الهدنة تعيد «عمر» إلى ألعابه وسط الأنقاض: هي اللي باقية
الطفل عمر
طفل لم يتعدَّ الـ12 عاماً، يصارع ركام منزله المتهدم، يتجول بينها باحثاً عن ألعابه وطفولته وذكرياته، وقف الطفل عمر عبدالله لحظة ينظر إلى الأطلال، ليحدد وجهته من أين يبدأ ليصل إلى ذكرياته مع أخويه «محمود» و«علا»، اللذين استُشهدا فى الأول من نوفمبر الجارى، بعد قصف منزلهم بمنطقة خزاعة شرق خان يونس.
مشهد مبكٍ للطفل وهو يبحث وسط ركام وحجارة منزله المتهدم عن ألعابه وطفولته التي اغتالتها يد قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث صمم «عمر» على العودة مع بدء سريان الهدنة التى توصلت إليها مصر بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى: «كان نفسى يوم ما أرجع نكون كلنا مع بعض؛ محمود وعلا وحشونى.. هنا كنا نلعب.. وهنا قضينا سنوات عمرنا القليلة.. ضحكنا وبكينا معاً.. نمنا فى غرفة واحدة.. تقاسمنا اللعب بالدباديب التى اشتراها لنا والدى فى عيد ميلاد كل واحد فينا.. فى هاد البيت فقدت اخواتى وأحلامى».. هكذا رثى «عمر» أخويه باكياً أثناء البحث عن ألعابه.
طفل يبحث عن ألعابه بين وسط الركام
قطع ملابس مُعلقة فوق الأسياخ الحديدية والحجارة الكبيرة؛ هى كل ما تبقى من منزل الطفل، ومن بين تلك القطع «خمار» صغير كانت ترتديه شقيقته «علا» البالغة من العمر 6 أعوام أثناء الصلاة، ويحكى متأثراً بالذكرى: «هاد خمار الصلاة الأبيض اللى كانت علا راح تلبسه وهي بتصلي، هاد اشترته والدتي لعلا فرحة بتعلّمها الصلاة؛ لكن هلا راحت وبقي الخمار.. راح احتفظ فيه طول عمري لو إلى عمر».
لم يتوقف «عمر» عن البحث وسط الركام عن ذكرياته وصوره مع شقيقيه بعدما استشهدا. ورغم محاولات والده منعه فإنه صمم على البحث ودموعه لم تتوقف: «راح أبحث عن كل ذكرى تجمعنى باخواتى، هبحث عما لم تستطع قوات الاحتلال سرقته.. سرقوا اخواتى لكن مش هيسرقوا أحلامي اللي جاية ولا راح يمحوا طفولتي وأيامي الحلوة».
يتمنى الصغير إعادة إعمار منزله ليكون شاهداً من جديد على بناء أحلامه مرة أخرى: «راح نرجع ونعمّر بيوتنا، راح نسترجع طفولتنا مرة تانية».