حسن ومرقص: مسيحى يقيم "مائدة رحمن" للمسلمين فى "حارة اليهود"
على طاولة خشبية داخل «حارة اليهود» يقف عادل عطا الله جبريال وأحمد بركات، وصديقهما الثالث «عم شعبان»، ليعدوا طعام الإفطار فى رمضان، حيث اعتاد الثلاثة، على مدار 20 عاماً، أن يجتمعوا طيلة الشهر أثناء الإفطار، بعد أن يقوموا بإعداد الطعام وطهوه.
«إحنا بنشترى اللحوم والأسماك ونبعتها لحد يشويها لنا ونجهز احنا سلطاتنا والذى منه، الفطار ميحلاش فى رمضان غير وإحنا على سفرة واحدة طول الـ30 يوم»، حسب عادل جبريال.
احترام «جبريال» للطقوس والشعائر الدينية الإسلامية، جعله يقبل على ذبح الأضاحى فى المناسبات لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين من أهل الحارة وغيرها من الحوارى المجاورة، فهو يرى أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى، وأن الصدقة تجوز للجميع: «اللى يخبط على الباب الحسنة تخصه، حتى زفة العذراء اللى بنعملها فى حارة زويلة بيشاركنا فيها مسلمين وبيلفوا معانا وبياكلوا من أكلنا».
الأمانة التى يعهدها «جبريال» وجيرانه الأقباط فى أصدقائهم المسلمين، دفعت قرابة 20 قبطياً لأن يشتركوا فى جمعية يرأسها صديقهم «بركات» المسلم الوحيد بينهم: «إحنا عاملين جمعية بـ10 آلاف فى الشهر اللى ماسكها لنا أحمد، أعتقد مفيش ثقة ولا أمانة أكتر من كده، وعمرنا ما فكرنا إنه مسلم واحنا مسيحيين، الكلام ده مش موجود بينا».
أعياد الأقباط التى تشهدها «حارة اليهود» وتحديداً شارع «زويلة»، دائماً ما يشارك فيها المسلمون الذين يقطنون الشارع، فمن لم يشارك بتعليق الزينة والأنوار، يشارك بدفع المبالغ المالية التى تنفق على الاحتفال: «الدين لله والوطن للجميع وإحنا كمصريين محدش يعرف يفرق إن كان ده مسلم ولا مسيحى، كلنا شبه بعض، ودمنا واحد وكمان روحنا الطيبة واحدة».