السفير الإثيوبي: كنا كنيسة واحدة مع مصر.. وعلاقاتنا عادت لطبيعتها
قال السفير الإثيوبي في مصر، محمود درير، إنه درس اللغة العربية في عقر دار والده بإثيوبيا، وكان أستاذه ومعلمه في العربية الشيخ عمر الفاتح، وكان متصوفًا متفتح العقل، موضحًا أن المياه عادت لمجراها الصحيح فيما يتعلق بالعلاقة بين مصر وإثيوبيا.
وأكد درير، خلال حواره ببرنامج "إنت حر"، الذي يقدمه الكاتب والسيناريست الدكتور مدحت العدل، عبر فضائية "سي بي سي تو"، أنه دائمًا ما يقول إن الدولتين يمثلان تاريخين وحضارتين، فمصر بها تاريخ فرعوني وإسلامي وقبطي، وإثيوبيا أيضًا، وكأن القدر شاء أن تتشابه البلدين، لأن بها زخم ثقافي وإرث ثقافي عريق.
وأشار إلى أن العصر الفرعوني شهد تواصلًا بين الشعبين، وبعدها جاءت مرحلة الحضارة القبطية وربطت الدولتين أكثر، حيث كانت الكنيستين كنيسة واحدة.
وتابع السفير الأثيوبي: "أما في مرحلة استقلال إفريقيا فكان هناك حركة ثورية انهت فاصلًا مظلما من التاريخ الإفريقي، وهو الاستعمار الغربي لإفريقيا، وسنجد شخصيات في كل من مصر وإثيوبيا وتنزانيا وغانا، وكان هناك أجيال من الأفارقة ومن يحبون السلام والحرية والشعوب، والتاريخ أحيانًا يمر بوقعات، ومررنا أيضا بمنحنيات لا تليق بإثيوبيا أو مصر، ولكن عدنا الآن لطبيعتنا".
وعلى صعيد آخر، قال إن "الشعب لدينا لا يرمون شيئًا من القهوة، فجدورها تعالج أمراضًا كثيرة، والجذع قشرته تستخدم كصبغة للتجميل، وتحمص الأوراق وتشرب بالحليب".
وكشف عن أنه يترجم روايات للكاتب نجيب محفوظ، مثل "حب تحت المطر"، لأنه ترجمت للغات عدة ولكن لم تترجم بعد باللغة السواحلية والإفريقية، مشيرًا إلى أنه يحاول جاهدًا إيصال نجيب محفوظ للشعب الإثيوبي، وأنه يترجم أعماله لأنه يمثل ظاهرة، وشخصية متواضعة أخذ الجانب الاجتماعي للثقافة المصرية، خوصًا "الحارة" والناس الطيبين، ولم يختذل مصر بأدب القصور.
ولفت درير إلى أن الحكومة الأثيوبية تسمى نفسها حكومة التنمية، وتهتم بالثقافة ومواجهة الفقر، كما أنها منحازة وتتبنى أفكارًا عديدة لتنمية المرأة والوقوف بجانب الفقراء، مضيفًا أنه يخجل عندما يرى دولاً أوروبية وشرقية تهتم بالثقافة الإفريقية أكثر من الأفارقة.