"المصل واللقاح" ملاذ المذعورين من العدوى.. والصيادلة: "خوف مُبالغ فيه"
طوابير الراغبين فى الحصول على مصل الإنفلونزا
شهد مبنى هيئة «المصل واللقاح» بمنطقة الدقى بمحافظة الجيزة توافد أعداد كبيرة من الأهالى وأولياء أمور الطلبة بصحبة أطفالهم، بعد تداول أخبار كثيرة خلال الأيام الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعى وداخل بعض المدارس تفيد بانتشار فيروس «إنفلونزا الخنازير» بين الطلاب، فيما نفى الدكتور علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان، فى حديث سابق لـ«الوطن» وجود أى حالات إصابة أو وفاة بما يسمى «إنفلونزا الخنازير»، وأن ما يتم تداوله شائعات، ومعظم الإصابات عبارة عن «إنفلونزا موسمية».
"دعاء": المدارس تكتفى بتطهير الفصول بـ"الكلور"
وداخل مبنى «المصل واللقاح» وتحديداً أمام القسم الخاص بتطعيمات الإنفلونزا الذى كان يعج بالمواطنين باختلاف أعمارهم، وقفت السيدة الثلاثينية دعاء محمد تنتظر دورها على عجل ليستطيع أطفالها الثلاثة، الذين يدرسون فى مراحل تعليمية مختلفة، الحصول على المصل، وتقول «دعاء» التى قطعت مسافة كبيرة من مسكنها بمدينة نصر وصولاً إلى منطقة الدقى، حيث «المصل واللقاح»، إن سبب بحثها عن المصل باستمرار هو انتشار فيروس الإنفلونزا فى مدرسة أبنائها الواقعة فى منطقة التجمع الأول التابعة لمحافظة القاهرة، وتضيف: «جايه أسأل لو فيه تطعيم لإنفلونزا الخنازير عشان مدرسة ولادى قفلوا فيها فصلين بعد ما والدة طفلين بلغت إدارة المدرسة إصابة ولادها بفيروس إنفلونزا الخنازير وإنهم محجوزين دلوقتى فى مستشفى الحميات»، مشيرة إلى أنها بحثت كثيراً عن المصل فى فرع المصل واللقاح بنادى الزهور بمدينة نصر إلا أنها بعد ما يزيد على 3 أشهر من الانتظار أخبرها المسئولون هناك بضرورة التوجه إلى «المصل واللقاح» بالدقى.
وتتابع «دعاء» أنها لم تستطع منع أطفالها من الذهاب إلى المدرسة بسبب قرب موسم الامتحانات، وتواصل: «بحاول أقلل من فرص إصابة ولادى بأى مرض، فبخليهم يستخدموا كمامات عشان النفس، خصوصاً إحنا فى الشتاء وأبواب وشبابيك الفصل بتكون مقفولة وده بيخلى العدوى تنتشر بشكل أسرع».
"شيماء": أعطيت ابنتى مصل الإنفلونزا الموسمية لوقايتها من الإصابة
السبب ذاته أتت من أجله شيماء محمد برفقة طفلتها التى تدرس بمرحلة التمهيدى بإحدى مدارس منطقة الزمالك التابعة لمحافظة القاهرة، وتقول: «إدارة المدرسة شكت إن فيه بنت مصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير، بسبب إن البنت بقالها أسبوعين تقريباً درجة حرارتها عدت الـ39 ومبتنزلش خالص ومفيش أدوية بتجيب معاها نتيجة، وعشان كده الإدارة إدتها إجازة لحد ما تخف حفاظاً على باقى الأطفال»، موضحة أن الاحتياطات التى تتخذها المدرسة تتمثل فقط فى تنظيف الفصول بـ«الكلور»، وتضيف: «طبعاً دى مش طريقة للوقاية من المرض، ولكن المدرسة بتجتهد وأنا جيت عشان أدى بنتى مصل الإنفلونزا عشان تقلل من احتمالية إصابتها بفيروس إنفلونزا الخنازير وللوقاية بشكل عام من التعرض حتى لنزلة البرد»، موضحة أن مسئولاً فى مبنى التطعيمات أخبرها بأنه ليس هناك مصل خاص بإنفلونزا الخنازير، وتقول: «قال لى كلها شائعات ومفيش عندنا غير التطعيم بتاع الإنفلونزا الموسمية».
وعلى بعد خطوات من بوابة الخروج كان أحمد السيد، يمسك بيدى طفليه، حيث يدرس أحدهما بالصف الأول الابتدائى والآخر بالتمهيدى، واصطحبهما منذ الصباح الباكر إلى «المصل واللقاح» للحصول على مصل الإنفلونزا الذى تأخر وصوله كثيراً، ويقول «السيد» صاحب الـ34 عاماً: «كل سنة بجيب الأولاد عشان ياخدوا المصل وبقيت حريص عليه أكتر لما بدأوا يروحوا المدرسة ويحتكوا بأطفال أكتر»، مشيراً إلى أنه لم يكن يعلم بأمر انتشار أنباء بعودة فيروس «إنفلونزا الخنازير» مرة أخرى، ويضيف: «هضطر أسأل لو فيه تطعيم لإنفلونزا الخنازير، وأحاول أشوف إيه الاحتياطات اللى المفروض أعملها للأولاد، وكمان المدارس لازم تنبه أولياء الأمور بخطورة الفيروس وأعراضه وطرق الوقاية منه».
وتعليقاً على الأنباء التى ترددت فى الأيام القليلة الماضية عن وجود مصل خاص بالإنفلونزا، قال هشام سعد، صيدلى بالجيزة، إن مصل الإنفلونزا والمعروف بـ«الفاكسى جريب» يحتوى على مضادات لفيروس «إتش وان إن وان»، مضيفاً أنه رغم حصول البعض على المصل فإنه من الممكن جداً أن يصاب الشخص بالمرض حسب مناعته، وأضاف: «الفيروس المسبب للإنفلونزا بيتحور كتير فممكن المصل مبيديش التأثير المطلوب»، مشيراً إلى أنه ليس هناك مصل خاص لمرض «إنفلونزا الخنازير»، ويضيف الصيدلى الثلاثينى أن الخوف من انتشار «إنفلونزا الخنازير» هو أمر مبالغ فيه، ويتابع: «كل الإنفلونزا زى بعض ومفيش فرق بينهم، والناس بتخلط بين مفهوم نزلة البرد والإنفلونزا، لأن الإنفلونزا بتكون أعراضها قوية شوية، زى حرارة الجسم العالية والإسهال، ووفيات الإنفلونزا موجودة، ومش شرط تكون بسبب ما يسمى إنفلونزا الخنازير تحديداً».
ويقول محمد عبدالمنعم، صيدلى فى «التجمع الأول»، إن بعض الصيدليات التى تروج أن لديها أمصالاً خاصة بإنفلونزا الخنازير تحديداً كله هراء ولا أساس له من الصحة، وأغلب تلك الأمصال تكون مهربة من بعض الدول، واستعمالها قد يسبب ضرراً كبيراً لمستخدميها، ويضيف: «وعلى أحسن الأحوال هتكون دى أصلاً أمصال الإنفلونزا الموسمية وبتتروج على إنها لإنفلونزا الخنازير، وهتلاقى إقبال كبير ومبيعات عالية فى ظل موجة الخوف والهلع بين الأهالى».
وعن الفئة الأكثر احتياجاً للمصل، يقول محمود غلاب، طبيب «صيدلى» بإحدى صيدليات شارع الهرم، إن الأطفال وكبار السن الذين تخطوا حاجز الـ60 عاماً هم الأكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد الشديدة والإنفلونزا الحادة بسبب مناعتهم الضعيفة، ويضيف: «يعتبروا هما زباين المصل اللى بييجوا قبل دخلة كل شتاء عشان يطعموا بيه»، مشيراً إلى أن الشباب هم الحلقة الأبعد فى البحث عن المصل، ويتابع: «المناعة فى مرحلة الشباب بتكون كويسة وبنفضل إنهم ما ياخدوش المصل عشان جهاز المناعة يشتغل، إلا فى حالة الإصابة بأمراض زى الحساسية أو الربو، فدى حالة استثنائية بياخدوا فيها المصل عشان الأمور متتطورش معاهم وتزداد سوءاً».