"بحر البقر".. حياة غير آدمية تتحول إلى "مزار سياحي" بأمر محافظ الشرقية
"كان رايح مدرسته .. وبيحلم بحصانه ولعبه وكراسته" هو حال عيسى بغدادي قبل أن يقصف العدو الإسرائيلي مدرسته الابتدائية المكونة من طابق واحد يضم ثلاثة فصول، فيقتل 30 تلميذًا من زملائه بقذائف الهاون وطائرات الفانتوم الأمريكية، بينما يموت الباقون تدريجيًا بفعل إهمال دولتهم، فالقرية الواقعة على مساحة 45 ألف فدان لم يتغير حالها منذ استهدافها قبل 44 عامًا، الطرق غير ممهدة والوحدات الصحية مغلقة ومياه الشرب ملوثة، والتغير الوحيد الذي طرأ على أهلها فكان منذ أيام فقط حين أمر محافظ الشرقية بتحويل مقر بيوت الضحايا إلى مزار سياحي.
3 رؤساء حكموا مصر، وحال قرية بحر البقر كما كان أثناء الحادث، قالها نجله "الحسيني" وأن عمر الإهمال من عمر إنشاء منطقة بحر البقر عام 1965 طبقًا لقانون الإصلاح الزراعي، "القرية نشأت بعد تسليم الفلاحين الأفدنة في عهد عبد الناصر بعدها شقوا الطرق والترع، وسكنها الأهالي وأُقيم عليها شبكة طرق ترابية غير مرصوفة، وأعمدة كهرباء أسلاك ضغط عالي مكشوفة، وشبكة مياه الشرب مالحة مختلطة بترعة الصالحية الملوثة، والمستشفى الوحيد كان من 6 سنين ولسه مفيش قرار بافتتاحه".
الحسيني تعجب من قرار محافظ الشرقية تحويل منازل ضحايا بحر البقر إلى مزار سياحي، فأساس المنازل حسب وصفه أُزيل منذ سنوات، والأهالي استولوا على أرضها، أصبحت مأهولة سكنيًا، علاوة على نقل مقتنيات الضحايا من ملابس وحقائب إلى متحف قومي بقرية هريه رزنة بالزقازيق قبل ربع قرن، حسب قوله "المحافظ بيعمل شو للتصوير في التليفزيون والصحافة، قبل زيارته مهدوا الطريق أمام المدرسة، وزينوا النصب التذكاري بالورود لزوم التصوير، بدل ما الدولة تصرف 500 ألف جنيه على إقامة متحف تستثمر الفلوس دي في تعويض الناجين من الحادث وأهالي الضحايا على سنوات الإهمال والفقر والمرض".