وزير الثقافة الأسبق: أطالب بلجنة مختصة لتسجيل تاريخ معرض القاهرة الدولي في كتاب توثيقي
النبوي: لا خطوط حمراء أمام أي نشاط ثقافي يقام من خلال المؤسسات الرسمية
الدكتور عبدالواحد النبوى
قال الدكتور عبدالواحد النبوي، وزير الثقافة الأسبق، إنه لا توجد خطوط حمراء أمام أى نشاط ثقافى يُقام من خلال المؤسسات الرسمية والأهلية والأفراد داخل معرض الكتاب.
وطالب «النبوى» فى حوار لـ«الوطن» وزارة الثقافة بتشكيل لجنة مختصة لتسجيل تاريخ المعرض عبر ما يزيد على نصف القرن فى كتاب توثيقى، مؤكداً أن إقبال الجاليات الإسلامية على زيارة المعرض طبيعى، لأننا نحتضن وافدين بالآلاف من 112 دولة فى الأزهر، لتربيتهم على الفكر الوسطى وعدم تركهم فريسة للأفكار المتطرفة.
لدينا زخم معرفى لا يتوافر فى المعارض المحيطة.. ولا توجد تحفّظات على الإنتاج الفكرى
كيف ترى معرض الكتاب بين المعارض الدولية؟
- معرض الكتاب فى مصر معرض رائد على جميع المستويات؛ والزخم المعرفى الموجود فى معرض القاهرة لا يتوافر فى المعارض المحيطة بنا بفضل الكثير من الأسباب، من بينها دور النشر المهمة الموجودة التى استطاعت أن تحفظ مكانتها، والسبب الثانى أننا فى مصر ليست لدينا تحفّظات على الإنتاج الفكرى للدول، والمحاذير التى تضعها مصر على النشر نادرة جداً.
ما أهمية تنظيم حدث ثقافى ضخم بالنسبة لمصر؟
- من المهم لأى دولة فى العالم أن تمتلك أدوات تنشر بها الثقافة والمعرفة، لأنها المسئولة عن تغيير أحوال المجتمع، ومعارض الكتاب أصبحت جزءا من هذه الأدوات، لأنه يكون فيها تلاقح للأفكار المختلفة التى أنتجتها العقول من أطراف الدنيا، سواء من خلال الكتب أو الفعاليات المصاحبة للمعرض، وتأتى دور النشر التى تحمل خلاصة ما أنتجته قريحة العقول من شتى بقاع العالم، إذن فمعرض الكتاب وسيلة لإطلاع الجمهور الخاص بنا على نتاج أماكن أخرى لها تجارب مغايرة، يمكن الاطلاع عليها وتوسيع نطاق المعارف.
55 عاماً.. ماذا جرى خلالها لمعرض الكتاب؟
- كانت هناك محاولات لإقامة معرض للكتاب داخل مصر عام 1946، لكنها كانت على نطاقات ضيقة، ولم يكن لها هيكل فنى وإدارى يقوم عليها، ولم تكن محدّدة بضوابط كافية لترسيخها، لكن تم ذلك بشكل جيد عند احتفالات القاهرة بمرور 1000 عام على تأسيسها فى 1969، ووقتها كان الدكتور ثروت عكاشة وزيراً للثقافة.
وأسند إلى الدكتورة سهير القلماوى إدارة المعرض، والدكتور ثروت عكاشة كان شغوفاً بالفنون والآداب، وله تجارب متعدّدة فى السفر إلى الخارج للاطلاع على ما يحدث فى أوروبا، وشاهد معرض فرانكفورت، الذى انطلق 1949.
ومعرض القاهرة للكتاب سابق فى إطلاقه على تأسيس معرض لندن الذى تأسّس 1971، ومعرض نيودلهى الذى تأسس 1972 مع الأخذ فى الاعتبار أن معرض القاهرة للكتاب له أثر كبير فى المعارض التى تُقام فى المنطقة العربية، والتى بدأت تحذو حذو معرض القاهرة، لأنه كان سباقاً وقدوة لكثير من المعارض التى جاءت بعده، وهذه المعارض اكتسبت صفة الدولية، وأصبح لها توقيتات محدّدة على خريطة المعارض الدولية، وتم تثبيت موعد المعرض، وتحديداً الأربعاء الأخير من يناير لافتتاحه، لمدة أسبوع مع السماح بالمدّ لعدة أيام.
متى بدأت علاقتك بالمعرض؟
- منذ كنت فى المرحلة الثانوية وأنا فى المنصورة، كنت أشارك مع الرحلات إلى معرض الكتاب، وعندما انتقلت إلى الدراسة الجامعية فى القاهرة، كنا نحرص على زيارة المعرض ومتابعة النشاط الفكرى وكبار الشخصيات، وفى 1979 بدأ النشاط الثقافى والفكرى يقدّم أفكاراً وقضايا متنوعة فى البرنامج الثقافى.
كيف تقرأ الإقبال الجماهيرى الكبير على المعرض الذى تجاوز مليون زائر فى أول ثلاثة أيام؟
- نحن مجتمع محب للثقافة والمعرفة، وأعرف عدداً من الناس حجزوا للسفر من الصعيد إلى القاهرة لزيارة معرض الكتاب، هذا إلى جانب الأوتوبيسات والرحلات التى نراها قادمة من المحافظات القريبة من القاهرة، واختيار الموعد فى إجازة نصف العام اختيار عبقرى، حيث يستهدف الشباب والطلائع والأطفال، إلى جانب محبى القراءة، بجانب تقديم أسعار مخفّضة من قطاعات وزارة الثقافة، خصوصاً قصور الثقافة، إذن تتوافر الأسباب التى تشجّع على القراءة والإقبال على المعرض، وهناك أساتذة من الجامعات العربية يحرصون على زيارة المعرض، ويشحنون الكتب من القاهرة.
ما سر الإقبال على الكتب الخفيفة أكثر من الجادة؟
- تنوع القراءة طبيعى تبعاً لتنوع الأمزجة، وهناك من يقرأ كتب التراث، وهناك من يقرأ الكتب الخفيفة، والأمر غير مقلق، فمن يبدأ فى قراءة الكتب الخفيفة ستتطور قراءاته بتطور عقليته مع الوقت.
هل ترى للقراءة مردوداً ملموساً على وعى الشعب؟
- بالتأكيد ينعكس فعل القراء على وعى الزوار، وعلى طريقة مواجهة المشكلات، هناك أناس أخذتهم الكتب من اتجاه إلى اتجاه، وبلا شك النتاج الثقافى الذى يُطرح فى معرض الكتاب إحدى وسائل التغيير والتطوير وبناء المستقبل، لذلك يأتى المعرض تحت رعاية كريمة من الرئيس السيسى، وبحكم عملى فى وزارة الثقافة، فالدولة لا تضع أى خطوط حمراء على أى نشاط ثقافى يُقام من خلال مؤسسات الثقافة الرسمية والأهلية ومفتوح لكل جهة وفرد.
كيف يكون التأريخ لمعرض الكتاب؟
- لا بد من تشكيل لجنة تاريخ لمعرض الكتاب بكل دوراته، وفكّرت فى إعداد كتاب توثيقى عن المعرض لكل دوراته، لكن جميع ملفات وأوراق المعرض موجودة لدى هيئة الكتاب، ومن الأفضل أن تشكل وزارة الثقافة لجنة مختصة لكتابة تاريخ المعرض عبر ما يزيد على نصف القرن.
إقبال الجاليات على حضور الفعاليات
لدينا وافدون بالآلاف يدرسون فى الأزهر من نحو 112 دولة، والدولة وجّهت بالاهتمام بهم وتوفير جميع التيسيرات لهم، للحفاظ على الإسلام الوسطى فى هذه البلاد، ومقاومة التطرّف، من خلال احتضان هؤلاء الأشخاص الذين يتعلمون فى مصر، وتتم تربيتهم على الفكر الوسطى الذى تؤمن به مصر، وعدم ترك هؤلاء فريسة سهلة للأفكار المتطرفة، لذلك يشعرون بفضل المكان الذى تعلموا به، ويُظهر هذا الإقبال دور القوى الناعمة المصرية فى الخارج، فالأزهر له مكانة وهيبة عند هذه الدول، ورأينا تقديرهم للشيخ أسامة الأزهرى، الذى حملوه على الأعناق فى إندونيسيا.