في موسم الحصاد: «حبة الغلة».. أحدث صيحات انتحار الشباب في رمضان
القرص الواحد بـ5 جنيهات
حبة الغلة القاتلة (أرشيفية)
يعتبر شهر رمضان من أفضل وأقدس الشهور، لما له من قدسية وفضل وعبادة عند المسلمين، ويصفد فيه الشياطين، إلا أن شياطين الأنس لم تصفد ويتبعها أصحابها من ذوي النفوس الضعيفة التي تتغلب عليهم، وتقودهم لجرائم قتل أو محاولة انتحار، حيث أقدم عدد من الشباب على الانتحار، خلال هذا الشهر الكريم، منهم لظروف قهرية، وبعضهم لأسباب قد تبدو غير منطقية كدافع للانتحار.
داخل قرى ريفية بسيطة، لم يجد هؤلاء الشباب أسهل من تناول «حبة الغلة» مقررين إنهاء حياتهم في ساعات قليلة، رغم معرفتهم بكمية الآلام التي ستسببها لهم قبل الوفاة.
أقراص متواجدة في بيوت أغلب المزارعين، ويمكن لأي شاب شرائها من أقرب محل لبيع الحبوب والأدوية الزراعية دون رقيب، يبتلعها الشاب وفي دقائق تغير ملامحه وتُبدل حاله ويتحول لجثة خلال ساعة على الأكثر.
انتحر في الإسماعيلية بسبب رفض أسرته زواجه
في الإسماعيلية قبل يومين، انتحر شاب في بداية العشرينيات من العمر بعد رفض أسرته زواجه من فتاة، بعد تناوله «حبة الغلة» ودخوله في إعياء شديد نقل على إثره إلى المستشفى.
بحسب الأطباء فان المادة السامة في «حبة الغلة» انتشرت في الجسد وتسببت في تلوث الدم، وهو ما تسبب في وفاته بعد ساعات من دخوله المستشفى.
انتشار «حبة الغلة» في الدقهلية.. وحالتي انتحار خلال شهر
وفي محافظة الدقهلية؛ انتحر عامل زراعي، أمس السبت، بعد تناوله «حبة الغلة»، بسبب رفض أسرته زواجه، لعدم قدرته على تحمل المسؤولية.
وتلقى اللواء رأفت عبد الباعث، مدير أمن الدقهلية، إخطارا بوصول «كمال الشاذلي كمال»، 19 سنة، عامل بناء، مقيم في قرية «ميت جراح» بمركز المنصورة، مصاب بحالة إعياء إثر تناول مادة سامة وتوفى عقب وصوله، وبحسب أقوال والدته إن نجلها مر بظروف نفسية سيئة، خلال الفترة الأخيرة، لرغبته في الزواج من فتاة، إلا أنها رفضت لصغر سنه، وهو ما جعله يقدم على الانتحار، بتناول حبة الغلة السامة.
وأقدم عامل زراعي على الانتحار، بتناول «حبة الغلة»، بعد حدوث خلافات زوجية مع زوجته، في قرية «أبو عرصة» التابعة لمركز بلقاس، وبحسب المصادر الأمنية، فإن المدعو «سعيد. ع. ال. م.»، 30 سنة، عامل زراعي، تناول مادة سامة بقصد الانتحار، لمروره بحالة نفسية سيئة، لوجود خلافات زوجية بينه وبين زوجته.
في موسم الحصاد تنتشر «حبة الغلة».. القرص بـ 5 جنيهات
يقول محمد سلامة أحد المزاراعين المقيمين في محافظة الإسماعيلية، إن حبة الغلة تنتشر في المناطق الريفية، وتتواجد داخل كل بيوت المزارعين.
وأضاف «في موسم الحصاد خاصة يشتريها معظم المزارعين لوضعها مع الغلال، للحفاظ عليها من التعفن أو وجود البكتريا الضارة، ويعرفها الأطفال قبل الشباب، لذلك يحذر رب الأسرة من الاقتراب منها أو يحاول إخفائها نهائيًا».
وقال إن سعر العلبة يتجاوز 20 أو 30 جنيها فقط، وتباع الحبة بنحو 5 جنيهات فقط في محال بيع الأدوية الزراعية، إلا أنه في مناطق شرق الدلتا، خلال السنوات الماضية انطلقت تحذيرات من بيعها بسهولة لانتشار حالات الانتحار بها.
طبيب: مادة شديدة السمية وتقتل في لحظات
وقال إبراهيم رجب طبيب طوارئ إن «حبة الغلة» تحتوي على غاز الفوسفين، وهو غاز يسبب الوفاة في لحظات، إضافة إلى عدم وجود مصل مضاد له أو علاج للحالات المصابة به.
وأضاف «نحاول فور وصول المريض أو متناول الحبة عمل غسيل معدة له بمضادات مجهزة للحبة وليس غسيل معدة كالعادي، لكن في أغلب الأوقات ينتشر الغاز في الجسم ويسبب الوفاة».
وقال إن الحبة بعد دخولها للمعدة تتفاعل معها العصارة وتصدر الحبة «الغاز السام» ومعظم الحالات تصل متأخرة بعد تدهورها لعدم قدرة تحديد «المادة السامة» التي تناولها، إلا بعد إجراء الفحوصات المعملية، وهو ما يؤخر إنقاذ المريض.
وحذر الطبيب من إعطاء متناول «حبة الغلة» المياه، مشيرًا إلى أن مياه الشرب، تزيد من تفاعل الحبة داخل المعدة، ويسرع من عملية الوفاة، بسبب وصول السم حينها إلى جميع أجهزة الجسم.