وتستمر المطاردة دون توقف ولا استراحات حتى لو لدقائق، فالوصول للهدف وتحقيق الأحلام والأمانى من أصعب ما يكون، وهناك شخصيات تقضى حياتها كاملة فى هذه المطاردة الممتعة التى تلون الأيام وتعطيها طعماً مشبعاً لذيذاً يتمنى الكثيرون لو يصلون إليه دون جدوى، ومن المعتاد ألا يشعر أصحاب تلك الرغبات باليأس أبداً بل يعتبرون تلك المطاردة والكر والفر والصبر والتمنى جزءاً أساسياً من حياتهم ويومهم وسنوات العمر.
وفى نهاية كل عام يقوم كل منهم بإعداد كشف حساب مفصل دقيق شامل جامع لما جرى وما تحقق والمنتظر الذى يتم الاحتفاظ به دون ملل أو قلق، بل بالدعاء أن يحققه القدر لتسعد القلوب وتنتعش وتحتفل وتدعو العالم والأحبة لمشاركتها تلك اللحظات المضيئة.
وإذا كنت ممن يسجلون أحلامهم وأمانيهم ويحتفظون بدفاترهم الورقية فى أماكن خاصة جداً خوفاً عليها من عيون المتلصصين وسارقى الأفكار والأيام والسعادة فلا بد أن لديك مكتبة غنية ثمينة حتى ولو كانت خاصة جداً، ويكفى أن تضم تلك الأوراق ٣٦٥ ورقة ملونة معطرة على كل منها سجل كلمات أو أرقام أو حروف صغيرة لا يعرف معناها سواك.
أما أصحاب الأقلام والأوراق العلنية التى يشاركهم المحيطون والمعجبون والمنتظرون بشوق كلماتهم وأمانيهم وأحلامهم فلديهم أرشيف مسجل لما يدور فى قلوبهم وعقولهم وما يرونه بعيون فاحصة متأملة ذات قدرات مختلفة تماماً عن الآخرين.
وفى كشف حساب خاص أعددته لما مضى من هذا العام من أفراح وأحزان وضحكات ودموع وجدت أننى أملك الكثير فقد أعلنت للجميع أننى (أغار من قلبى) ولا عجب فى ذلك فهو من أغنى من عرفت، وبكيت عندما أحسست بـ(غمامة الأيام) وحاولت أن أعبر الأحزان فأقمت (مراسى الذكريات) لتبقى وأعيش وسطها وأحاول (زرع الجمال) لأننى أقمت (معسكر إيواء الحب) وأقسمت ألا أنسى الحبيب فهمست له (ولما أشيلك فى عينى وأتكحل عليك) لأننى اكتشفت فى هذا العام أن (للحب حسابات أخرى) وأنه لا بد أن نشارك فى (صناديق استثمار الحب) وأن ندعو بقلوب صادقة (أرجوكم لا تسرقوا الذكريات) لأنه (بعد السنين) سنبحث دون ملل ولا ضجر ونسأل الأقدار (الشمس البرتقانى عليها ليّا إيه؟) حتى ونحن نسمع الحبيب ونسعد ونقول له (غنِّى لى لوحدى) ونعلن للجميع (يسمعنى حين يحادثنى) ونخشى على (سلاسل القلب) من الألم والفراق أن يضعفها ويمزقها وأن تتحول قلوبنا إلى (سيرة الحب) لأن (للحب حسابات أخرى) وفى تلك الحسابات قد يحدث يوماً و(تنتحر الأشواق) فتتحول القلوب لـ(بقايا وشظايا) ويصبح (للقصة بقية) وتتحول قصة اللقاء والفراق إلى ذكرى فأناديه (وأنت أيقونة قلبى) ولا مانع من أن أنضم إلى (أهل الدلال) وأتحدث معكم بـ(لغة الملائكة) وأبحث عن (مضاد حيوى للقلوب) للحفاظ على ما تبقى بعد تلك الحكايات والأيام داخل (الصندوق الأسود للقلوب) ولا مانع من (التسلل إلى صفحات التاريخ) و(السير فوق بقايا الأحلام) وأن أبتعد عن (قلوب عدم الانحياز) حتى لا أعيش على (فتات القلوب) وأن أحذر أحبائى وسكان قلبى من القسوة حتى لا أصيح فيهم يوماً (إياكم ونفاذ الرصيد) فهم أغلى ما لدى وقد خاطبتهم يوماً فهمست (وانت زادى وزوادى) واكتشفت أن (للسعادة ملامح وبريق) وأن هناك (عيون تسكنها قلوب) وأنه لا بد أن نبتعد عن (الرقص فوق مائدة الرهان) لأن الحقيقة الوحيدة الثابتة التى لا تقبل أى جدل أو نقاش (وأنت هرمونات سعادتى) وأنه مهما مرت الأيام والسنوات فستظل (فلتر للمشاعر) فى تلك الحياة وسأظل أردد (أنا الحاكية).