126 عامًا على ميلاد عبدالوارث عسر: وجه لا يعرف الشر
له مايزيد عن 200 عمل فني و من أفلامه "شباب امرأة"و "البؤساء"
عبدالوارث عسر
126 عامًا تمر على ميلاد القائد والمعلم لنجوم زمن الفن الجميل، للدرجة التي جعلت غالبيتهم يعتبرون مشاركته معهم في الأفلام السينمائية "تميمة" حظهم ونجاحهم، ويعد الفنان عبدالوارث عسر، أحد أعمدة الفن المصري الأصيل.
في مثل هذا اليوم 16 سبتمبر من عام 1894، ولد عبدالوارث عسر، بأحد أحياء القاهرة، وهو الأخ الأكبر لاثنين من أشقاءه، حفظه للقرأن الكريم منذ صغره وإتقانه تجويده جعله ملمًا بأصول اللغة العربية وعشقه للأدب والشعر خصوصًا لحضوره بصحبة والده صالونات الأدباء والمثقفين، الأمر الذي ساعده عند التحاقه بمجال الفن، وتعليم الممثلين كيفية الإلقاء، وتأليف كتابًا عن "فن الإلقاء".
قبل اتجاه عبدالوارث عسر إلى عالم الفن، كان مغرمًا بعمل والده، الذي كان يعمل محاميًا وصديقًا مقربًا إلى الزعيم سعد باشا زغلول، و عمل "عسر" كاتب حسابات بوزارة المالية بتوصية من زعيم الشعب سعد زغلول، وهو في العشرينات من عمره شغف بالفن وعمل بفرقة جورج أبيض، ثم عزيز عيد، وفاطمة رشدي، ولكنه قرر تسوية معاشه قبل أن يتجاوز الـ 40 عامًا، من أجل التفرغ للفن.
ملامح وجهه النحيف، وجسده الهزيل، وأداءه السلس، مكّن عبدالوارث عسر، من تأدية دور الأب والعجوز بأشهر أفلام السينما المصرية في القرن الماضي، قبل أن يصل لسن الشيخوخة بعد.
وعن أقرب الفنانات إلى قلبه، قال عبدالوارث عسر، في لقاء تليفزيوني، "فاتن حمامة، هى الأقرب لي، خصوصًا وأنها عملت معي وهى مازالت طفلة صغيرة من خلال فيلم يوم سعيد".
"عم حسبو".. أشهر الأدوار التي قدمها الفنان عبدالوارث عسر، على شاشة السينما من خلال فيلم "شباب امرأة" عام 1956 من إخراج صلاح أبو سيف، وبطولة تحية كاريوكا، شكري سرحان، شادية، وتجسيده دور الرجل المغلوب على أمره الذي يقع في حب "شفاعات" ويتسبب في مقتلها.
شكّل عبدالوارث عسر، مع صديقه الفنان سليمان نجيب، وأسسا سويًا فرقة "أنصار التمثيل" وترجمة الروايات الأجنبية وتمصيرها لتقديم أفضل العروض المسرحية، كما ساهم "عسر" في كتابة عدد من سيناريوهات الأفلام أشهرها لكوكب الشرق أم كلثوم، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.
تزوج عبدالوارث عسر، من ابنة خالته وأنجب منها ابنتان "لوتس" و "هاتور"، وحفيده الفنان محمد التاجي، الذي قال في تصريح تليفزيوني "جدي قبل وفاته بشهرين سجّل القرآن الكريم كاملًا ولكنها اختفت، وبعد أسبوع تم العثور عليها مع المنتج السوري الذي اتفق مع جدي على تسجيل القرآن الكريم ونشر شرائط الكاسيت بصوته، فاختلفت مع المنتج الذي حضر لوالدتي وخالتي وطلب منهم التنازل عن نسبة الربح المستحقة 8% من الشرائط بعد طرحها في الأسواق، لكنه رفض واختفى منذ عام 1982".
غادر عبدالوارث عسر، دنيانا يوم 22 أبريل 1982، بعد 3 أعوام من وفاة زوجته التي رحلت عام 1979، تاركًا إرثًا فنيًا ورصيدًا يقترب من 200 عمل فني، من بينها أفلام "رصاصة في القلب، سلاّمة، زينب، صراع في الوادي، غزل البنات، إسماعيل ياسين في الأسطول، والبؤساء".