"الوطن" فى جولة بـ"مواقع الإهمال".. كأن "محلب" لم يمر
صخب شديد، فوج من الوافدين إلى المكان، وعلى رأسهم يمشى واثق الخطى، يعلو صوته غاضباً من هول الأحوال التى فوجئ بها. يهدد ويتوعد ويحيل المقصرين للتحقيق. هجمات رئيس الوزراء على عدد من المصالح الحكومية، التى دخلها فى خلسة، أو بموعد مرتب مسبقاً، لم تكن إلا فقاعات هواء لم تجدِ نفعاً، ولم تغير من وضع تلك المصالح شيئاً، ولم تؤثر فى سير العمل سوى بعض الطلاء الذى غيّر ملامح مبنى أو شارع جرى رصفه لاستقبال رئيس الحكومة. منذ بداية جلوسه على مقعد رئيس الحكومة فى مصر، منذ أكثر من عام، يجرى المهندس إبراهيم محلب زيارات كثيرة للهيئات والمستشفيات الحكومية؛ لاكتشاف مواضع الخلل وضبط إيقاع العمل الحكومى، ظناً منه أن الزيارات المفاجئة ستحقق الانضباط داخل الجهاز الحكومى المترهل، حتى فوجئ رئيس الوزراء بوقائع إهمال لا حصر لها، وبناء عليه اتخذ عدداً من القرارات والجزاءات ضد المقصرين، لكن جولات وزيارات رئيس الوزراء العادية والمفاجئة لم تؤتِ ثمارها بعد، ولم تظهر نتائجها الملموسة، حيث لم يتم تنفيذ قراراته على أرض الواقع. «الوطن» تتبعت خطوات «محلب» ، زارت تلك الأماكن التى فوجئ بوضعها، واتخذ وقتها حزمة من القرارات، التى لم ينفذ منها شىء، سواء فى مدينة بدر، التى زارها قبل شهر من الآن، وعدم توفير بطاقات التموين لسكان حى الوايلى، واستمرار نقص الخدمات الطبية فى مستشفيات الزهراء الجامعى وسموحة بالإسكندرية، وكذلك «أم المصريين»، الذى يقدم خدمة طبية جيدة، حسب وصف بعض المرضى، لكنها لم تتفادَ مخالفات «الصيانة» التى رصدها ووجه بحلها رئيس الوزراء.