خبراء دواجن يطالبون بوضع استراتيجية محددة للتعامل مع اللقاحات ومواجهة تحور الفيروسات
جانب من تحضير اللقاحات الخاصة بأمراض الدواجن
أكد الدكتور مجدى القاضى، أستاذ أمراض الدواجن وعميد كلية طب بيطرى بنى سويف الأسبق، أهمية اللقاحات الموجودة، لافتاً أن كل لقاح له استخداماته والمرض الذى يحتاج إليه حيث يستخدم فى الجمبورو عشرة أنواع من اللقاحات، فيوجد لقاحات محملة على أجسام مناعية وفيروسات معاً، ولقاحات أخرى عبارة عن فيروسات فقط وهذه اللقاحات هناك أكثر من نوع منها شديدة الضراوة وآخر متوسط وآخر ضعيف، ويستخدم كل نوع حسب الاحتياج، وحسب طريق التحصين ومدة الدورة حيث يوجد فراخ بلدى وتسمين وبياض وأمهات، بالإضافة لطيور أخرى، موضحاً أن كل فترة محددة تحتاج مستوى مناعياً مختلفاً، بالإضافة أن هناك حساسية لبعض الطيور ولا بد من استخدام نوعية محددة من اللقاحات فى هذه الحالة، ولكن فى النهاية جميع اللقاحات الموجودة مقاومة للأمراض وكلٌ لها استخداماته، والمشرف هو الوحيد من يستطيع توظيف واستخدام جميع اللقاحات على حسب طبيعة القطيع الذى سيقوم بتحصينه والبيئة والمناخ الموجود به.
"القاضى": لا يمكن وضع برنامج تحصين محدد لجميع المناطق والمزارع.. والكثير من اللقاحات تتحور عند التعرض لضغط مناعى
وأضاف أستاذ أمراض الدواجن أنه لا يمكن الاستغناء أو التشكيك فى أى لقاح يأتى بموافقة الدولة له، واستخدامه على حسب التحصين الذى يحتاجه القطيع، فيوجد قطعان مختلفة ولقاحات مختلفة وبناء على التقييم يكتب الدواء المناسب، موضحاً أنه لا يمكن وضع برنامج تحصين محدد لجميع المناطق والمزارع، فكل منطقة وكل طائر له تحصين مختلف، ولكن هناك برامج استرشادية لمعرفة الوضع الوبائى فقط، والبرنامج الوقائى لكل منطقة مختلفة عن الآخر.
وأكد «القاضى» وجود لقاحات أساسية لعمر يوم، محملة على الماريك، حيث يوجد لقاح ماريك محمل لنيوكاسل، وماريك محمل لجمبورو، وماريك مع إنفلونزا، وماريك فقط، والكثير من الفيروسات تتحور عند التعرض لأى ضغط مناعى، لافتاً إلى ظهور بعض المشاكل التنفسية فى بعض المناطق هذه الفترة IP، مضيفاً أنهم كمشرفين يتعاملون مع اللقاحات المستوردة بثقة شديدة أياً كانت الدولة المنتجة له وهم متأكدون من مدى فعاليتها على الأمراض الموجودة لأنها لا يتم الموافقة على دخولها مصر إلا بعد إجراءات واشتراطات عديدة وليس من السهل الموافقة على استيراد أى لقاح، حيث يتم التحفظ على اللقاحات لحين تحليلها من خلال أخذ عينات منها للتأكد من سلامتها وخلوها من المسببات المرضية وخلوها من التلوث وهل سيعطى مناعة جيدة أم لا وبعد كل هذا يأخذ شهادة إفراج ولا يستطيع استخدام اللقاح إلا بعد صدور هذه الشهادة، بالإضافة أنهم يقومون بعمل مراجعة لهذه الشحنة ويتم التأكد منها بعد ذلك وإذا ثبت نقص عينات منها يتم عمل قضية تبديد وإذا ثبت عدم صلاحيته يتم الإعدام أو إعادة التصدير، لذا من الصعب التلاعب باللقاحات، مطالباً بوضع استراتيجية محددة للتعامل معها.
"صلاح الدين": "النيوكاسل" يزداد شراسة.. وطبيعة الفيروسات الموجودة أنها تتحور سنوياً.. و50% من المزارع لم تلتزم بالتحصين
ويقول الدكتور حاتم صلاح الدين، عميد كلية الطب البيطرى، جامعة دمنهور الأسبق وأستاذ أمراض الدواجن إن طبيعة الفيروسات الموجودة هو التحور المستمر سنوياً مثل الإنفلونزا، سواء كان شديدة الضراوة مثل H5 أو الضعيف مثل H9، موضحاً أن الأمراض والإصابات الفيروسية تزداد انتشاراً خلال هذه الفترة مثل فيروس الكورونا أو الالتهاب الشعبى IP، مؤكداً أن الثلاث سنوات الأخيرة ظهر ثلاثة فيروسات جديدة H5N1، H5N2، H5N8، ونفس هذه الفيروسات ظهر بها تحور وهذه طبيعتها، لذا لا بد من تقييم اللقاحات على حسب تحور الفيروس، ووضع خطة واستراتيجية لمقاومة هذه الأمراض الوبائية مع دخول هذه الفصول، حيث من المفترض عمل استبيان للمزارع على مستوى الجمهورية بحيث يتم عزل هذه الفيروسات والتعرف على التحور الذى تم وتغيير بروتوكول العلاج بما يتلاءم مع التحورات فى هذه الفيروسات بالإضافة لتطبيق خطوات الأمن الحيوى فى المزارع، موضحاً أن هذه الفيروسات تحدث نتيجة القصور فى عمليات التحصين نتيجة تحصين بعض المزارع وامتناع الأخرى، مؤكداً أن الفيروس يتنقل من المزارع المحصنة إلى غير المحصنة وينشط ويتكاثر ثم يتحور، والسبب هو عدم اتباع نظم التحصين فى كل المزارع، بالإضافة أن استخدام لقاحات لا تعطى مناعة كافية أو حماية دون المستوى المطلوب سيؤدى للتحور، إضافة إلى عدم التحصين فى المناطق الريفية والتربية المنزلية مؤكداً أن 50% من المزارع لم تلتزم بالتحصين.
وأوضح استشارى أمراض الدواجن أنه بالرغم من وجود إجراءات مشددة على الموافقة الاستيرادية للقاحات ووجود لجان متخصصة لتقييمها وفحصها ومعرفة مطابقتها للمواصفات القياسية وضرورة احتياج السوق لها ومن ثم يتم الموافقة عليها، ولكن هل تم القيام بعمل مسح وبائى كامل على مستوى الجمهورية للوقوف على حقيقة الوضع الوبائى ليحدد طريقة مواجهة المرض أو معرفته لتحديد اللقاح المستخدم ودرجة تصديه للمرض أم لا. وأكد أن مرض النيوكاسل موجود منذ الخمسينات ويزداد شراسة كل عام عما قبله، بالرغم من كم اللقاحات الموجودة والتى تتسارع عليها الشركات فى استيرادها فى حين ظهور أى مشكلة، مؤكداً أن اللقاح وحده ليس الحل فى مواجهة أى مرض ولكن لا بد من استخدامه بشكل جيد وتوفير رعاية صحية جيدة للقطيع، ووجود إجراءات وقائية وتطبيق أمن حيوى واستراتيجية واضحة لمواجهة الأمراض واستخدام اللقاحات.
وأشار إلى السموم الفطرية الموجودة فى الذرة أو الصويا هى الشماعة التى يتم تعليق الأخطاء عليها، مؤكداً أن جميع الدول تستورد من نفس الذرة والفول وهذه السموم موجودة باستمرار والجميع يعلم أن نسبة البروتين فى الذرة لا تزيد على 8% لذا فالخامات العلفية لا دخل لها فى أى شىء يواجه الطائر، ولكن استخدام اللقاحات والأدوية بطريقة خاطئة وعشوائية هو السبب فى تحور أى فيروس وانتشاره. حيث لا يوجد اتفاق على برنامج تحصين، سواء داخل المزارع الكبيرة أو غيرها وعدم وجود استراتيجية قومية لاستخدام اللقاحات. وأكد أن كبرى الشركات المنتجة للقاحات الإنفلونزا موجودة بالصين وأقوى وأفضل اللقاحات يخرج من بعض الشركات الصينية، قائلاً: «مش مهم اللقاح جاى من فين المهم اللقاح يكون موجود طبقاً للفيروسات الحقلية الموجودة عندنا، وتخضع للاختبار والبروتوكول الموجود عندنا». وأكد الدكتور فريد فؤاد، رئيس المعمل المركزى للرقابة على المستحضرات الحيوية البيطرية، أن جميع الإجراءات والاختبارات تطبق على جميع اللقاحات من جميع الدول أياً كانت على حد سواء وبصورة منتظمة فى وجود رقابة مشددة، وطالما مطابقة للمواصفات المطلوبة فلا يوجد مانع من استيرادها ولا يمكن تشجيع سياسة الاحتكار. وأضاف أنهم كجهة رقابية قاموا برفض لقاحات الفترة الماضية من فرنسا وأمريكا وهى دول مرجعية ولكن غير مطابقة للمواصفات، والأهم بالنسبة لهم تحقيق المتطلبات المطلوبة للقاحات بغض النظر عن الدولة المصدرة سواء كانت مرجعية أم لا موضحاً أنهم لا يعرفون على أى أساس يتم تصنيف الدول.
رئيس الرقابة على المستحضرات: رفضنا لقاحات من دول مرجعية لأنها غير مطابقة للمواصفات.. ولا يمكن تشجيع سياسة الاحتكار
وأكد «فؤاد» وجود عدة إجراءات لا بد أن تتخذ سواء للتسجيل أو الموافقة على الاستيراد، موضحاً فى حال تسجيل اللقاح لأول مرة، فلا بد من التسجيل من خلال تقديم الملف بالهيئة العامة للخدمات البيطرية ثم يتم عرضه على لجنة متخصصة لمعرفة مدى احتياج البلد وهل هو مناسب للأمراض الموجودة أم لا، ثم القيام بأخذ عينة وتحليلها لضمان أمان اللقاح ومدى فعاليته وسلامته ثم يتم الموافقة على تسجيله، ثم بعد ذلك فور استيراد أى دفعة من هذا اللقاح يتم عمل الاختبارات عليه من جديد، مؤكداً أن مصر الدولة الوحيدة التى تقوم بفحص وتحليل كل دفعة على حدة حتى لو كل يوم دخلت دفعة من هذا اللقاح، يتم عمل الاختبارات لها وليس مثل باقى الدول التى تقوم بالتحليل كل عشر سنين. وأوضح أن هناك إجراءات عديدة للتعامل مع الدول التى يتم الاستيراد منها، فقبل الموافقة على استيراد أى لقاح تقوم لجنة متخصصة إلى الدول غير المرجعية لفحص المصنع والتأكد من مطابقته للمواصفات وبناء عليه يتم الرفض أو القبول.