رجاء الجداوي ..رجاءً لا ترحلي
رجاء الجداوي
أكتب هذه السطور والأخبار المتداولة عن حالتها الصحية سيئة ، بعض الأخبار تؤكد تدهور حالتها الصحية ونقلها للعناية المركزة نتيجة تداعيات إصابتها بفيروس كورونا ، حدث كل هذا عقب نشر مقطع صوتي لها حاولت فيه طمأنة الجمهور علي حالتها الصحية ، ولكنني تأثرت عند سماعه بسبب حالة التعب الشديدة التي ظهرت عليها .
بدت وكأنها تودع جمهورها ، وعلمت من أحد الزملاء الذين يتابعون حالتها أنها طلبت منه عدم نشر أي أخبار عنها سواء بالخير أو الشر.. قالت له نصاً " سيبوني أرتاح.
" ولكنني لم أتسطع تنفيذ رغبتها بعدم الكتابة عنها .. أتمني أن تتعافي وتقرأ هذه الكلمات ، أتمني أن أجد رقم هاتفها يتصل بي ، لتخبرني أنها غاضبة مما كتبت ، أتمني أن تقرأ وتغضب وتعود لتسامحني بعدها كعادتها مع كل من اختلفت معهم .
رجاء هانم كما يليق بأن نطلق عليها ، فنانة تنتمي لزمن أخر ، زمن نترحم عليه ونشتاق إليه، ربما تكون من الفنانات القليلات الاتي يستحقوا لقب " هانم" .. طريقة حديثها .. ملابسها .. سلوكها مع زملائها .. تعاملها مع الصحافة والإعلام .. حديثها عن قصة زوجها وحبيبها الراحل كابتن حسن مختار ، كيف ربت بناتها ، كيف كانت تتعامل مع اسرتها .. فعندما تستمع إلي كل هذه القصص والحكايات ، ستدرك أنك أمام "هانم" حقيقية " .. ربما كان هذا الشعور الذى خطر ببال رئيس الجمهورية عندما شاهدها تتحدث أمامه ، وعبر عنه عندما قال لها .. " طول عمرك شيك يا مدام رجاء "
لخص الرئيس بهذه الجملة كل ما نحمله في قلوبنا وعقولنا تجاه فنانة لم نشهد منها خلال مسيرتها الفنية سوي كل احترام وتقدير لفنها وشخصها ، لم نقرأ عن أزمة جمعتها بزميلة لها ، لم نتلصص علي أخبار قصة حب جمعتها بمخرج أو منتج ، لم نتابع تفاصيل أي معركة لها علي صفحات الصحف والمجلات ، فكل ما نعرفه عنها أنها فنانة وربة أسرة من طراز رفيع ، كل الممثلات الصغيرات اللاتي عملن معها ، أكدوا أنهن تعلمن منها الكثير ، لم تبخل عليهن بخبرة السنوات وكل دروس الحياة والإتيكيت التي تعلمتها ، تهمس لهم في أذنهم بالنصيحة حتي لا تجرهم ، لعلهن يصلن إلي ما وصلت إليه من احترام وتقدير لدي الجمهور.
أتمني أن تتعافي " رجاء " هانم وتقرأ وتشاهد كيف يحزن الناس علي مرضها ، وأن يعتذر لها كل من سخر وهاجم من تخصيص مكان لها بمستشفى العزل " بأبو خليفة " ، أتمني أن يقبلوا علي يدها ورأسها لأنهم تجاوزا في حق فنانة أخلصت لهم طوال مشوارها الفني . أطلب هذا من الاسوياء الذين يقدروا دور وقيمة الفن في بناء الشعوب .
"رجاء" هانم .. هل ستسامحينهم وتبتسمي ابتسامتك الشهيرة والراقية وتقولي لهم أنك تحبيهم جميعاً .. هل ستحكي لهم كيف تقدم كابتن حسن لخطبتك وكيف تم الزواج .. هل ستقصين لهم عن كواليس عملك في فيلم " إشاعة حب " ووجودك بين عمر الشريف وسعاد حسني وقبلهم يوسف بك وهبي ، هل ستقصي لهم كواليس أعظم الأفلام المصرية " دعاء الكروان " وكيف تعرفتي علي الفنانة الكبيرة فاتن حمامة ومن رشحكي للعمل .
هل ستخبريننا عن أسرار الراحلة " تحية كاريوكا " وكيف كانت فنانة كبيرة ومرأة قوية تعلمتي منها الكثير ، لا يزال هناك الكثير الذى ننتظر سماعه منك ، أتمني أن تقرئي ما كتبت ، وأن تعلمي أنني كتبته بدافع حبي واحترامي وتقديري لكي ، أتمني أن تنهضي وتفتحي شباك غرفتك وتستنشقي هواء محمل بمحبة المصريين وتقديرهم لكي ..شكراً "رجاء هانم" علي سنوات عمرك التي منحتيها لنا عن طيب خاطر