في أول جمعة لعام 2015.. الإرهاب يحاول إفساد احتفالات المصريين
بعد أن كان للعطلة والراحة عنوانًا بـ"يوم الجمعة"، الذي طالما انتظره المصريون لنيل قسط من الاسترخاء بعد ضغوطات أيام العمل المتلاحقة في أيام الأسبوع الست، تغير ذلك المعتقد في بداية عام 2011 مع قيام الثورة المصرية 25 يناير، الذي تحول بعدها إلى يوم المظاهرات الأكبر، حيت استمرت القوى الثورية في التجمع به لثبات مواقفها السياسية، لعدة أشهر والتي بدروها امتدت لأعوام أخرى، إلا أنه يبدو أن يوم "الجمعة" في العام الميلادي الجديد 2015 سيتغير بدوره إلى "يوم التفجيرات".
فمع بدء أول أيام العام الميلادي الجديد، شهد أولى أيام الجمعة في شهر يناير 2015، وجود 6 قنابل بدائية الصنع، في محاولة لإثارة الذعر والقلق بين المواطنين، وحالة من الاستنفار الأمني بعدة محافظات في مصر في محاولات إرهابية لإفساد فرحة المواطنين باستقبال العام الجديد وإحباط طموحاتهم.
ففي الساعات الأولى من صباح اليوم، تمكن خبرا المفرقعات بمحافظة أسيوط من إبطال مفعول قنبلة بدائية الصنع تزن ربع كيلو جرام بعد تفكيكها، عُثر عليها بجانب شريط السكك الحديدية بمنطقة المنفذ بوسط المدينة، فضلًا عن إبطال قوات الأمن لقنبلة أخرى بدائية الصنع، أمام سينما "رادوبيس" بمنطقة المساحة بالهرم.
فيما شهدت فترة الظهيرة وجود محاولات تفجيرية أخرى في محافظات مختلفة، حيث عثر ركاب القطار 569 القادم من محافظة الإسكندرية لدمياط، على قنبلة بأحد المقاعد، تم توصيلها بسلك حراري و"تايمر" غسالة، وبجانبها 4 أكياس بنزين، لتفجيرها في موعد محدد، بينما انفجرت قنبلة بدائية الصنع زرعت ببالوعة للصرف الصحي بمنطقة الرأس السوداء بشرق الإسكندرية على مقربة من المركز التجاري "كارفور"، أسفرت عن إصابة رجل مسن، وحدوث تلف في الرصيف وسور جدار القاعة الهرمية.
وكان لمحافظة سوهاج نصيبًا خاصًا من انفجارات اليوم، حيث شهد قسم شرطة ثان سوهاج، انفجار لقنبلة زرعت في ماسورة حديدية محشوة بالبارود في الجزيرة الوسطي لشارع أسيوط سوهاج الزراعي، أدت إلى نشر الذعر والخوف بين الأهالي، إلا أنه لم يقع عنها أي أضرار أو خسائر في المنشآت، إضافة إلى انفجار ثانية تم زرعها بإحدى الجزر النباتية نتج عنها تهشم عدد من النوافذ الزجاجية بمبنى إسكان طالبات كلية الدراسات الإسلامية التابعة للأزهر، وأسفرت عن إصابة طالبة جامعية، وإغماء 3 آخرين.
"التفجيرات تهدف لإفساد فرحة المصريين بالعام الجديد".. بهذه الكلمات أوضح اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، الهدف من هذا العدد من القنابل المنتشرة في عدة مناطق بمصر اليوم، مؤكدًا أن جماعة الإخوان المسلمين هم من قاموا بهذه العمليات ما يزيد كراهية الشعب تجاههم ولفظهم خارج النسيج المجتمعي، واصفهم بـ"عواجيز حاقدة".
وتابع نور الدين، في تصريح لـ"الوطن"، أنه على قوات الأمن والشرطة وضع خطط تأمينية قوية خاصة في محيط أقسام الشرطة، وتمشيط المناطق المحيطة، ما يوقع عليها عبء كبير في الفترة المقبلة.
فيما أكد اللواء مجدي البسيوني، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن هذه المحاولات لإثارة الفوضى والقلق بين المواطنين هي محاولات فاشلة وضعيفة، مشيرًا إلى أنها من صنع تنظيم الإخوان الإرهابي.
وأضاف أن الدولة مازالت تواجه حربًا مع الإرهاب لم يسدل عليها الستار حتى الآن، مشيرًا إلى عدم حدوث وقائع مماثلة في اليوم الماضي أثناء الاحتفالات ما يؤكد ضعف هذه المحاولات الخسيسة، على حد وصفه.