مسارح العشق الإلهى.. ومراكز ضيافة الصوفية
متاحف مفتوحة تنقل زوارها بين العصور الإسلامية
التكايا
شوارع القاهرة الفاطمية رغم ما يحاصرها من إهمال فإنها تفوح منها رائحة التاريخ وتضم بين جنباتها الكثير من التكايا والخانقاوات التى تزين هذه المنطقة الساحرة من قلب القاهرة وكأنها متحف مفتوح ينقل زواره من خلال آلة الزمن بين العصور الإسلامية.
«التكايا» تحف معمارية تسر الناظرين، تتلألأ جمالاً وتخطف بزخارفها الدقيقة والساحرة عيون الزوار والمترددين على هذه الأماكن، بعضها مغلق ومهمل وبعضها ينتظر على قوائم التطوير والبعض الآخر مفتوح يرحب بالزائرين.
أهل مصر لهم مقولة شهيرة وهى: «انت فاكرها تكية» وهى تعنى الإشارة إلى المكان الذى تمتلئ فيه بطون الحاضرين بالطعام والشراب ويحصلون على كل ما يريدون دون مقابل، لكن حقيقة لم تتوقف عند هذا المعنى فقط لأنها كانت لتجمُّع أهل الصوفية وإقامة الحضرات وحلقات الذكر ومنها خرجت رقصة المولوية الشهيرة لأتباع جلال الدين الرومى.
«الوطن» فتحت ملف «التكايا والخانقاوات»، فى مصر الإسلامية، واكشفت أننا نمتلك كنزاً يحتاج إلى التوثيق، وإعادة تسليط الضوء عليه من جديد لتطويره وإعادته إلى الساحة من جديد نظراً لما له من مكانة فى نفوس المصريين، فالتكايا وراءها قصص وحكايات مثيرة، لأنها كانت بمثابة مراكز إيواء لأهل الصوفية الذين يرتقون بأرواحهم بعيداً عن ملذات الحياة بحثاً عن الحب الإلهى فى رقصة صوفية روحانية شهيرة جداً هى «المولوية».
وفى جولة تاريخية عايشنا حكايات التكايا الباقية فمنها من احتفظ بطابعه الصوفى، وهناك التى تحولت إلى متحف ثقافى وأخرى تنتظر إعادة الافتتاح فى ثوب جديد.