء القصير بصحبة طلبة القصير، وبالفعل قام طلاب مدرسة جمال عبدالناصر بعمل نفس الرحلة بكل تفاصيلها بصحبة محمد متولي مشرف بالمدرسة ووصفي تمير معلم ومؤرخ مدينة القصير.
وتحوي المدرسة توثيقا تاريخيا شاملا، يتكون من خطابات، كتب مدرسية، بطاقات تقرير والعديد من الصور الفوتوغرافية للطلبة الايطاليين والمصريين بصحبة بيليجرينى مدرس مادة اللغة الإيطالية، كما حوت الوثائق، رحلة بليجريني مع طلابه في رحلة إلى المناجم في الصحراء للطيور، والتي تم حفظها بمتحف المدرسة حتى الآن.
يقول وصفي تمير مؤرخ مدينة القصير، إن مدرسة "جيوفانى" بنيت عام 1930 م بتكليف من وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية لتستوعب وقتها حوالى 60 تلميذا وسميت باسم "جيوفاني باتيستا بلزوني" المعروف (المسافر والمستكشف والقيادي في علم المصريات) وضمت أطفال الموظفين الإيطاليين العاملين في استخراج وتجارة الفوسفات بشركة فوسفات القصير آنذاك، بالإضافة إلى أطفال العاملين المصريين بنفس الشركة من مدينة القصير.
ويستطرد تمير أن المدرسة الإيطالية الأساسية في القصير واحدة من أهم الأعمال التي أنشئت في هذا الوقت، وكان وقع المهندس الروماني Florestano Di Fausto في عام 1930 على مشروع بتكليف من وزارة الشؤون الخارجية، وبدأ بناء المدرسة واستوعبت حوالى 60 تلميذا، وفي وقت قصير كانت المدرسة جاهزة وسميت باسم "جيوفاني باتيستا بلزوني" (المسافر والمستكشف والقيادي في علم المصريات) بالإضافة إلى أطفال الموظفين الإيطاليين وعقب ذلك بفترة قصيرة أصبحت المدرسة مفتوحة أيضًا للأطفال المصريين.
ويؤكد تمير أنها كانت المدرسة المختلطة الوحيدة في أفريقيا التي تضم الإيطاليين والمصريين، ومنذ ذلك الحين نشأت علاقات دائمة، وأصبح الأطفال يذهبون إلى المدرسة معًا، ما أدى إلى تعلم كيفية العيش معًا ولعب الأطفال معاً وتعلموا الحفاظ على هذه الصداقة حية واستمرت حتى الآن مع البالغين وأصبحوا أصدقاء وتعلموا فيما بينهم لغاتهم الخاصة في المدرسة، وكانت مثالاً على التعايش والتفاهم المتبادل بين المصريين والإيطاليين، وأن الأطفال الذين لعبوا معا وتعلموا لغاتهم في المدرسة، أصبحوا أصدقاء وأصبحت هذه الصداقة على قيد الحياة حتى مع البالغين حتى الآن وما زال البعض منهم يأتي لزيارة القصير في زيارات سنوية.
ويشير وصفى تمير إلى أن المدرسة الإيطالية إحدى المنشآت التاريخية فى المدينة، موضحاً أنه تم الحفاظ على العديد من الصور الإيطالية في القصير لتوثيق إنشاء علاقات تجاوزت مجرد علاقات العمل، حيث أصبحت المدينة خالدة فى قلوبهم، ودفن 25 شخصًا إيطاليًا منهم بالمدينة، ويزور أبناؤهم وأحفادهم المدينة متباعدة .
ويقول محمد متولي، أحد مشرفي رحلة طلاب مدرسة جمال عبدالناصر الإعدادية، أن الطلاب صمموا لوحة توثق تاريخ مدرسة جيوفانى وتم إهداؤها إلى متحف وزارة التربية والتعليم بالوزارة.
وأضاف متولي، لـ"الوطن"، أن سكان مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر طالبوا وزارة التربية والتعليم والمحافظة والسفارة الإيطالية بالقاهرة إلى تجديد وترميم مبنى المدرسة الإيطالية الموجود داخل مقر شركة الفوسفات واستخدامها كمدرسة ابتدائية أو مركز ثقافى مصرى- إيطالى.