فتاة الـ«نصف راجل» بعد الإفراج عنها: «ارحمونى أنا مريضة»
«بتحاكمونى على إيه؟، أنا معملتش جريمة غير أننى حاولت أتعالج من عيب خلقى، لكن ما لحقتش، ووجدت نفسى محبوسة فى قسم الوايلى، طيب حاكموا كمان اللى عنده 6 أصابع، واللى وشها مش عاجبكم».. بهذه الكلمات الممزوجة بالحزن والحسرة تحدثت فتاة الـ«نصف راجل» لـ«الوطن» عقب إخلاء سبيلها من قبل النيابة العامة، وتابعت: «ارحمونى، وارحموا الحالات اللى زيى، علشان أنا شفت المرار والذل طوال 4 أيام قضيتها فى مستشفى الزهراء الجامعى، وفى قسم شرطة الوايلى، وعلشان كده أنا بقول لكل المرضى اللى فى مثل حالتى، خليكم كده أحسن، ومتطلعوش تواجهوا المجتمع، علشان السخرية والاستهزاء والمعاملة السيئة من الجميع، حتى من الأطباء المتخصصين.[FirstQuote]
وروت الفتاة قصتها منذ أن قررت الذهاب إلى مستشفى الزهراء الجامعى لإجراء جراحة تكبير ثدى، وكانت تعتزم استكمال باقى الجراحات للتخلص من العيب الخلقى فى الأعضاء التناسلية، وعقب دخولها المستشفى طلبت من الأطباء إجراء جراحة تكبير ثدى، واستوفت الإجراءات، وتم اصطحابها إلى غرفة العمليات، وبدأ الأطباء فى إجراء الجراحة، وفتحوا أجزاء من الثدى، وبعد مرور دقائق من وجودها فى غرفة العمليات، قرروا عدم استكمال الجراحة بسبب وجود عضو ذكرى ضمن الأعضاء التناسلية، وقام الأطباء بعمل خياطة غير دقيقة بسرعة، قبل استدعاء مسئول الشئون القانونية فى المستشفى، الذى حرر لها مذكرة، واصطحبها إلى قسم شرطة الوايلى، وأحيلت إلى النيابة التى قررت حبسها على ذمة التحقيقات.
وأضافت الفتاة أنها ظلت لمدة يومين فى قسم شرطة الوايلى دون طعام، حتى طلب أحد الضباط، يدعى إسلام، من السجناء إعطاءها طعاماً من الزيارات الخاصة بهم، وكانت تعامل بشكل محترم من أغلب الضباط، الذين عرفوا حالتها، حتى إن أحدهم كان يقول لها: «أنا مش لاقى لك جريمة، كله سليم»، لكن كان هناك بعض الضباط الذين عاملوها بشكل سيئ وسخرية واستهزاء.[SecondQuote]
وتابعت أنها كانت تجلس فى غرفة منفصلة ما بين حجز الرجال والسيدات، وكان أحد المجندين يفتح لها دورات المياه الخاصة بالضباط لاستخدامها كلما طلبت منه ذلك. وأشارت إلى أن وكيل أول نيابة الوايلى، الذى باشر التحقيقات معها، رفض السماح لها بالجلوس على المقعد أثناء التحقيقات، وتركها واقفة على قدميها لمدة 3 ساعات، رغم معاناتها من ألم شديد بسبب استهتار مسئولى مستشفى الزهراء الجامعى، الذين أحالوها إلى قسم الشرطة قبل علاجها، وكانوا ينظرون إليها على أنها مجرمة وليست مريضة.
وأضافت الفتاة، والدموع تنهمر من عينيها، أن المسئولين فى مستشفى الزهراء لم يتعاملوا معها بإنسانية، وسارعوا بإخراجها من المستشفى بعد أن تم البدء فى الجراحة، وعقب خياطة الجرح بشكل غير دقيق، ما أدى لفتحه مرة أخرى عقب وصولها إلى قسم الشرطة، وقالت إنها كانت تعانى من ألم شديد، وعندما طلبت من مأمور القسم عرضها على أحد الأطباء، كان يستدعى لها مسعفة من وزارة الصحة يومياً لعمل تغيير على الجرح.
وأنهت الفتاة حديثها قائلة إنها توجهت إلى طبيب خاص عقب خروجها من القسم لعمل خياطة لمكان الجرح، لكنه رفض، وطلب منها الذهاب إلى الطبيب الذى فتح الجرح، لأنه ارتكب جريمة طبية بسبب السماح لها بالخروج قبل علاجها، وتابعت أن سوء المعاملة تكرر من مسئولى مستشفى الزهراء فى المرة الثانية، بعد أن طلبوا منها الانتظار لمدة ساعة، وبعدها حضر أحد الأطباء للتغيير على الجرح وكتابة العلاج، الذى طالبها بشرائه من خارج المستشفى.
الفتاة ارتدت نقاباً خوفاً من «الإحراج»
صورة من انفراد «الوطن»
صورة من مقال الدكتور خالد منتصر