«الاعتبارات الإنسانية» تنقذ الحوثيين من لائحة الإرهاب الأمريكية
الأمم المتحدة حذرت من مجاعة لم تحدث منذ 40 عاما
اعتبارات إيصال المساعدات لليمنيين أدت لرفع الحوثيين من لائحة الإرهاب
في الوقت الذي بدأ فيه وزير الخارجيّة الأمريكي أنتوني بلينكن رسميًا، أمس، إجراءات شطب المتمردين الحوثيّين في اليمن من لائحة الإرهاب التي أدرجتهم عليها إدارة الرئيس السابق ترامب، أكدت الخارجية الأمريكية أن الاعتبارات والعواقب الإنسانية هي السبب الرئيسي وراء هذا التحرك، في ضوء ما أكدته منظمات العمل الإنساني عن أن إدراج الحوثيين على لائحة الإرهاب يضر بتقديم المساعدات الأساسية لليمنيين.
وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية «أبلغنا الكونجرس رسميًا بنيّة وزير الخارجية إلغاء هذه التصنيفات». ومن المتوقع أن تدخل هذه الخطوة حيز التنفيذ قريبًا، في أعقاب إعلان الرئيس جو بايدن إنهاء الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية على اليمن التي يعيش أكثر من ثمانين بالمئة من سكانها الآن على المساعدات، حسبما ذكرت «فرنسا 24»، نقلًا عن «فرانس برس».
وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن «هذا القرار لا علاقة له بنظرتنا للحوثيّين وسلوكهم المستهجن، بما في ذلك الهجمات على المدنيّين وخطف مواطنين أمريكيّين»، مشددًا على أن «تحرّكنا هذا ناجم فقط عن العواقب الإنسانيّة لهذا التصنيف الذي قامت به الإدارة السابقة في الدقائق الأخيرة».
وأشار إلى أن «الأمم المتحدة والمنظّمات الإنسانيّة أوضحت منذ ذلك الحين (أي منذ اتخذت إدارة الرئيس السابق ترامب القرار) أنّه (إدراج الحوثيين على لائحة المنظمات الإرهابية) سيؤدي إلى تسريع أسوأ أزمة إنسانية في العالم».
وكانت منظمات العمل الإغاثي والانساني، قد أكدت أن لا خيار لديها سوى التعامل مع الحوثيين الذين يشكلون حكومة أمر واقع في مناطق واسعة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، وأن إدراجهم على لائحة الإرهاب سيعرض المنظمات لخطر ملاحقات في الولايات المتحدة.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو قرار إدراج المتمردين الحوثيين على لائحة الإرهاب قبل أيام من مغادرته منصبه الشهر الماضي، مبررًا ذلك بصلتهم بإيران العدو اللدود للرئيس السابق دونالد ترامب، وكذلك بهجوم سقط فيه قتلى على المطار في عدن ثاني أكبر مدن اليمن في 30 ديسمبر الماضي.
وكان بايدن أكد في خطاب في مقرّ وزارة الخارجية الأمريكية الخميس، هو الأول له حول السياسة الدولية لإدارته، أن إدارته «تعزز جهودها الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن التي تسببت بكارثة إنسانية واستراتيجية».
وشدد بايدن على «هذه الحرب يجب أن تنتهي». وأعلن إنهاء «كل الدعم الأميركي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة».
وكانت الأمم المتحدة قد دعت في وقت سابق الولايات المتحدة للتراجع عن قرار إدارج الحوثيين على لائحة الإرهاب، وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك: إن «الأولوية الأكثر إلحاحًا هي تجنب مجاعة واسعة النطاق»، لافتًا إلى أن «التوقعات للعام 2021 تظهر أن 16 مليون شخص سيعانون الجوع».
وأكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية آنذاك أمام مجلس الأمن أن على واشنطن أن تلغي قرارها بتصنيف المتمردين الحوثيين جماعة إرهابية، بدعوى حصول مجاعة غير مسبوقة في اليمن منذ نحو أربعين عامًا.