منظومة ذكية للفحص والعلاج ستتحول إلى "مشروع قومى" لمواجهة سرطان الثدى مبكراً
محررة «الوطن» داخل وحدة الصحة بمعهد ناصر
وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ توليه مقاليد الحكم، «صحة المرأة» فى دائرة الاهتمام، بعد سنوات طويلة من الإهمال والتهميش، حيث أطلق العديد من المبادرات الصحية التى تستهدف فى المقام الأول حماية السيدات بالكشف عن الأمراض مبكراً، كان آخرها مبادرة علاج السيدات الحوامل.
ولعل أبرز المبادرات مبادرة «دعم صحة المرأة»، التى تستهدف فحص 23 مليون سيدة على مستوى محافظات الجمهورية مجاناً، والتى انطلقت يوليو الماضى فى 9 محافظات، وهى «جنوب سيناء، ودمياط، وبورسعيد، والإسكندرية، ومطروح، والبحيرة، والفيوم، وأسيوط، والقليوبية»، وقدمت الخدمة الطبية لـ2.2 مليون امرأة، ووصل قطار مبادرة دعم صحة المرأة فى رحلته لمحطته الثانية فى 11 محافظة أخرى تشمل «شمال سيناء، البحر الأحمر، كفر الشيخ، القاهرة، الإسماعيلية، السويس، المنوفية، بنى سويف، سوهاج، أسوان، الأقصر» وفحصت حتى الآن 11 ألفاً و171 سيدة، بمشاركة 1395 فريقاً طبياً جميعهم سيدات بـ 1175 وحدة صحية، وتسهيلاً عليهن لمعرفة أماكن الوحدات تم توفيره من خلال الموقع الرسمى للحملة، إضافة إلى تلقى الشكاوى والاستفسارات من خلال الخط الساخن لمبادرة «100 مليون صحة» 15335.
"أيسم": تحويل 160 ألف سيدة لإجراء الفحوصات المتقدمة.. وتدريب الفرق الطبية بشكل دورى كل 3 شهور كمحور أساسى مكمل لمحورى الكشف والعلاج
وقال أيسم صلاح، مستشار وزيرة الصحة لتكنولوجيا المعلومات، إن «الحملة تقوم بتحويل السيدات المشتبه فى إصابتهن بسرطان الثدى إلى مراكز الفحص الدقيق للتأكد من الإصابة أو عدمها»، لافتاً إلى تحويل ما يقرب من 160 ألف سيدة لإجراء الفحوصات المتقدمة، وهذه المراكز تكون تابعة للمحافظة التى تم الكشف بها».
وتابع «صلاح»، لـ«الوطن»، أنه «لضمان نجاح مبادرة الرئيس لدعم صحة المرأة وكسر حاجز الخوف والتردد لدى السيدات من عملية الفحص والكشف، حرصنا على جعل كل الفرق من السيدات، وتم تدريبهن بهدف الوقوف على الصعوبات التى واجهتهن أثناء تنفيذ البرنامج، وطرق التغلب عليها، والتدريب المستمر على طرق إجراء الكشف من خلال شرح عملى على أيدى عدد من أساتذة وخبراء الأورام، إضافة إلى اطلاعهم على أحدث الأبحاث الخاصة بصحة المرأة، وسيتم تدريب الفرق الطبية بشكل دورى كل 3 شهور كمحور أساسى من برنامج دعم صحة المرأة، ومكمل لمحورى التشخيص والعلاج».
وأكد الدكتور حمدى عبدالعظيم، المدير التنفيذى لمبادرة دعم صحة المرأة، أن «المبادرة منظومة ذكية تستهدف الكشف بالمجان عن السكر والضغط والسمنة وسرطان الثدى، وستتحول إلى مشروع قومى مستمر يهدف إلى الاكتشاف المبكر لحالات سرطان الثدى الذى بدوره يؤدى إلى زيادة نسب الشفاء وتقليل تكلفة ورحلة العلاج، وذلك لتلافى توقعات منظمة الصحة العالمية بارتفاع نسب الإصابة بسرطان الثدى إلى 3 أضعاف بحلول عام 2050»، لافتاً إلى أن المبادرة ستعمل على إمكانية الوصول لإحصائيات دقيقة توضح النسب الحقيقية لسرطان الثدى للسيدات فى مصر، ما يسهم فى إثراء منظومة البحث العلمى لتطوير الطرق العلاجية فى المستقبل.
وأعلنت مؤخراً، الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، عن إطلاق مبادرة «الحد من انتشار العدوى» وهى مبادرة مكملة لمبادرة الرئيس للقضاء على «فيروس سى»، والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية تحت شعار «100 مليون صحة»، مشيرة إلى أنها تستهدف القضاء على بؤر العدوى فى صالونات التجميل، والنوادى الصحية تحت شعار «احمِ نفسك وأسرتك من نقل العدوى بالفيروسات الكبدية».
"حسانى": كتاب دورى وورش عمل للحد من انتشار الفيروسات الكبدية داخل صالونات التجميل
وقال الدكتور محمد حسانى، مساعد وزيرة الصحة لشئون مبادرات الصحة العامة، إن «الوزارة أصدرت كتاباً دورياً للمحافظات يشمل التعليمات الواجب اتباعها للحد من انتقال العدوى بالفيروسات الكبدية داخل صالونات التجميل والنوادى الصحية، تضمنت استخدام الأدوات المستخدمة من شفرات، وأدوات معدنية، وفوط، وغيرها، ذات المرة الواحدة وحظر استعمال الأداة أكثر من مرة أو لأكثر من شخص بادعاء تطهيرها، واستخدام صندوق الأمان للتخلص من كافة الأدوات المستخدمة لتجنب نقل العدوى، وضرورة الالتزام بوضع الملصق الخاص بالتوعية فى كل صالون تجميل أو حلاقة أو نادٍ صحى، وذلك لتوضيح الممارسة الصحية الآمنة للمواطنين»، مؤكداً أنه فى حال عدم الالتزام بالتعليمات سيتم سحب الترخيص واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المؤسسة.
وأضاف مساعد وزيرة الصحة لشئون مبادرات الصحة العامة أن «الوزارة نظمت ورشتى عمل بالتنسيق مع مثقفى محافظات المرحلة الأولى، وبحضور عدد من القيادات ومسئولى إدارة الأزمات فى المحافظات التسع للمبادرة، وذلك للتنسيق بشأن الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروسات الكبدية وتنفيذ إجراءات مكافحة العدوى لمنع أى إصابات جديدة بين المواطنين، خاصة فى الأماكن مرتفعة الخطورة فى نقل العدوى».
وتابع «حسانى» أنه تم خلال الورشتين الاتفاق على آليات العمل للبدء فى تنفيذ المبادرة، حيث من المقرر تقسيم كل محافظة من محافظات المرحلة الأولى إلى 4 أجزاء أو أكثر حسب طبيعة كل محافظة، وتحديد منسق فرعى لكل منها لمتابعة الإجراءات التنفيذية للبرنامج، وتوزيع بوسترات وملصقات التوعية، والمرور والمتابعة الدورية لجميع صالونات الحلاقة والكوافيرات والنوادى الصحية، وعمل ورش عمل بالتنسيق مع المثقفين الصحيين بالمحافظات والتنسيق مع وزارة التنمية المحلية لتوفير أماكن مناسبة لإقامة ورش عمل وبرامج توعية للمهنيين، مع ضرورة متابعة تنفيذ التعليمات الواردة بالكتاب الدورى والتخلص الآمن من المخلفات وذلك اعتباراً من 15 يوماً بعد البدء بتفعيل ورش العمل.
وأكد أن محافظات المرحلة الأولى قامت بحصر صالونات التجميل والنوادى الصحية وتم التنسيق مع الأجهزة التنفيذية بكل محافظة لتوزيع بوسترات الحملة والتأكد من تنفيذ تعليمات الوقاية الواردة فى الكتاب الدورى بها، والمرور الدورى عليها، مؤكداً أنه سيتم خلال الفترة المقبلة تنظيم حملات توعية مكثفة بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية والجهات المشاركة فى الحملة.
"الناظر": يجب التوعية بخطورة "المكملات الغذائية" والحقن بدعوى الحفاظ على الجسم
وقال الدكتور هانى الناظر، استشارى الأمراض الجلدية، رئيس مركز البحوث السابق، إن مبادرة «الحد من انتشار العدوى» تعد من المبادرات الإيجابية والمهمة، حيث إننا نعتبرها فى الطب «القاعدة الذهبية» لأنها تمنع انتشار الأمراض، لافتاً إلى إصابة أعداد كبيرة من السيدات بالفيروسات الكبدية نتيجة استخدام الأدوات التجملية المنتشرة فى صالونات التجميل، منوهاً بأن الكتاب الدورى سيحد من أعداد المصابين، حيث إن التوعية أساس نجاح المبادرة.
وأضاف «الناظر»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن «منع المرض من الوصول إلى الجسم والوقوف على أسبابه الرئيسية يعمل على تقليل العبء الاقتصادى على الأسرة بصفة خاصة وعلى الدولة بصفة عامة»، مطالباً وزارة الصحة بإطلاق مبادرة جديدة على الجيم بسبب انتشار المكملات الغذئية والحقن بهدف الحفاظ على الجسم، وعدم الإدراك بأن هذه المكملات قد تسبب الوفاة.
وقال النائب مجدى راشد، عضو لجنة الصحة بالبرلمان، إن «مبادرات الرئيس الصحية جميعها كانت المنظومة بحاجة إليها»، لافتاً إلى أن اهتمام القيادة السياسية بفئات معينة أدى إلى تغطية نقص موجود بشكل واضح فى القطاع الصحى مثل عدد الأطباء.
وأضاف «راشد»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن «مبادرة الرئيس الخاصة بالمرأة، وعلى رأسها الكشف المبكر لسرطان الثدى، من المبادرات الإيجابية، التى يجب الإشارة لها، فالكشف المبكر هو أساس العلاج»، متابعاً: «إحنا لما نكتشف المرض بنحمى أم وزوجة ومعلمة ومهندسة، فالمرأة أساس كل شىء داخل المجتمع، وهذه المبادرات لن تكلف المرأة شيئاً سوى رقمها القومى، فمن خلاله استطعنا تقديم الخدمة الطبية للمواطنة وهى بمنزلها».
وأكد عضو لجنة الصحة بالبرلمان أن المبادرة الجديدة للحد من انتشار العدوى ستعمل على انتشار ثقافة التوعية لدى السيدات بأهمية التركيز على الأدوات المستخدمة فى صالونات التجميل ومعرفة الأضرار الناجمة عن الاستخدام الخاطئ لها، والحد من انتشار أمراض الفيروسات الكبدية مرة أخرى.