داعية: المسلم لا يسبب مشكلات لأوروبا.. وأكاديمي: العلاقة غير ودودة دائما
الدكتور خالد منتصر
قال الشيخ محمد الفيزازي، رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ من المغرب، خلال مداخلة عبر برنامج "زووم" في برنامج "يتفكرون" الذي يقدمه الإعلامي خالد منتصر على فضائية الغد، إن علاقة أوروبا بالإسلام والمسلمين ليست وليدة اليوم أو أمس ولكن تمتد لقرون في الزمن الغابر إلى القرن الثامن الميلادي في الأندلس على سبيل المثال وفي القرن الرابع عشر والخامس عشر انطلاقا من العثمانيين إلى جنوب الشرق الأوروبي، وعلاقة أوروبا بالإسلام والمسلمين علاقة تاريخية وطيدة متينة موجودة لا يمكن أن يؤثر فيها حادث عابر هنا أو حادث عابر هناك.
أوروبا استقدمت المسلمين لإعمارها
وتابع: "الأبعد من ذلك إن أوروبا استجلبت من العرب والمسلمين على وجه الخصوص بالأعداد الهائلة ربما أزيد من 3 ونصف مليون من المسلمين استقدمتهم للمشاركة في الحروب العالمية الأولى والثانية على وجه التحديد ثم بعد ذلك استقدمتهم من أجل إعادة الإعمار لأوروبا التي خربتها الحربين العالميتين لذا فإن علاقة أوروبا بالإسلام والمسلمين ليست جديدة ولا عابرة، ناهيك عن مدة الاستعمار التي حدثت في العالم العربي والإسلامي من قبل أوروبا نفسها، فالتعرف على العرب والمسلمين ليست جديدة ولا عابرة ولكن هناك اليمين المتطرف الذي يستغل وأسفاه بعض المواقف من بعض المتطرفين المسلمين ويتغذون في حملاتهم الانتخابية على تلك المشاهد الإرهابية والدموية، مثلا ما يفعله داعش وبعض الجماعات الإرهابية في إفريقيا والأحداث الأليمة التي حدثت في بعض العواصم الغربية مثل مدريد ولندن ونيويورك وما إلى ذلك، يستخدمها اليمين المتطرف قبل اقتربت انتخابات داخلية في البلاد الأوروبية لذا فإن قول إن المسلمين يشكلون مشكلة في أوروبا أمر غير صحيح".
علاقة المسلمين وأوروبا محملة بعبء كثير
ومن جانبه أوضح الدكتور عاصم حفني المستشار الأكاديمي وأستاذ الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة ماربورج بألمانيا من مصر، في مداخلة مع منتصر، أن مشكلة عدم اندماج المسلمين في أوروبا مشكلة ذات أبعاد كثيرة يجب النظر إليها والعلاقة بين المسلمين وأوروبا لم تكن ودودة دائما خاصة للنظر الاستعمارية لكلا الطرفين، والغرب ينظر للفتوحات الإسلامية على أنها استعمار وكذلك التواجد المسلم في الأندلس وإسبانيا الذي انتهى على يد جامعات طارد للإسلام وكذلك كان هناك وجود استعماري من الغرب للدولة الإسلامية، وهذا العلاقة المحملة بكثير من الأعباء أكثرها سيء وبعضها جيد تظهر وتنعكس على وجود المسلمين في ألمانيا لذا يتم التفرقة بين المسلم الهندي والمسلم الإفريقي والمسلم بشكل عام على سبيل المثال لأنه لم يوجد تاريخ عدائي استعماري فتوحاتي بين إفريقيا وأوروبا ولكن هذا حدث في القرن الثامن للمسلمين بشكل عام ثم عبر الدولة العثمانية لذلك العلاقة ليست دائما في أفضل أحوالها وهناك عنصر يعود إلى طبيعة المسلم ورؤيته إلى دينه، فالإسلام بطبيعته مختلف عن كثير من الأديان لأن الجانب السياسي يصعب فصله عن الإسلام والتجارب التاريخية مع الإسلام كان الإسلام فيها حاكما وبعض المسلمين محملين بهذا الفكر الذي ينطلق من منطلق أن الإسلام عليه أن يعمل من أجل أن يحكم.