قرر الابتعاد عن الأضواء منذ أربع سنوات، رغم أن القضاء رد إليه اعتباره وأنصفه من الشكاوى الكيدية التى قُدّمت ضده، إنه د. إسماعيل سراج الدين، الشخصية المصرية الدولية المحترمة، الذى تولى مناصب كثيرة محلية وعالمية، وهو من مواليد الجيزة عام 1944 وينتمى إلى عائلة مصرية عريقة، حيث إن جده لوالدته د. على باشا إبراهيم أول جراح مصرى وأول عميد لطب قصر العينى ووزير الصحة ورئيس جامعة القاهرة السابق، كما أن والد زوجته العلامة الكبير الراحل د. إبراهيم مدكور، رئيس مجمع اللغة العربية.
«سراج الدين» ترك منصبه المهم كنائب لرئيس البنك الدولى من أجل مكتبة الإسكندرية، حيث تولى إدارتها لمدة 15 عاماً منذ افتتاحها فى 2002 وحتى 2017.
بدأ مع المكتبة وهى مجرد مشروع على الورق وتركها مجمعاً علمياً حضارياً ثقافياً عالمياً، وبها 2400 موظف و15 مركزاً بحثياً و19 متحفاً والقبة السماوية.
«سراج الدين» تخرج بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى فى كلية الهندسة، جامعة القاهرة - قسم الهندسة المعمارية عام 1964. حصل على درجة الماجستير بامتياز فى التخطيط الإقليمى من جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1968. نال درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد عام 1972. له أكثر من 45 كتاباً فى مختلف مجالات الثقافة والتنمية، وكان رئيس البحث الزراعى العالمى لمدة 7 سنوات.
وحصل على 40 دكتوراه فخرية من أهم وأعظم جامعات العالم، وفى جميع مجالات العلوم الزراعية والاجتماعية والإنسانية والاقتصادية والعلاقات الدولية والتنمية والموارد الطبيعية.
وهو عضو فى الأكاديمية العالمية للفنون والعلوم والأكاديمية الوطنية للعلوم الزراعية بالهند، والأكاديمية الأوروبية للعلوم والفنون بالنمسا، والأكاديمية البنجلادشية للعلوم، وكان عضواً مُعيناً بقرار جمهورى فى مجلس الشورى المصرى.
«سراج الدين» حصل على الكثير من الجوائز، منها الفائز الأول بجائزة مؤسسة جرامين (الولايات المتحدة الأمريكية) لالتزامه مدى الحياة بمكافحة الفقر، ووسام الشرف من حكومة شيلى، وجائزة باجاج لتعزيز القيم الغاندية خارج الهند، ووسام الشمس المشرقة، والنجمة الذهبية والفضية التى منحها إمبراطور الأكاديمية الوطنية للعلوم، ووسام الفنون والآداب الذى منحته حكومة فرنسا، والميداليات الرئاسية من جمهوريات أذربيجان والجبل الأسود وألبانيا ومقدونيا.
نشر أكثر من 100 كتاب ودراسة وأكثر من 500 ورقة حول مجموعة متنوعة من الموضوعات، وما زال يقوم بمهام دولية والمساهمة فى وضع حلول للأزمات، مثل كورونا ومشكلات المياه والفقر، كما تم اختيار د. إسماعيل سراج الدين، والسيدة مارى روبنسون رئيسة أيرلندا السابقة كأول رعاة للمجلس الدولى للعلوم منذ تاريخ إنشائه تتويجاً لدوره فى خدمة العلم، والمجلس يتكون من 22 عالماً مهمتهم الحفاظ على مستويات الجودة فى ميادين البحث العلمى، وتحديد المعايير ووضع القواعد الأخلاقية، والقانونية فى أبحاث الجينات، على البشر.
كما اختاره الإمام الأكبر مستشاراً له لمكتبة الأزهر، وكان أقرب المرشحين لرئاسة اليونيسكو عام 1999 بدعم 50 من حائزى نوبل، حتى فى أزمته مع مكتبة الإسكندرية أعلن 20 رئيس دولة فى العالم و90 من حائزى نوبل دعمه ومساندته. إنه شخصية فريدة تتمتع بعلاقات واسعة مع أبرز العلماء والزعماء فى العالم، كما وصفه الأديب العالمى نجيب محفوظ بأنه مثقف يتّصف بالنزاهة الثقافية.
د. إسماعيل سراج الدين رجل من مصر وصل إلى قمة العالمية، والأهم أنه يتمتع بأدب جم وتواضع رفيع وخُلق كبير وقدوة طيبة تحتذى للشباب الباحث عن التفوق والنجاح والعمل الجاد حتى تحيا مصر قوية.