أحمد جمال زيادة.. 467 يوما في السجن بتهمة "حيازة كاميرا"
"الصحفي هو عينك وأذنك في كل زمان ومكان"، لم يكن يومًا يعرف أن هوايته التي أحبها وأصبحت فيما بعد مهنته ستكون السبب في جلب المتاعب والضرر بل والسجن له، لم يكن يعرف أن محبوبته التي جعلها أميرته ستكون سببًا في ظلمه واعتقاله في غياهب السجون لمدة 467 يومًا، حيث كان يوم إلقاء القبض عليه هو أول مرة يفترق فيها عن محبوبته.
أحمد جمال زيادة تم إلقاء القبض عليه أثناء تأديته مهام عمله بتغطية اشتباكات أحداث جامعة الأزهر في 28 ديسمبر 2013، ليكون يومًا فاصلًا في حياته، فوسط الاشتباكات والهتاف وجد النيابة العامة توجه له 12 تهمة كانوا السبب في سجنه مدة 467 يوما، وتم احتجازه بعدها بقسم ثاني مدينة نصر، ومن ثم انتقل لمعسكر السلام، الذي قضى فيه عدة أيام، وبعدها تم ترحيله لسجن أبو زعبل ليمان 2، وبعد 344 يومًا من الحبس الاحتياطي قررت محكمة استئناف القاهرة تحديد الدائرة رقم 15 شمال القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، لنظر قضية المصور أحمد جمال زيادة.
أبرز التهم الموجهة إليه الانتماء لجماعة الإخوان، والاعتداء على ضابط، وخرق قانون التظاهر والتجمهر وإتلاف وحرق ممتلكات عامة وخاصة، تهم عديدة حاوطته منذ يوم القبض عليه، حتى بعدما قدمت عائلته جميع الأوراق الرسمية المطلوبة والتي تثبت تواجده بمحيط جامعة الأزهر كصحفي يؤدي واجبه بتفويض من جهة عمله، وهي شبكة "يقين الإخبارية"، ظل زيادة قابعًا خلف قضبان سجن أبو زعبل مسجونًا احتياطيًا والتهمة "حيازة كاميرا"، فقد خلال تلك الفترة كل أمل في مساعدة تأتيه من خارج الأسوار، فخاض معركته الخاصة للمطالبة بحريته بآخر سلاح لديه وهو الإضراب عن الطعام، حيث ظل أحمد جمال مضربًا عن الطعام في محبسه مدة تزيد عن 98 يومًا قضاها وحده في غياهب السجون.
في ديسمبر الماضي أتم زيادة عامًا كامل داخل ليمان 2 بسجن أبو زعبل دون تهمة محددة غير عشقه الشديد لعدسته الصغيرة، ليبث من خلالها أولى رسائله الصوتية على واجهة إحدى الصفحات المؤيدة له.
أما عن اعتقاله فكتب ساخرًا "أحمد المصور الصحفي.. الحرز كاميرا آه والله كاميرا.. والمهنة مصور صحفي.. تخيلوا، وقعدت سنة في السجن من غير ما أتحاكم على حاجة أنا معملتهاش أصلًا".. جزء من مقال زيادة "سنة أولى سجن".
اليوم أخيرًا وبعد مرور 467 يومًا في السجن أسدل الستار على تلك القضية بأيامها الصعبة، وقال القضاء كلمته، فقضت محكمة جنايات القاهرة صباح اليوم ببراءة أحمد جمال زيادة، ليخرج زيادة "سجين الكاميرا" إلى النور، وبداخله سؤال ملح لا يتردد فقط على لسانه ولكن على ألسنة كل الصحفيين والمصورين، "هل أصبحت الكاميرا جريمة؟؟"