الجمال: مبارك بدأ رئاسته بالإفراج عن السياسيين وختمها بتقوية "الوطني"
الرئيس الراحل حسني مبارك
قال أحمد الجمال، الأمين العام للحزب الناصري الأسبق، إن الموضوعية تقتضي التعامل مع الظواهر والأفراد، بذكر إيجابياتها وسلبياتها، مضيفا أن الحياة السياسية في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، كانت واعدة عند توليه الرئاسة، حيث أقدم على خطوة الإفراج عن النخبة السياسية والثقافية التي حبسها واعتقلها الرئيس الأسبق أنور السادات في أواخر حياته، واستقبلهم في المقر الرئاسي، حيث عمل على احتوائهم، وكانت تلك إشارة واضحة لاهتمامه بقضية التوافق الوطني، ورد اعتبار هذه الرموز، أيضا كان لفترة طويلة يعقد ويحضر مؤتمر للمثقفين كل عام، ويستمع إليهم.
وتابع، لـ"الوطن"، غير أنه وللأسف الشديد لم يستكمل خط التوافق الوطني ولا خط الاستماع وعمد إلى تقوية الحزب الوطني، وهو يعلم أن الحزب الذي يتكون من رأس الدولة لا بد حتما أن يضم إليه الانتهازيين جنبا إلى جنب مع التكنوقراط وبعض الشرفاء، الذين لا يجدون سبيلا لخدمة الوطن إلا عبر هذه القناة القريبة النظام.
وأضاف "الجمال" أن مواطن الخلل الجسيم، في الحياة السياسية، خلال فترة مبارك يمكن تلخيصها باختصار في أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، وأن الارتياح على أريكة الحكم، دون القيام بالواجب الدستوري والقانوني والتاريخي لمنصب الرئاسة، يعد فسادًا أيضًا، ويعد تعاملا باستهانة مع الشعب، ويبقى دوما ضد حركة التاريخ.
وأكمل: "مبارك الآن بين يد الله، وحسابه عند ربه، ولكن هناك حساب آخر اسمه حساب التاريخ، الذي سيذكر له أنه كان مواطنًا كفؤا عندما تولى المواقع القيادية، في سلاح الطيران والقوات المسلحة، وقد رقاه الرئيس عبد الناصر ترقيتين استثنائيتين نظرا لتميزه وتفوقه، وشارك في حرب أكتوبر، ومن نقاط الخلل أنه كان هناك تفاؤل بمصالحته للعرب بعد السادات، وأن تعود مصر لوطنها العربي، ولكن في النهاية لم تدر السياسة الخارجية، بالقدر الذي يحفظ لمصر دورها الأفريقي والأسيوي، لأنه عبر مستشاريه فضل السياسة الخارجية الانكماشية، فكانت وبالا عليه وعلى مصر".
وغيّب الموت الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، عن عمر ناهز 92 عاما بعد صراع مع المرض، وتولى رئاسة مصر لمدة اقتربت من 30 عاما، بعد اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأجبرته الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في 25 يناير 2011، على التنحي عن حكم مصر.