«اليوبيل الذهبي» لـ«وحوش القتال»: 50 عاما من تصنيع المدرعات في مصر
بدأت بـ«الوليد» في الستينيات ووصلت لمركبات حامية من الرصاص والانفجارات
مدرعات مصرية الصنع من طراز «فهد» داخل مصنع «قادر»
تحتفل مصر هذه الأيام، بمرور 50 عاما على ذكرى بدء تصنيع أول مدرعة على أرض مصر، التي جرى تصنيعها داخل مصنع «قادر» للصناعات المتطورة، التابع للهيئة العربية للتصنيع حاليا، في مثل تلك الأيام، ولتي انتهت أعمال تصنيعها وخروجها للنور، تحت مُسمى المُدرعة «الوليد»، وهي مُدرعة مصرية صُنعت بالتعاون مع الجانب الألماني، ما شكل باكورة الإنتاج المصري من العربات المُدرعة، حتى وصلنا اليوم، إلى تصنيع المُدرعة المُطورة من طراز «فهد 300»، التي تُصنف باعتبارها إحدى أقوى المدرعات من فئتها بشمال إفريقيا والشرق الأوسط.
تاريخ مُشرف للمدرعات المصرية داخل وخارج البلاد
ونجحت المُدرعات المصرية، بداية من المُدرعة «الوليد» حتى «فهد»، في دعم القدرات الدفاعية المصرية، وتوفير أكبر قدر من الحماية لجنود القوات المسلحة والشرطة البواسل، بداية من اشتراكها في أعمال ما قبل حرب أكتوبر المجيدة، وخلال الحرب، مروراً بدوريات التأمين، وأعمال مكافحة الإرهاب حالياً، وصولاً للاشتراك في مهام حفظ السلام الأممية بكفاءة عالية، ما جعل عدة دول تُسارع في طلب اقتنائها من الجهات المعنية المصرية، وهو ما تم في عدة بلدان بالفعل.
«المُدرعة المصرية» حامية من «الطلقات» و«الانفجارات»
داخل مصنع المُدرعات، إحدى وحدات مصنع «قادر»، شاهدت «الوطن» مراحل تصنيع العربات المُدرعة التي وصلنا إليها حالياً، بداية من استيراد «الشاسيه» من الخارج، وحتى وصول ألواح «الصُلب المُدرع»، والعمل على تشكيل مُدرعة تحمي قواتنا من الطلقات، سواء طلقات عادية أو خارقة وحارقة، وحتى الموجات الانفجارية.
تُلبي متطلبات القوات المسلحة والشرطة
«قمنا بتطوير العربات المُدرعة في مصر من 50 سنة، حتى وصلنا للعربة المدرعة فهد سنة 1984، وانتجناها بطرازات مختلفة تُلبي متطلبات القوات المسلحة، والشرطة المدنية»، بتلك الكلمات التقط المهندس ربيع ماضي، مدير قطاع البحوث والتصميم بـ«قادر»، حديثه لـ«الوطن»، مؤكداً فخره للاحتفال بـ«اليوبيل الذهبي» بمرور 50 عاما على بدء إرهاصات تصنيع المركبات المُدرعة بمصر، حتى وصلنا لمُدرعة مُتطورة مثل «فهد».
طرازاتها متنوعة من القتالية لـ«فض الشغب» و«الإسعاف»
وتُصنع «المُدرعة فهد» بطرازات متنوعة، بينها العربات المُدرعة القتالية، والمزودة بأبراج قتال، ومدرعات فض الشغب، و«إصلاح ونجدة»، و«إسعاف».
«المُدرعة المصرية» متفوقة في التسليح ومستويات الحماية وعدد الأفراد
وأخرج «ماضي» من مكتبه نموذج مُجسم لـ«فهد»، ليشرح لنا المركبة المُدرعة، حيث قال: «نحن دائماً ما نسعى لتطوير أنفسنا، حيث نقارن (فهد) بمثيلاتها من المُدرعات في دول العالم»، موضحاً أن نتيجة تلك المقارنة أننا وجدنا «المُدرعة المصرية» في مستوى «عالي جداً، وأكثر من دول أخرى كثيرة»، سواء في المسائل المتعلقة بالتسليح أو مستويات الحماية أو عدد الأفراد الموجودين داخل العربة المُدرعة.
تطوير «المُدرعة فهد» عبر «دروع إضافية» لمواجهة التحديات الأمنية
وفرضت التحديات الأمنية التي واجهتها مصر خلال السنوات الماضية على مسئولي «العربية للتصنيع»، تحدي ضرورة العمل لمواجهة التهديدات التي تستهدف مصر، ليعملوا على رفع مستوى الحماية في العربة المدرعة، عبر وضع «دروع إضافية» على جسم العربة المُدرعة من الخارج، وأسفل العربة، لتستطيع تحمل الموجات الانفجارية سواء على أجناب المُدرعة أو أسفلها حتى مستوى مُتقدم.
وتُبلي المُدرعة «فهد 300» بلاء حسن مع الجهات الأمنية المعنية بمواجهة الإرهاب، وفرض الأمن داخل مختلف أنحاء الوطن، حسبما ذكر «ماضي» لـ«الوطن».
اختبارات قاسية لـ«المُدرعة فهد»
وتخضع المُدرعات المصرية من طراز «فهد 300» إلى «اختبارات قاسية جداً»، كما أوضح مدير «البحوث والتصميم»، موضحاً أن هدف تلك الاختبارات التي تجري مع الجهات المعنية هو التأكد من قيامها بالمهام الموكلة إليه دون خسائر سواء في الأرواح أو المُعدة نفسها.
«المُدرعة» أثبتت كفاءة في الدول العربية والإفريقية و«حفظ السلام»
نجاح «المُدرعة المصرية» في مواجهة التحديات الأمنية المختلفة داخل مصر ولدى مشاركتها في «حفظ السلام»، فتح الباب أمام إجراء تعاقدات خارجية بشأنها لدول عربية وإفريقية، ذكر «ماضي» منها، لـ«الوطن»، الكويت وعمان، ويجري حالياً توريد كمية من العربات المُدرعة إلى دولة بوروندي، موضحاً أن «فهد» أثبتت كفاءة عالية لدى استخدامها في تلك البلدان، ولدى استخدامها في دارفور في السودان، وجنوب السودان، والكونغو، ودولة كوسوفو في عمليات حفظ السلام الأممية.
مُدرعات مصرية مُتطورة
وتمتلك مصر قاعدة تصنيعية قوية في مجال «المُدرعات» حالياً؛ حيث يتم تصنيع العديد من العربات المُدرعة في كيانات تصنيعية أخرى مثل مصنع إنتاج وإصلاح المُدرعات التابع لوزارة الإنتاج الحربي، حيث تتكامل الكيانات الصناعية الوطنية في تصنيع منتجات تلبي الاحتياجات المصرية المتنوعة، وجرى تصنيع مُدرعات أخرى مثل المُدرعات «تمساح»، و«سينا 200»، و«إس تي 100»، و«إس تي 500».