شائعات «كورونا» تثير الرعب فى قنا بعد وفاة 4 أطفال من أسرة واحدة بـ«مرض غامض»
خيمت حالة شديدة من الحزن، على نجع عرب الصبحة، الذى يقع فى صحراء قرية المراشدة، التابعة لمركز الوقف فى محافظة قنا، بعد وفاة 4 أطفال أشقاء، بسبب مرض غامض لم تتوصل إليه مديرية الصحة بعد، فيما سرت شائعات حول إصابة الأطفال المتوفين بفيروس «كورونا»، ما تسبب فى موجة من الرعب، على الرغم من ترجيح الأطباء ومسئولى «الصحة» أن الأزمة سببها «كيميائى».
«الوطن» زارت النجع، والتقت أبوالنجا حسن عوض، مزارع، ووالد الأطفال «منى، وعوض، ومصطفى، وحسن»، لم يتمالك نفسه من البكاء، قائلاً «أين أولادى؟»، وصرخ «يا صحة هاتوا لى أولادى، انتو السبب، كانوا ماشيين على رجليهم أحياء من يومين». الوالد يحمّل وزارة الصحة المسئولية عن وفاة أطفاله، منتقداً اللجنة الوزارية التى أخذت عينات «دم، وبول، وطعام» من داخل النجع، بعد فشلهم فى تشخيص سبب الوفاة، وخاطبهم قائلاً: «جايين بعد فوات الأوان، أين كنتم وقت وفاتهم داخل المستشفى؟ ولماذا لم ينقل الطفلان الأخيران لمستشفى الأقصر الدولى، أو أسيوط الجامعى رغم علمكم بوفاة شقيقيهما بنفس الأعراض، لعدم قدرتكم على تحديد المرض؟».
ويؤكد «أبوالنجا» أن ما حدث مع الأطفال شىء غير طبيعى، خاصة أنهم تناولوا نفس وجبة العشاء مع شقيقيهم، اللذين لم يصابا بأذى حتى هذه اللحظة.
وداخل المنزل، انفردت الأم بنفسها صارخة «هاتوا لى أولادى الله يرضى عليكم». أما شقيقا المتوفين عبدالرحمن، 13 سنة، وخالد 5 سنوات، فيعيشان حالة من الرعب بسبب حصد المرض الغامض اللعين لأشقائهما، وحزناً عليهم، فيتساءل «خالد»: «هو إحنا هنموت قريب زى إخواتنا».
يروى أبوالحمد حسن، مزارع، عم المتوفين، أنه نقل عشية يوم السبت الماضى، عوض، 12 سنة، إلى مستشفى قنا العام، مصاباً بارتفاع فى درجة الحرارة وقىء، وبعد ساعتين، حولوه لمستشفى الحميات، وبمجرد إعطائه المحاليل، والأدوية، ازدادت الحالة سوءاً، وأصيب بالصرع والتشنج، وبعد حوالى 5 ساعات توفى فى المستشفى، وفى اليوم الثانى أصيبت شقيقته، منى، 15 سنة، بنفس الأعراض، ولم يستطع الأطباء أن يحددوا سبب ارتفاع الحرارة وفشلوا فى العلاج حتى توفيت يوم الاثنين الماضى، ثم تباعاً أصيب شقيقاهما مصطفى، 9 سنوات، وحسن 4 سنوات، يوم الأربعاء، وتوفيا بنفس الأعراض صباح الخميس. وتابع عم الضحايا، وهو فى حيرة من أمره «إزاى الصحة ما تسعفهمش رغم دخولهم ماشيين على أرجلهم»، مردفاً «لو نحن من العائلات الكبيرة فى البلد كانوا اهتموا لكننا فقراء». محمد حسين، ابن عم المتوفين، قال إنه دفن جثمان الطفلين الأولين، وفتح ديوان العائلة بالنجع، ولم يأت أحد ليقدم العزاء، خوفاً من المرض اللعين الذى قتل 4 أشقاء فى وقت واحد. وطالب أهالى النجع وأقارب المتوفين «الصحة» بسرعة الكشف عن نوع الفيروس الذى قتل أبناءهم وأسبابه، لأن هناك أكثر من 20 طفلاً من أبناء عمومتهم كانوا يلعبون مع الأطفال ضحايا الإهمال، ومعرضون للموت فى أى لحظة.
وانتشرت شائعة بقرية المراشدة بمركز الوقف، أن سبب الوفاة فيروس «الكورونا»، الأمر الذى جعل القرية تعيش فى حالة رعب، وخلت الشوارع من الأطفال.
من جانبه قال الدكتور ممدوح أبوالقاسم، وكيل وزارة الصحة بقنا، «نحن فى انتظار تحاليل المعامل المركزية على دم، وبول، وأطعمة أخذت من أسرة المتوفين وأقاربهم من قبل لجنة الوزارة التى أجرت مسحاً شاملاً لأهالى النجع، بعدما أثبتت عينات المتوفين من النخاع أن سبب الوفاة ليس فيروساً قاتلاً أو وبائياً كفيروس «الكورونا»، ومن المرجح أن يكون سبب الوفاة كيميائياً أو مبيداً حشرياً، خاصة أن اللجنة لاحظت وجود ماكينة رش مبيدات زراعية بمنزل الأسرة بالطابق الأرضى»، مضيفاً أن لجنة ثانية من إدارة الرصد البيئى زارت مستشفى الحميات، واطلعت على جميع الإجراءات العلاجية والمعملية التى أجريت. وأكد الدكتور محمد ربيع، مدير الطب الوقائى بقنا، خلال أخذ العينات من الأسرة بالنجع، أنه لوحظ وجود أسرة كاملة تعيش أسفل الأسرة التى حدث بها 4 وفيات لم يصابوا بشىء، وهذا دليل على عدم وجود فيروس وبائى، وقد يكون سبب الوفاة تناول مواد كيميائية. كانت مديرية الشئون الصحية بقنا قد أعلنت حالة الطوارئ بعد وفاة منى أبوالنجا، 15 سنة، طالبة بالصف الثالث الإعدادى، وأشقائها عوض، 12 سنة، ومصطفى، 9 سنوات، وحسن، 4 سنوات، بنجع عرب الصبحة بقرية المراشدة بالوقف إثر إصابتهم بارتفاع شديد فى درجة الحرارة، وضغط الدم.