«من المحنة تأتى المنحة»، هذه العبارة وردت فى بيان مجلس الوزراء بعد اجتماع عقده رئيس المجلس مع وزيرة الصناعة والتجارة حول ضرورة تشجيع الإنتاج المحلى وتذليل العقبات أمام المصانع حتى تعمل لمدة 24 ساعة.
الحكومة أطلقت مبادرات كثيرة، واتخذت جميع الإجراءات حتى لا تتوقف الأنشطة الإنتاجية والزراعية والحيوانية لتوفير الغذاء للشعب.
كتبنا كثيراً عن ضرورة تشجيع الصناعة والزراعة، لأنهما الاقتصاد المتين الباقى وقلنا إن حماية المنتجين المحليين أمن قومى وحذرنا من خطورة الاعتماد على الاستيراد، لأنك قد تملك الأموال ولا تستطيع شراء غذائك لأى سبب، ولذلك أتوقع مستقبلاً أفضل للصناعة والزراعة، فالإنتاج هو الحل أول الدروس المستفادة من محنة «الكورونا» التى تعيشها مصر والعالم حالياً.
أما عن أبطال هذه المحنة، فإنهم كثيرون وسوف أذكر بعضهم فى السطور التالية فى مقدمتهم بالطبع الفريق الطبى (أطباء وممرضين) الذين يعملون فى مستشفيات العزل ولذلك أتمنى معاملة المتوفى منهم مثل الشهداء وكل أطباء مصر بشكل عام هم جيشها الأبيض وسعدت بقرارات الرئيس السيسى لتحسين أجورهم، وهى خطوة أولى على طريق تصحيح أخطاء الماضى وإعادة كرامة الطبيب وحقوقه المادية والأدبية.
من أبطال هذه المحنة، الأطباء البيطريون، الكتائب البيضاء، التى تقف فى الصفوف الأولى للدفاع عن صحة المواطن، فخلال هذه الأزمة قام رجال الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة بتطهير أكثر من عشرة آلاف منشأة حكومية للوقاية من فيروس كورونا، كما أنهم يفحصون كل السلع الغذائية ذات أصل حيوانى للتأكد من خلوها من فيروس كورونا واستطاعوا القضاء على الأمراض التى تصيب الحيوان، حتى يتناول المواطن طعاماً صحياً وآمناً خالياً من الأمراض وصحة الإنسان تبدأ من صحة الحيوان وسلامة غذائه.
الفلاحون من أبطال هذه المحنة وهم جيش مصر الأخضر الذين يواصلون العمل ليلاً ونهاراً وفى ظل كل الأحداث العصيبة التى تشهدها البلاد لا يتوقفون عن العمل من أجل إنتاج غذاء الشعب، الفلاح المصرى هو أكثر فئات المجتمع إنتاجاً، وفى هذه الظروف يسطر ملحمة وطنية لمساندة بلده.
من أبطال هذه المحنة، العاملون فى الحجر الزراعى المصرى بوزارة الزراعة والذين يسابقون الزمن من أجل إنهاء إجراءات تصدير السلع الزراعية الفائضة عن احتياجات المواطنين، لأنه بسبب فيروس كورونا انهارت السياحة وبعض القطاعات التى كانت تجلب العملة الصعبة وأصبح التصدير هو المصدر الرئيسى لدخل مصر من الاحتياطى النقدى.
أبطال محنة الكورونا هم العاملون فى المصانع حتى لا تتوقف، وكذلك سائقو سيارات النقل، لأن على عاتقهم 99% من نقل البضائع وحجم الاقتصاد.
مؤكد أن رجال الجيش والشرطة هم دائماً أبطال ويحملون الوطن على عاتقهم فى أصعب مراحله وهناك فئات كثيرة تعمل وتتحدى الفيروس حتى تستمر الحياة.
على الجانب الآخر، نقول الإحساس نعمة للأندية الرياضية التى تدفع عشرات الملايين للاعبى كرة القدم فى هذه الظروف ولا تتبرع لمكافحة المرض، كما أن اللاعبين أنفسهم تعودنا منهم الأخذ بلا عطاء، فهذه ثقافتهم مثل معظم الفنانين والإعلاميين ورجال الأعمال.
ختاماً، أنا فخور ببلدى ورئيسها الذى يؤكد أن مصر عظيمة وأرسل أمس المساعدات إلى الصين وفلسطين واليوم إلى إيطاليا أيضاً، فخور بحكومة «مدبولى» التى يزداد رصيدها يومياً فى قلوب المواطنين، ولن ننسى وزيرة الصحة الفدائية لها كل الاحترام.
احمِ نفسك، احمِ بلدك وخلّيك فى البيت والله حافظ بلدنا.