كيف يدعم منتدى أسوان التنمية المستدامة في دول أفريقيا بعد النزاعات؟
منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة
يسهم منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في دعم جهود تحقيق السلام والتنمية المستدامة التي تعد هدفا وحقا لدول القارة الأفريقية كافة؛ لتتبوأ مكانتها التي تستحقها بين دول العالم.
ويقول الدكتور مصطفى أبوزيد مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن بعد الحرب والصراعات تصبح البنية التحتية متهالكة بسبب الدمار الناتج جراء النزاعات المسلحة، كما تتوقف الاستثمارات خوفًا من الصراعات.
ويهدف المنتدى إلى الدعوة لاستثمار موارد القارة الأفريقية المتعددة وتحويلها إلى قيمة مضافة بالتوازي مع تطوير البنية التحتية بها، ما يعني التمهيد لتحقيق التنمية المستدامة، كما أن الهدف من ربط السلام بتحقيق التنمية المستدامة تشجيع وتحفيز مؤسسات التمويل الدولية لمساعدة وتمويل المشروعات التنموية في القارة السمراء وجذب الاستثمارات إليها، وهذا ما يصب في المصلحة العامة للقارة من خلال نفاذ منتجاتها إلى أوروبا والعكس عبر بوابة مصر.
وأضاف أبوزيد، لـ"الوطن"، أن الخطوة الأولى التي يجب الاهتمام بها في الدول التي تخرج من الصراعات والنزاعات المسلحة، الطرق والكباري والخدمات المقدمة للمواطن؛ لأن دائرة الحرب تكون مسيطرة عليها بشكل كبير للغاية، ويتطلب هذا تمويلات من البنك الدولي والوكالات الدولية، وبالتالي فمنتدى أسوان للسلام والتنمية سيكون فرصة لمناقشة هذه القضية.
وتابع بأن منتدى أسوان للتنمية يعتبر منصة دولية للتباحث حول حلول جذرية لكل التحديات التي تمر بها الدول الأفريقية التي خرجت من صراعات أو نزاعات، حيث يكون اقتصاد هذه الدول 0%، بسبب الصراع أو النزاع الدائر، وتعطل النشاط الاقتصادي في الفترة التي تعقب النزاع أو الصراع أو الحرب.
وأشار أبوزيد إلى أن الخطوة الأولى التي تقوم بها الدول تتمثل في فتح باب الاستثمار في الدولة و تسهيلات للمستثمرين، والخطوة الثانية تهيئة للبيئة التشريعية لوضع خريطة استمارية للدولة تهدف لتنميتها وتُعلي قيمتها وتُولد فرص عمل للمواطنين في الدولة.
واختتم أبو زيد حديثه لـ"الوطن": "عمليات التنمية داخل الدول الأفريقية كلها تتطلب 150 مليار دولار ولا يتوفر سوى 60 مليار دولار، ومن خلال المنتدى سيجرى العمل على تضافر الجهود، وتعزيز الشراكة بين الدول الأفريقية والمؤسسات الدولية".
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته الافتتاحية: "ليس هناك أنسب من الوقت الراهن كي نجتمع فيه معا في إطار هذا المنتدى؛ لبحث التحديات التي تواجهنا في أفريقيا، وفي مقدمتها استقرار حالة السلم والأمن، وتحقيق التنمية المستدامة التي نتطلع إليها، فضلاً عن حماية دولنا ومجتمعاتنا الأفريقية من تفشي وباء الإرهاب وما يرتبط به من ظواهر، لعل أخطرها تهريب وانتشار السلاح وتعاظم الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية".
ويشارك في المنتدى المقرر عقده في شهر ديسمبر من كل عام رؤساء الدول والحكومات والمسؤولون رفيعو المستوى من الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية، والمؤسسات المالية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، والخبراء للتباحث بشأن التحديات والفرص التي تواجهها القارة ووضع التوصيات الكفيلة بالتعامل معها.