حملات في البحيرة لملاحقة مكبرات صوت الباعة الجائلين.. إزعاج مستمر
جانب من الحملة بالبحيرة
تحولت ظاهرة مكبرات الصوت لدى الباعة الجائلين، إلى أزمة كبيرة تؤرق أهالي مدن ومراكز محافظة البحيرة، بعدما دأب غالبية الباعة الجائلين على شراء مكبرات صوت عملاقة، ينقلوا خلالها أصواتهم العالية، غير مكترثين لوقت صباح أو مساء، أو مراعاة لظروف المرضى داخل المنازل أو حتى المراكز الطبية التي يمرون من جوارها، حتى المدارس والهيئات الحكومية لم تسلم من أصوات الميكروفونات العملاقة، وهو ما دفع المواطنين بمختلف مدن المحافظة، إلى إطلاق آلاف الاستغاثات للمسؤولين، لعلهم يتدخلون لإنقاذهم من التلوث السمعي الذي يحيط بهم.
«بتاع الخزين يا بصل، الليمون أكل وعصير، حَمَار وحلاوة يا بطيخ، طماطم حمرا وجامدة»، عبارات محفوظة يستيقظ عليها سكان مدن محافظة البحيرة كل يوم، بعدما يوجه الباعة الجائلون ميكروفوناتهم إلى آذان المواطنين، مع بداية ظهور أول شعاع للشمس، كما لو أنهم أعلنوا الحرب على الأهالي، وتوعدوهم بقلة الراحة والقلق المستمر، ولم يراعي هؤلاء الباعة كبار السن الذين تزعجهم أصوات مكبرات الصوت، ولا الأطفال الصغار الذين يقومون مفزوعين من تلك الأصوات، وتدفع الأم عادة ضريبة خوفهم وفزعهم.
«محمد الدخميسي»، مُعلم ثانوي، قال لـ«الوطن»: «لا نهنأ على نوم أو راحة داخل بيوتنا، حتى مهام عملنا التي تفرضها علينا وظيفتنا لا نستطيع القيام بها، فأنا أسجل مقاطع فيديو تعليمية للطلاب والطالبات، حتى تغنيهم عن الدروس الخصوصية، خاصة في ظل جائحة فيروس كورونا، إلا أنني لا أتمكن من ذلك بسبب أصوات الميكروفونات التي تزعجنا باستمرار، وخرج الأمر من حدود المنطقي والمعقول، إلى حد التلوث السمعي».
وقال «شريف الخطيب»، تاجر: «يدفعني عملي إلى السهر لساعات متأخرة من الليل، وأوقات كثيرة أخلد إلى النوم بعد صلاة الفجر، واستيقظ بعدها بفترة قليلة على أصوات مكبرات الصوت، التي تنقل أحياناً ألفاظاً خارجة، يبثها الباعة عن طريق الميكروفونات، فأتذكر سيدة كانت تنادي على أحدهم، وسألت عن صنف خضار معه، ولم يعجبها السعر ورفضت الشراء، فما كان من البائع إلا توجيه السباب والشتائم عبر الميكروفون الذي كان بحوزته، ولم يستطع أحد من الأهالي التدخل خوفاً من التعرض للإهانة».
ومن جانبها، نفذت الوحدات المحلية لمدن دمنهور وكفر الدوار وإيتاي البارود حملات مكثفة لملاحقة مكبرات صوت الباعة الجائلين، إلا أن كثرة عددهم وانتشارهم بالشوارع، عرقل مخطط القضاء على هذه الظاهرة، في الوقت الذي طالب فيه الأهالي بتكثيف تلك الحملات للقضاء على التلوث السمعي الذي لحق بكل شارع بالمحافظة، مؤكدين أنهم ليسوا ضد السعي لكسب قوت يومهم بالحلال، ولكنهم ضد ظاهرة الإزعاج التي تؤرق حياة المواطنين.