بالتواريخ| من "عبدالمنعم" لـ"فليفل".. المصريون ينتحرون حرقا في الشوارع
لم تعد حالات الانتحار بين الشباب في الأونةِ الأخيرة أمراً يثير الدهشة لدى الكثيرين، فأصبحنا نطالع في الأخبار يوما بعد يوم خبر انتحار فلان من شباب الثورة، مرةً بالشنق وأخرى بالحرق.
وفتح حادث إشعال رئيس اتحاد شباب الثورة بالغربية، أحمد فليفل، النار في نفسه بشارع البحر أمام مستشفى طنطا الجامعي اليوم، ملفاً كبيراً عن حالات الانتحار بـ"الحرق"، وكأن يوم الأربعاء أصبح يوماً للانتحار، نظراً لارتباط هذا اليوم بالعديد من الحالات التي أنهت حياتها فيها إما شنقاً أو حرقاً.
جديرٌ بالذكر، أن الإحصائيات الأخيرة التي قام بها المركز القومي للبحوث الاجتماعية أثبتت أن هناك 18 ألف منتحر منذ ثورة 25 يناير، فيما أشارت إحصائية صادرة من الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أن نسبة الانتحار عام 2011 وصلت إلى 18 ألف حالة، منها 3 آلاف حالة تحت سن 40 سنة، وتشير الإحصائية أن 5 أشخاصٍ بين كل 1000 شخص يحاولون الانتحار سنويا، حسب الوضع الاجتماعي والثقافي، فالعاطلون يميلون إلى شنق أنفسهم، بينما رجال الأعمال يطلقون النار على أنفسهم، في حين يلجأ تلاميذ المدارس إلى قطع شرايين اليد أو الشنق، وآخرون يُنهون حياتهم بالحرق وهو أفظعهم.
وأضافت الدراسة، أن تزايد حالات الانتحار في مصر يرجع إلى انتشار الفقر والبطالة في المجتمع المصري، الذي يعيش أكثر من 45% من سكانه تحت خط الفقر.
وترصد "الوطن" أبرز حالات الانتحار حرقا في مصر منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير2011 حتى الآن..
- يناير 2011: محاولة مواطن يدعى محمد فاروق محمد، في العقد الخامس من عمره، من منطقة السيدة زينب، سكب البنزين على نفسه محاولا إشعال النار في جسده، إلا أنهم سارعوا إليه لمنعه من محاولة الانتحار.
- في نفس العام قام مواطن يُدعى عبده عبدالمنعم حمادة، بإشعال النار في نفسه أمام مجلس الشعب، احتجاجًا على خفض نصيبه من الخبز المدعم.
- وفي نفس العام أيضا انتحر الشاب العاطل عن العمل أحمد هاشم السيد، 25 سنة، بإشعال النيران فى نفسه بمنطقة خورشيد بالإسكندرية، بسطح إحدى البنايات السكنية، وكان ذلك في 18-1-2011، وسجل هذا الشاب أول حالة انتحار حرقا في مصر بعد حادث إشعال محمد البوعزيزي في تونس النار في نفسه.
- وفي نفس الأسبوع في القاهرة، قام محمد فاروق محمد حسن، ويعمل محاميا، بإحراق نفسه أمام مجلس الشعب المصري، وكان ذلك احتجاجا على عدم تفاعل الشرطة مع بلاغاته؛ لأن ابنته متغيبة عن منزله منذ 3 أشهر، وحرر بذلك محضرا في قسم السيدة زينب.
- وفي نفس العام حاول موظف على المعاش إشعال النيران في نفسه أمام مجلس الشعب أيضا، حيث تم ضبطه وبحوزته زجاجتان تحتويان على بنزين، وتم اقتياده إلى قسم شرطة السيدة زينب بالقاهرة.
- في 2012 اقتحم شاب حاصل على "ليسانس شريعة وقانون" مكتب رئيس مجلس إدارة شركة توزيع كهرباء البحيرة بدمنهور، وهو يحمل جركن بنزين وقام بسكبه على نفسه محاولاً إضرام النيران في جسده، مطالبا بتعيينه في الشركة.
- في 2013 انتحر أستاذ جامعي حرقا بالمنيا، حيث أقدم أستاذ جامعي يعمل مدرسا بكلية التربية الرياضية بجامعة المنيا على الانتحار بإشعال النيران في نفسه، لمروره بحالة نفسية نتيجة انفصاله عن زوجته، ورفضها رؤيته لطفله، وفصله من عمله أكثر من مرة لوجود خلافات بينه وبين زملائه بالكلية.
- في 2014 أقدم مسن على إنهاء حياته بإشعال النيران في نفسه أمام مقر مجلس الوزراء، ويُدعى هذا الرجل سعد محمد بكر، وذلك لاحتجاجه على فصله من عمله تعسفيا، وكان قراره بعد أن قدم الكثير من الشكاوى ولم يتم الاستجابة له فأشعل النيران في نفسه.
- وفي نفس العام بمحافظة دمياط، يوم الجمعة 12 ديسمبر 2014، انتحر عامل من قرية البصارطة مركز دمياط بإشعال النيران في نفسه بسبب وجود خلافات أسرية بينه وبين زوجته، ورفض زوجته وأسرتها عودتها إليه مرة أخرى، ما تسبب في دخوله في حالة عصبية حادة، وأقدم على إشعال النار في نفسه.
- في 2015 أشعل رئيس اتحاد شباب الثورة بالغربية أحمد فليفل النار في نفسه، وكان ذلك ختاما لسجل المنتحرين أو من حاولوا الانتحار حرقاً.