«فتّش عن الصين».. ما السر وراء جنون أسعار الحديد؟
ما السر وراء جنون أسعار الحديد
«فتش عن الصين»، يمكن أن تلخص تلك العبارة السر الحقيقي، وراء الجنون الذي أصاب أسعار الحديد المحلية، على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، الذي نتج عنه زيادة متتالية، لثلاث مرات في فترة زمنية قصيرة.
يمكن القول أن «عودة المارد الصيني»، بمثابة الكلمة المفتاحية لترجمة ما يحدث في سوق الحديد المصرية، فتقارير البورصات العالمية، تظهر نموا غير مسبوق في أسعار الخامات، وتفسر ما يحدث بأنه انتعاشة في الاقتصاد الصيني، أدت إلي طلب كبير من جانب المنتج الأكبر للصلب في العالم.
ويبلغ الإنتاج العالمي من الصلب، نحو 1.8 مليار طن سنويا، تنتج الصين وحدها مليار طن، ما يجعلها الأكثر استهلاكا للخامات العالمية.
وألغت الصين الأسبوع قبل الماضي، حوافز صادرات الصلب والتي تبلغ 13%، ما أدى الى قفزة سعرية في أسعار صادراتها، حيث تبعتها زيادة كبيرة في الأسعار العالمية، وهو ما تزامن مع أزمة تجارية بين الصين وأستراليا، أكبر مورد لخام الحديد للصين، نتج عنها قلة المعروض من الخام للأسواق الصينية، مع زيادة أسعاره بصورة ملحوظة.
الانتعاشة الصينية الكبرى، التي أسهم بالقدر الكبير في القفزة الجنونية للخامات، أظهرتها البيانات والمؤشرات الاقتصادية، حيث كانت الصين أول الدول التي تعافت من فيروس كورونا.
وعادت سريعا لتحقق نموا اقتصاديا غير مسبوق في الربع الأول من العام الجاري، وبنسبة 18.3%، مقابل 2.9% لإجمالي العام 2020، وفقا لمنظمة الصلب العالمية.
وبحسب أحد منتجي الصلب في مصر، فإن الطلب العالمي استمر في النمو على خلفية التعافي الاقتصادي الذي تشهده المناطق الاقتصادية الكبرى في العالم، وعدم وجود طاقات إنتاجية كافية لتلبية احتياجات الطلب المتنامي، وهو ما رفع أسعار الصلب بصورة غير مسبوقة، مضيفا: نحن في مصر نستورد كافة احتياجاتنا من الخامات وغير قادرين على مواكبة الزيادات الحالية بسبب قفزاتها المتواصلة.
ووفقا لمؤسسة «فاست ماركتس» العالمية المتخصصة في صناعة الصلب، فإن أسعار خام الحديد، سجلت 261 دولارا للطن مقابل 100 دولارا للطن في الفترة ذاتها من العام الماضي، كما تضاعفت أسعار الخردة إلى 500 دولار للطن، وهو ما أدى الى ارتفاع أسعار المنتجات النهائية.