"محمود رضا" مجسد الثقافة المصرية بالرقص
عقود من الإبداع.. محمود رضا الإنسان المخلص مجسد الثقافة المصرية بالرقص
برشاقة جسد خطواته تشكل المسرح، وعقل ما تزال تصميماته الإبداعية تدرس، وقلب شهد له كل من تعامل معه بالرقة والإنسانية، خطا الراقص ومصمم الرقصات الفنان محمود رضا الراحل رحلة فنية أشاد بها العالم خلال حياته، إذ جسد الثقافة المصرية بحركات تعبيرية وطاف بها دول العالم.
في العام 1930 ولد محمود في القبيصي بمنطقة الظاهر بالقاهرة لوالد يعمل أمينا بمكتبة جامعة القاهرة، ومن بين 8 أشقاء تأثر بشقيقه علي رضا، وتخرج في كلية التجارة بجامعة القاهرة عام 1954، ليؤسس فرقة رضا للفنون الشعبية، إلى جانب مشاركته في العديد من الأعمال الفنية.
كانت الفكرة تدور حول أول فرقة خاصة للفنون الشعبية وبالفعل أسسها بالاشتراك مع الراقص الأول والمصمم والمؤلف الموسيقي شقيقه علي رضا، وقدمت الفرقة أول عروضها على مسرح الأزبكية في أغسطس عام 1959، وبلغ عدد أعضائها عند التأسيس 13 راقصة و13 راقصا و13 عازفا، أغلبهم من المؤهلين خريجي الجامعات.
وتزوج الفنان محمود رضا من السيدة نديدة فهمي "خديجة"، وهي شقيقة فريدة فهمي بطلة فرقة رضا، وكانت خديجة مريضة بحمى روماتزمية على القلب، ورغم تحذيرات عائلتها من هذا إلا أنه أحبها وأصر على زواجه منه، حيث حكى في لقاءه مع عمرو الليثي في برنامج بوضوح "تزوجت شقيقة فريدة فهمي وكان عندها مشكلة في القلب روماتيزم، حبينا بعض اتعلمت الإنجليزي تقريبا منهم لأن مامتها إنجليزية، وقالولي مترجعش تقول اتجوزت واحدة عيانة"، وبعد وفاتها تزوج اليوغسلافية روزا، وأنجب منها شيرين رضا.
وفي عام 1949، بدأ مشواره مع السينما في فيلم "أحبك أنت" الذي أدى فيه دور راقص، وبعدها شارك في فيلم "بابا أمين" للمخرج يوسف شاهين، للتوالي الأفلام بعد ذلك فمثل في "أغلى من عينيه، وقلوب حائرة، وفتى أحلامي، وساحر النساء، ونور عيوني، وغريبة، وعفريت سمارة، وغيرها.
"غرام في الكرنك" كان النقلة النوعية التي شهدها محمود رضا وفرقته ففي عام 1967، قدم الفيلم الذي حقق نجاحا كبيرا، ودمج الفنين في قالب واحد، حول نظرة الجمهور للفنون، ويقول حسام منسي أحد منسقي الفرقة لـ"الوطن"، إن تصميمات محمود رضا أكسبت الرقص المصر احترما واسعا حول العالم منذ انتشاره الأول.
خطوة أخرى كانت في تاريخه الريادي "أول أوركسترا خاصة بالفنون الشعبية"، كانت بعد اللقاء الفني بينه وبين الموسيقار علي إسماعيل حيث تأسست أول أوركسترا بقيادته والذي أعاد توزيع الموسيقى لأعمال الفرقة السابقة، وقام بتلحين العديد من الأوبريتات الاستعراضية.
ظل محمود رضا يحتفظ بروح الراقص الأولى فلم يثنيه العمر عن عشقه الأول فغير متابعته لتطورات الفن الذي أصبح عالميا ظهر بعد 50 عاما ليؤدي رقصته في فيلم غرام في الكرنك إلى جانب فرقته ففي ديسمبر الماضي نشرت الفنانة شيرين رضا مقطع مصور تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للفنان محمود رضا مع فرقته وهو يؤدي رقصته في فيلم غرام في الكرنك وعلقت عليه: "بابا".
وعلى مدار سنوات ظل محمود رضا هو الأب الروحي الذي يستوحى منه تلاميذه أعضاء فرقة رضا وراقصي العالم المتخصصون في الرقص المصري أدائهم، حتى وفاته المنيه بعد صراعه مع المرض عن عمر ناهز 90 عاما.