شريف.. إدارى بمدرسة أجَّر السيارات للقضاة فسقط شهيداً
مرت المأساة كغيرها، الأسف الذى شعر به، تكرر مرات عدة مع حوادث إرهابية استهدفت ضباط الجيش والشرطة، زاد هذه المرة حين علم أن الشهداء قضاة، عاد إلى عمله، والحديث يتواصل بينه وبين زملائه عن شهداء الغدر، ممن دفعوا حياتهم ثمناً لإرهاب الإخوان.. فجأة انتبه إلى غيابه، فتش عنه بلا وعى بكل فصول مدرسته، هنا كان يفضل الجلوس، هناك كان يشارك التلاميذ هواياتهم، شىء واحد ذكّره بالمأساة، فقد كان قبل ساعات يصافح زوجته مُعزياً إياها «شريف مات شهيد.. أنا مش مصدق»، جنازته التى خلت من كافة أشكال التكريم، أثارت حفيظة «عمر إسماعيل» وزملائه بمدرسة «عايش الأسمر» التابعة لإدارة العريش التعليمية، مقررين إقامة مشروع خيرى كصدقة جارية على روحه. «عاش غلبان.. ومات شهيد» بصوت لم يخل من الأسى، تذكر «عمر» الظروف المادية الصعبة التى تكبدها صديقه شريف محمد حسين، الموظف الإدارى بالمدرسة، ظروفه التى اضطرته للمجازفة بحياته، حتى إن كان دون قصد، حين قرر العمل سائق سيارة، ووسيطاً فى تأجيرها للقضاة ووكلاء النيابة، ليستهدف الإرهاب القضاة فى أحد تحركاتهم، ويسقط معهم شهيداً على طريق العريش «علشان يغطى نفقات عائلته ويحسن دخله الشهرى، لأننا بناخد ملاليم، اشتغل سائق على عربية أجرة توصل المواطنين والقضاة فى العريش، لا سيما أيام الإجازات من المدرسة وبعد انتهاء مواعيد العمل»، الفكرة التى راقت لـ«شريف» وأنهت حياته «التحق بمكتب سياحى لتأجير السيارات براتب شهرى وعمولة معقولة، واعتاد الخروج سائقاً فى انتقالات القضاة. تلمع الدموع فى عينيه، وهو يروى تفاصيل المرة الأخيرة التى صافح فيها صديقه الشهيد «شريف سلم علينا جميعاً قبل يوم الحادث بساعات كأنه يودعنا، وهو يشعر بأنه لن يعود»، الرجل الأربعينى الذى راح فداء لقمة العيش، فات وراءه أسرة دون عائل، بحسبه «عنده أولاد أكبرهم فى سنة رابعة ابتدائى»، لا يخفى صديق العمر حزنه على تجاهل تكريم الشهيد «شريف» أسوة بالقضاة الذين أقيمت لهم جنازة عسكرية لتكريمهم، بحسب عمر.